قصص عن التوكل على الله
قصص عن التوكل على الله
التوكل على الله هو خلق الأنبياء والصالحين، وهو البرهان الصادق على الإيمان الصادق بالله -تعالى-، وفيما يأتي ذكر بعض قصص الأنبياء في التوكل على الله -تعالى-:
نبيّ الله محمد وتوكّله على الله
عاش سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- حياته كلها متوكلاً على الله -تعالى-، ومن ذلك: حِينَ توجّه إلى غزوة حمراء الأسد بعد يوم أحد، فوصله الخبر أن أبا سفيان ومَن معه من جحافل المشركين قد جمعوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه للقضاء عليهم، وحينها قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل.
فمنّ الله -تعالى- عليهم بالثبات والخير بعد أن توكلوا عليه، وبثّ الرعب في قلوب المشركين، يقول -تعالى-: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
نبي الله إبراهيم والتوكّل على الله
توكّل سيدنا إبراهيم على الله -تعالى- حق توكله، قال -تعالى-: (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ* الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ* وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ* وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ* وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)، فقد اعتمد على الله -تعالى- في الهداية للإيمان وفي طعامه وشرابه ومرضه، وفي كل حياته ومماته وحسابه يوم القيامة.
ويضرب لنا مثلاً أعظم من ذلك حينما أرادوا به كيداً وألقوه في النار، فحينها توكّل على الله -تعالى- حقّ التوكل، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- قال: (حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قالَهَا إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ)، فانقلب السّحر على الساحر وتحوّلت نيرانهم إلى بردٍ وسلامٍ على إبراهيم، حيث قلب الله -تعالى- الموازين والحسابات الدنيوية عندما توكل عبده إبراهيم -عليه السلام- عليه ولجأ إليه.
نبي الله موسى والتوكّل على الله
ضرب سيدنا موسى أروع الأمثلة في صدق التوكل على الله -تعالى-، فحينما فرَّ هو ومَن آمن معه من بني إسرائيل، ولحقهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً، ووصل إلى طريق مسدود؛ فلم يجد أمامه إلا بحر هائج الأمواج، ولا يمكن بحال خوض هذا البحر من غير المقومات المادية التي تمكّنه من خوض غمار هذا البحر؛ كالسفينة وغيرها من الأسباب المادية.
ووصل هذا الخوف إلى ذروته في قلوب من معه، وتسلّلت الخيبة إلى صدورهم، فقالوا بلغة المستسلم لموسى -عليه السلام-: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)، فرد عليهم العبد المتوكل على الله حق التوكل بلغة الواثق المستيقن بنصر الله وفرجه: "كلا"، في صورة من أسمى صور التوكل على الله -تعالى-.
وكلّ ذلك مستنبط من قول -تعالى- في وصف هذا المشهد العظيم: (فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ* فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ* فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ). فهيّأ الله لهم أسباب النجاة بعد صدق التوكل عليه.
معنى التوكل على الله
التوكل لغةً هو الاعتماد، وهو إظهار العجز والاعتماد على الغير، أما التوكل في الاصطلاح الشرعي فهو: صدق الاعتماد على الله -عز وجل- في جلب المنافع الدينية والدنيوية، وقد دعا جميع الأنبياء أقوامهم إلى التوكل على الله واللجوء إليه.
قال -تعالى-: (وَقالَ موسى يا قَومِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّـهِ فَعَلَيهِ تَوَكَّلوا إِن كُنتُم مُسلِمينَ)، وقد وصف الله -تعالى- عباده المؤمنين بالتوكل، قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ).