قصص أطفال للنوم للبنات
قصة في بلاد العجائب
في قديم الزمان كان هناك فتاة تُدعى أليس، وفي أحد الأيام، وبينما هي جالسة مع أختها في حديقة منزلهما، رأت الفتاة أرنبًا يرتدي ملابسًا جميلة وساعة فاخرة وبعد قليل سمعت أليس الأرنب يقول: لقد تأخرت كثيرًا عن الموعد، ثم هرب مسرعًا، فركضت أليس خلف الأرنب، فإذا بها تصل إلى قاعة كبيرة لها ممر ضيّق، ولكنها لم تستطع الدخول من باب الممر.
وعندما أرادت مغادرة المكان، شاهدت زجاجة على شكل دمية، طلبت الزجاجة من أليس أن تشربها، وما أن شربت أليس الزجاجة حتى تقلّص حجمها، واستطاعت الدخول إلى القاعة ذات الممر الضيّق وفي أثناء مسيرها دخلت حديقة كبيرة، ووجدت فيها كعكة تطلب منها أكلها، أكلت أليس الكعكة فكبر حجمها وأصبحت عملاقة.
ثم واصلت المسير فوجدت مروحة، وعندما أمسكت أليس بالمروحة عادت إلى حجمها الطبيعي، فأدركت الفتاة أنها في بلاد العجائب وبينما كانت أليس تسير في بلاد العجائب ، شاهدت بحيرة كُتب عليها "بحيرة الدموع" ، وكان داخلها فأر يستغيث لإنقاذه من الغرق، وشاهدت نبتة عملاقة الحجم.
ثم واصلت المسير فشاهدت قصرًا كبيرًا، وداخل القصر أميرة جميلة، لكنها لم تُعر أليس أيّ انتباه، ثم شاهدت قطة تخبرها بأن تسرع للبحث عن الأرنب الذي تبحث عنه، وواصلت أليس مسيرها، فإذا بها وسط غابة كبيرة فيها شجرة عملاقة، فدخلت أليس إلى الشجرة، فلمحت الأرنب الأبيض، الذي ما لبث أن اختفى عن الأنظار مرّة أخرى.
فشاهدت قطًا غارقًا في الضحك، فسألته عن السبب، فأخبرها أنه تعلّم الضحك في غابة الأقحوان، فخرجت أليس قاصدة تلك الغابة، فظهر لها قرد وأخبرها بأن الغابة خطيرة وعليها الحذر من حارسها العملاق.
عندما وصلت أليس إلى غابة سمعت صوت استغاثة، وعثرت على لعبة اسمها الكروكيت مصنوعة من الورق، ثم جاء ملك وملكة ليقوموا بإعدام كُل مَن خسر في اللعبة، بدأت أليس بالبكاء على الأشخاص الذين سيتم إعدامهم، فأخبرها الببغاء بأنها مجرد كائنات من ورق وستُزهر الأشجار ذات يوم غيرها.
وفجأة ظهر الأرنب الأبيض وبيده قالب حلوى، فبادرَ رجل اسمه صاحب القبعات بإعطائها قطعة من الحلوى، ثم أبلغ الرجل أليس بأنه أحد شهود المحاكمة، فذهب الرجل إلى حيث وجود الملك والملكة وأدلى بدلوه، ثم نادى منادٍ بأن الشاهد الثالث هو أليس، تعجبت أليس كثيرًا لذلك.
وأخبرتهم بأنها لا تعرف شيئًا، وهنا جاء الأمر بالقبض عليها، لكنها ضحكت وقالت بأن جميعها كائنات من ورق، وفجأة سمعت صوت أختها حتوقظها من نومها، فعلمت أن كل ما رأته كان مجرد حلم.
قصة الأميرة القاسية
في إحدى الممالك البعيدة، كان هناك أمير صغير يُدعى كوسا، عُرف الأمير برجاحة عقله وإحسانه وحبّه للخير، وكان أيضًا بارعًا في فنون الحرب والعزف، فذاع صيته بين الناس، وأحبه الجميع الصغير قبل الكبير.
كان يعتقد الناس بأن الأمير أسعد الناس لما يمتلكه من صفات فريدة، ولكن على العكس من ذلك، فقد كان دائم الشكوى ويعاني من الهم والحزن ، لا يهنأ بطعام أو شراب أو نوم؛ وكان سبب حزنه هو شكله القبيح، الذي لم يوجد أقبح منه في المملكة، لكن الناس نسيت قباحة خُلُقه، ولم يذكروا إلا جمال أفعاله وأخلاقه.
