حكم قراءة القرآن للحائض من كتب التفسير
حكم قراءة القرآن للحائض من التفسير
جواز قراءة القرآن للحائض من التفسير
يجوز للحائض أن تقرأ القرآن من كتب التفسير بناءً على قول مَن ذهب إلى جواز قراءة الحائض للقرآن غيباً عن ظهر قلبٍ أو من غير المصحف، فقد ذهب كلٌّ من المالكية وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وابن باز من المعاصرين إلى جواز قراءة الحائض القرآن، استدلالاً بعدم ورود نصٍ صريحٍ يمنع الحائض من قراءة القرآن، كما أنّ النساء كن يحضن زمن الرسول -عليه الصلاة والسلام- ولم يرد أنّه نهاهنّ عن ذلك، قال ابن تيمية: "ليس في منع الحائض من القراءة نصوصٍ صريحةٍ صحيحةٍ، وقال: ومعلومٌ أنّ النساء كن يحضن على عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولم يكن ينهاهن عن قراءة القرآن، كما لم يكن ينههن عن الذكر والدعاء".
عدم جواز قراءة القرآن للحائض من التفسير
لا يجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن قطّ ولو من غير المصحف بناءً على قول العلماء الذين حرّموا قراءة القرآن عليهما من الحنفية والشافعية والحنابلة، ويحرّم عليهما أيضاً قراءة آيةٍ كاملةٍ من القرآن بنيّة قراءة القرآن؛ كآية الكرسي، ولذلك فمنعها من قراءة سورةٍ كاملةٍ أولى، إلّا أنّه يجوز لها قراءة آية القرآن بنيّة الذكر لا بنيّة قراءة القرآن، قال ابن قدامة في المغني: "ويحرّم عليهم قراءة آيةٍ، فأمّا بعض آيةٍ؛ فإن كان ممّا لا يتميز به القرآن عن غيره؛ كالتسمية، والحمد لله، وسائر الذكر؛ فإن لم يقصد به القرآن؛ فلا بأس، فإنّه لا خلاف في أنّ لهم ذكر الله -تعالى-، ويحتاجون إلى التسمية عند اغتسالهم، ولا يمكنهم التحرّز من هذا".
حكم مس الحائض المصحف
أجمع العلماء من المذاهب الفقهية؛ الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، على حُرمة مسّ الحائض للمصحف، استدلالاً بعدّة أدلةٍ، منها: قول الله -تعالى-: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ*فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ*لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)، والمطهّر هو المتطهّر من الحدَثين الأصغر والأكبر؛ ومنهما: الحيض، واستدلالاً بما ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا يَمَسُّ القُرآنَ إلَّا طاهِرٌ)، وورد عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- قال: "كنّا معه في سفرٍ، فانطلق فقضى حاجته، ثمّ جاء، فقلت: أيْ أبا عبد الله، توضأ؛ لعلّنا نسألُك عن آي من القرآن، فقال: سَلُوني؛ فإنّي لا أمسّه؛ إنّه لا يَمسُّه إلّا المطهّرون، فسألناه، فقرأ علينا قبل أن يتوضأ".
حكم ذكر الله للحائض
يجوز للحائض ذكر الله بإجماع العلماء من المذاهب الفقهية الأربعة، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال لها حينما حاضت في الحجّ: (افْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي).