قوة الحصان
قوّة الحصان
يمتلك الحصان صفات متباينة، فهو من جهة فريسة يتّصف بخصائص تساعده على الهرب من الحيوانات المفترسة، ومن ذلك أنّه يمتلك ساقين طويلتين، ومعدة صغيرة لا تتّسع للكثير من الطعام غير المهضوم الذي يمكن أن يعيق حركته، ومن جهة أخرى فهو يتّسم بمتانة جسمه، إذ تشكّل قوته جزءاً من بنيته الجسميّة التي تتميّز بعضلات سميكة، وقلب كبير، ورئتين كبيرتين وقويتين، ويجدر بالذكر أنّ البشر قد ساهموا على مرّ القرون في إجراء تزاوج بين سلالات الخيول التي تتّصف بالقوة، وذلك لإنتاج خيول أكثر قوة، ممّا أدّى إلى ظهور أنواع مناسبة من الخيول لأداء الوظائف التي تحتاج للقوة، مثل نقل الوقود للصناعة، أو جرّ وسحب المحراث والعربات في الحقول الزراعية.
من الصعب معرفة مدى قوّة الحصان بدقة، ولكن يكفي أن نعرف أنّ بعض سلالات الخيول الكبيرة تسحب ما يصل إلى ثلاثة أضعاف وزنها، أي ما يُقارب 1,134كغم، ومن الجدير بالذّكر أنّ العالم جيمس وات (بالإنجليزيّة: James Watt) قد استخدم وحدة القدرة الحصانيّة (horsepower) لوصف قدرة المحرّكات المختلفة، بما فيها محرّك السيارات، وجزّازات العشب، والمكانس الكهربائيّة.
قوّة عضلات الحصان
يمكن الحكم على قوة الحصان من خلال قوة وخصائص عضلاته، بما في ذلك طولها وحجمها، إذ تزداد قوته مع زيادة حجم أو كمية العضلات التي يمتلكها، كما تسمح العضلات الطويلة له بالمشي خطوات أوسع، وتمنحه قدرة أكبر على التحمّل، أمّا فيما يخص عضلات الفكّ بشكل خاصّ، فيجدر بالذكر أنّ قوة العضلات الماضغة في فكّ الحصان تبلغ 35كغ/سم تقريباً، وهي قوة كبيرة خاصّةً عند مقارنتها بقوة عضلات فكّ كلب البيتبول التي تبلغ 17كغ/سم، والذي يحتلّ الترتيب الثالث بين الكلاب من حيث قوة الفكّ.
قوة عظام الحصان
يوفّر الهيكل العظمي دعماً لهيكل وبنية جسم الحصان، كما يحمي أعضاءه الداخلية، ويمكن النظر للعظام على أنّها نسيج ديناميكي يخضع بشكل مستمرّ للتغيير، وذلك في محاولة منه لزيادة قوته لمواجهة المتطلّبات المختلفة، وتتحدّد قوة عظام الحصان بمقدار كثافة العظام وما تحويه من معادن، إذ يرجع نحو 70٪ من قوة الهيكل العظمي إلى المحتوى المعدني فيه، ويجدر بالذكر أنّ حجم وقوة عظام الحصان تزداد بمقدار تعرّضها للضغط والإجهاد أثناء التدريب، أو الركض، أو غيرها من الأعمال التي يقوم بها الحصان.