وعندما كبر كوسا، أراد والده تزويجه، لكن الولد رفض ذلك بشدّة، وقال لأبيه بأن لا أحد سيقبل به بسبب شكله، وبعد إلحاح الوالد على الابن بالزواج، دبّر الابن حيلة تُخلّصه من إلحاح والده عليه، فصنع تمثالاً ذهبيًا باهر الجمال، وقال لأبيه إذا وجدتم امرأة كهذا التمثال سأتزوجها في الحال، فأرسل الملك الرُّسل والرجال للبحث عن الفتاة الفاتنة التي تشبه التمثال.
فمضت الأيام والأشهر والسنين، ولا زال الملك يبحث لابنه عن فتاة تشبه التمثال الذهبي، وفي يوم علمت رُسل الملك بأنه يوجد ملكًا لديه ابنة شبيهة بالتمثال الذهبي، فذهبوا للملك وأخبروه بنيّة ملكهم بتزويج ابنه الأمير كوسا من ابنتهم، ففرح الملك بالخبر، وأرسل موافقته بتزويج ابنته للأمير.
حزن الأمير كوسا على موافقة الأميرة على الزواج به، وقال لأبيه بأنها عندما تراه ستنفر من رؤيته، لكن طمأن الملك ابنه، بأن هناك عادة قديمة لديهم بأن لا تشاهد العروس وجه عريسها إلا بعد سنة كاملة من الزواج، ولكنها ستراه في غرفة مظلمة فقط، وأخبر ابنه بأنه بعد هذه السنة ستكون الأميرة قد تعلّقت بك وأحبتك ولن يُهمها شكلك ومظهرك.
ثم تزوّج الأمير كوسا من الأميرة، وكان لا يشاهدها إلا في غرفة مظلمة، فمرّت الأيام وتعلّقت الأميرة بالأمير كوسا وأحبته، وبعد أشهر قليلة، أفصحت له عن رغبتها برؤيته، وكانت تظن أنها لن ترى أجمل منه، ولكن الأمير رفض ذلك وطلب منها الانتظار لسنة كاملة.
فلم تستطيع الأميرة الانتظار طويلاً، فتحيّنت فرصة خروج الأمير بموكبه إلى خارج القصر، وشاهدته، ولكنها عندما رأته صُدمت، وتفاجأت، وعزمت على العودة إلى موطنها بسبب شكل الأمير القبيح، وفعلاً عادت الأميرة إلى موطنها.
حزن الأمير حزنًا شديدًا لفراق زوجته، وقرر أن يتخفّى ويذهب إلى حيث مكان إقامة الأميرة، وعندما وصل إلى قصرها بدأ بعزف الألحان الجميلة بالقرب من القصر، فلم يعرفه أحد سوى الأميرة، فاعتقدت بأنه آتٍ إليها؛ ليجبرها على العودة معه، ولكنه في الحقيقة أراد أن تعود معه بمحض إرادتها.
وهناك بدأ الأمير يتعلم صناعة الخزف، وبعث بثمانية أقداح كهدية لبنات الملك، ففرحن جميعهن بالهدية ما عدا زوجة الأمير كوسا التي عرفت بأن الأقداح من عمل زوجها، فطلبت من الخدم إرجاع القدح إلى صاحبه، فحزن الأمير لذلك، وعرف أنها لا زالت تُبغضه.
ولكن الأمير لم ييأس وفكر في خطة أخرى، وهي أن يعمل خادمًا في قصر الملك، فعمل طاهيًا هناك، وكان يُعدّ أشهى الطعام، فأمر الملك كبير الطهاة بإعطاء الشاب مكافأة مجزية، وأمره أن يكون طباخًا له ولبناته.
وفي يوم دخلت الأميرة المطبخ، وشاهدت زوجها يطبخ فعرفته، وأمرته أن لا يقوم بطهي أي شيء لها بعد اليوم، هنا شعر الأمير باليأس الشديد، وتأكّد بأن الأميرة لا يهمها إلا المظاهر، فقرر العودة إلى وطنه غير آسفًا عليها.
وفجأة وهو يهمّ بالمغادرة، سمع أن هناك سبعة ملوك سيشنون حربًا على الملك صهره؛ لأن كل واحدٍ منهم يريد الزواج بالأميرة الجميلة زوجة كوسا، فقال الملك في نفسه لو أن ابنته بقيت مع زوجها كوسا لما حصلت كل هذه المصائب.
استدعى الملك مستشاريه، وأمرهم أن يجدوا حلاً لذلك، فقالوا له: بأن الأميرة قد هربت من زوجها، وهي تعرّض حياة أفراد المملكة للخطر، والحل هو تقطيعها إلى سبع قطع، وإعطاء كل ملك من الملوك السبعة قطعة واحدة منها، وبذلك تسلم الدولة من الحرب.
وعندما سمع كوسا بذلك، ذهب إلى الملك وعرّفه بنفسه وحكى له قصته، وطلب منه أن يواجه هو مع جيشه الملوك السبعة، وافق الملك على ذلك، فقام كوسا بمواجهة الملوك وأسَرَهم جميعًا، وطلب من الملك أن يزوّج بناته السبعة لهؤلاء الملوك السبعة، رحّب الملك بذلك وتزوجت الأميرات الملوك السبعة.
وأما الأميرة القاسية، فقد بقيت وحيدة، وجلست تتحسّر وتندب حظها العاثر، وشعرت بالندم الشديد على ما فعلته بالأمير كوسا، وتمنت لو أنه يغفر لها فعلتها.
ولكنها ما لبثت أن شعرت بالفرح يغمرها عندما استدعاها الأمير كوسا، فأعربت له عن ندمها الشديد لما فعلته في حقه، وأنها تتمنى لو أنه يسامحها، فسألها الأمير إن كانت توافق على العودة معه، فوافقت على العودة معه، وهي تراه في أجمل منظر، فتبدل إحتقارها إجلالاً، وكبرياؤها تواضعًا، وأصبحت تراه في أجمل منظر وأحسن مظهر.
قصة بدر البدور
في قديم الزمان، كان هناك فتاة فقيرة ويتيمة تُدعى بدر البدور، كانت الفتاة طيّبة الأخلاق تتحلى بالخصال المحمودة والحسنة وكانت محبوبة من جميع الناس، وقد ورثت تلك الصفات من والدها، وكان لبدر البدور أخت أكبر منها تُدعى شمس الشموس، ولكنها كانت مُتعجرفة متكبّرة لا يحبها الناس، وقد ورثت هذه الصفات من أمها.
كانت الأم تحب ابنتها شمس الشموس؛ لأنها تشبهها في الصفات، وكانت تكره بدر البدور، فكانت الأم توكل لابنتها بدر البدور جميع أعمال المنزل من طبخ وغسيل وتنظيف وجلب للماء من البئر البعيد وفي يوم من الأيام، ذهبت بدر البدور لتملأ جرَّة الماء من البئر، فأوقفتها امرأة عجوز في الطريق، وطلبت منها أن تُشربها الماء.
فأشربتها الفتاة الماء، وشكرتها المرأة العجوز على ذلك ولكن لم تكن تلك المرأة العجوز سوى الجنيّة الطيّبة التي سمعت عن بدر البدور وأخلاقها وأدبها، فأحبت أن ترى ذلك بنفسها، فخرجت لها بصورة امرأة عجوز فأخبرت العجوز الفتاة بدر البدور، أنها لن تتكلّم كلمة إلا وخرج من فمها وردة أو ياقوتة أو لؤلؤة أو مرجانه.
وما أن عادت الفتاة إلى البيت، حتى سألتها أمها عن سبب تأخيرها، وبمجرد أن فتحت الفتاة فمها تساقط منه اللؤلؤ والياقوت، فتعجبت الأم من ذلك، وسألت ابنتها عن السبب، فأخبرتها الفتاة بأمر المرأة العجوز التي وجدتها عند بئر الماء.
فشعرت الأم بالغيرة من ابنتها بدر البدور، وتمنّت لو أن الحظ جاء لابنتها شمس الشموس، وطلبت الأم من ابنتها شمس الشموس أن تأخذ جرة الماء وتذهب للبئر، وطلبت منها أن تُحسن معاملة المرأة العجوز إذا وجدتها هناك مثلما فعلت أختها الصغرى.
فذهبت شمس الشموس إلى البئر، وفي الطريق وجدت امرأة حسنة المظهر يبدو عليها الغنى والثراء، فطلبت المرأة من الفتاة الماء، فرفضت الفتاة أن تعطيها الماء وسخرت منها، ولم تكن تلك المرأة سوى الجنيّة الطيّبة، التي غضبت أشد الغضب من تصرفات الفتاة، وقالت لها بأنها لن تتكلم كلمة إلا وسقط من فمها ثعبان أو ضفدع.
وعندما وصلت الفتاة إلى المنزل، أخبرت أمها بما حدث معها وأنها رفضت أن تعطي المرأة الماء، وعندها بدأت الضفادع والثعابين تتساقط من فمها فغضبت الأم وألقت باللوم على بدر البدور، وأنها السبب فيما حصل لأختها، وبدأت تضربها ضربًا مُبرحًا، فهربت بدر البدور من البيت.
وبقيت تجري حتى وصلت الغابة، هناك جلست تحت شجرة وبدأت بالبكاء لسوء حظها وبينما هي تبكي بالغابة، شاهدها أمير كان عائدًا من رحلة صيد، وسألها عن سبب حزنها وبكائها، فأخبرته عن والدتها، وكانت كلما تكلّمت كلمة مع الأمير تساقط الدّر من فمها، فتعجّب الأمير من ذلك، وسألها عن السبب، فأجابته بما حدث لها عند البئر.
أعجب الأمير بها، وتمنى أن تكون زوجة له، وأخذ الفتاة إلى قصره لتكون ضيفة عند أهله، فحكى لهم قصتها، وأخبرهم أنه يريد الزواج منها، فوافق أهله، وتزوّج الأمير بدر البدور وعاشا بسعادة وهناء.
وأما الأخت الكبرى شمس الشموس، فقد طردتها أمها من البيت؛ لأنها لم تعد تطيق البقاء معها بعد أن ملأت البيت ضفادع وثعابين، فذهبت الفتاة للعيش في الغابة؛ لأنها لم تجد أحدًا يؤويها بسبب الثعابين والضفادع التي تتساقط من فمها، فعاشت شمس الشموس وحيدة حزينة بمعزلٍ عن الجميع.
قصة الصديقتان
كان هناك صديقتان تجمعهما المودة والحب والإخلاص، الصديقتان هما أم خدّاش وهي قطة، والأخرى هي أم يعفور وهي كلبة صغيرة، وقد كانت الصديقتان تعيشان في بيتٍ واحد، ونشأتا وترعرعتا على الحب والإخلاص.
وذات يوم اختفت أم خدّاش عن صديقتها، فساور أم يعفور القلق والخوف عليها، فبدأت بالبحث عنها في كل مكان، وفي النهاية وجدتها في غرفة الغسيل الصغيرة، ووجدت عندها خمس قطط صغيرة جميلة، فعرفت أنهم أبناؤها.
فرحت أم يعفور لإنجاب صديقتها هذه القطط الجميلة، ودار بينهما حوارٌ طويل، وأثناء الحوار قالت أم يعفور إنّ أبناءك في غاية الجمال، وسيزدادون جمالاً بعد أن يفتحوا أعينهم، ولكن أم خداش ردَّت بأن أبناءها لا يحتاجون إلى مزيد من الجمال فهم أجمل مَن على الأرض وطلبت أم خدّاش من صديقتها أم يعفور أن تنصرف وتغادر على الفور، وأن لا تُريها وجهها مرّة أخرى.
حزنت أم يعفور حزنًا شديدًا وغادرت المكان وقلبها مكسور، وانشغلت أم خدّاش بإطعام أبنائها والاهتمام بهم، وفي الليل حلمت أم يعفور حلمًا مزعجًا، فقد رأت صديقتها أم خدّاش تحاول أن تفقأ عينيها بمخالبها الطويلة، فنهضت من الحلم مذعورة خائفة.
وفي ذات يوم ذهبت أم يعفور إلى بيت القطة صديقتها بعد أن رأتها خارجة الصيد وتاركة صغارها خلفها، وفجأة سقط أحد أبناء أم خدّاش في بركة ماء صغيرة، ولم يستطع الخروج منها، فساعدته أم يعفور على الخروج والنجاة.
وهنا جاءت أن خدّاش وظنّت أن صديقتها قامت بغسل أبنائها من دون علمها، وغضبت من صديقتها وعاتبتها بشدّة على فعلتها، ولكن عندما أخبرتها أم يعفور بما حصل ندمت على فعلتها مع صديقتها، وتصالحتا وطلبت منها أن تسامحها، وعادت علاقتهما كما في السابق.
وفي يوم من الأيام، عادت أم خدّاش من رحلة صيدٍ بعيدة، فلم تجد سوى واحد من أبنائها، فأخبرتها أم يعفور بأنه أتى رجل وأخذ أبناءها الباقين جميعهم، وأنها حاولت إنقاذهم لكن دون فائدة، ولكنها سمعت أن القطط ستعيش في قصر كبير لكي تطارد الفئران، وأنهم سيعتنوا بهذه القطط أشد عناية، وهذا ما خفف من خوف أم خدَّاش على أبنائها.
ومرّت الأيام، وحملت أم يعفور، وأنجبت عددًا من الكلاب وأصبحت أمًا، فرحت أم خداش لصديقتها فرحًا شديدًا وهنأتها على ذلك، وبعد فترة قصيرة من ولادة أم يعفور، مرضت مرضًا شديدًا جعلها غير قادرة على العناية بأطفالها، فتوّكلت أم خدّاش رعاية الأطفال الصغار والاهتمام بهم وإطعامهم لحين شفاء أمهم.
وفي يوم وجدت أم خدّاش صديقتها طريحة الفراش لا تتحرّك حزينة باكية، فسألتها صديقتها عن الأمر، فأخبرتها أم يعفور بأنها تعاني من مرض شديد وسيُفضي إلى موتها، ومرضها هو داء الكَلَب، فقد أصيبت بنت عمّها بالمرض وأخذها صاحبها خارج البيت وقتلها.
طمأنت أم خدّاش صديقتها وهدّأتها، ولكن ما إن أتمت أم يعفور كلامها حتى جاء رجل بيطري، وربط أم يعفور، وأخذها بعيدًا، فقامت أم خدّاش بالاعتناء بصغار أم يعفور وإطعامهم والاهتمام بهم، وعاملتهم معاملة أبنائها.
ومضى خمسة عشر يومًا على مغادرة أم يعفور للمنزل، وفي اليوم السادس عشر، تفاجأت أم خداش بعودة صديقتها إلى البيت، ففرحت وفرح أطفالها بعودة أمهم.
فشاهدت أم يعفور أبناءها قد سمنوا، وتحسّنت حالتهم، فأخبروا أمهم أن الفضل في ذلك يعود لأم خدَّاش التي لم تتركهم أبدًا وكانت تعاملهم مثل أبنائها، فشكرت أم يعفور أم خداش على عنايتها بأبنائها.
وعندما سألت أم خداش صديقتها عن مرضها، أخبرتها بأنهم كانوا مخطئين في حساباتهم، فهي لم تكن مصابة بداء الكَلَب، ولكنه مرض عادي وقد شُفيت منه، فرحت أم خداش لهذا الخبر، وفرح الأطفال جميعهم، وتقافزوا من شدّة البهجة والفرح والسرور، فعاشت العائلة بسعادة وهناء وفرح.
قصة شهرزاد بنت الوزير
كان هناك ملكًا يُدعى شهريار، وكان ملكًا عادلاً، منصفًا، محبًا لشعبه، ساهرًا على راحتهم، حتى أطلقوا عليه اسم "حارس العدالة" ولكن زوجته كانت على العكس منه تمامًا، فقد كانت لئيمة، ذميمة الأخلاق، تجمع بين الغدر والخداع، وكان اسمها "بَهْرمة".
فغدرت بهرمة زوجة شهريار به، فقام الملك بقتل زوجته، وحقد على جميع النساء ظانًّا بأنهن كلهن مثل زوجته الخائنة، وعزم على الانتقام من جميع النساء، فأمر وزيره أن يختار له كل يوم فتاة من أجمل فتيات المدينة ليتزوّجها ليلة واحدة فقط، وفي الصباح تُقتل.
بقي هذا القانون شريعة في المملكة، وصار الملك يُسمّى غول النساء بعد أن كان حارس العدالة، واحتار الوزير في أمر الملك، وفكّر في خطة ليُخلّصه مما هو فيه، فكان للوزير ابنتان شهرزاد ودينارزاد، وقد كانت شهرزاد تجمع كل الصفات الحميدة من الأدب والعلم والجمال والطيبة، وكانت محبّة للقراءة ولها اطلاع واسع على كتب التاريخ والأدب والقصص.
وذات يوم شاهدت شهرزاد أباها حزينًا وحيدًا، فسألته عن سبب حزنه، فأخبرها بقصة الملك شهريار، فطلبت من أبيها أن تقابله حتى تقنعه بالعودة إلى عقله الراجح ورأيه السديد، فرفض والدها رفضًا قاطًعا في البداية، لكنها أقنعته بالحجج والبراهين والحِيل، فاقتنع في النهاية أن تقابل ابنته الملك.
فذهب الوزير إلى الملك، وأخبره برغبة ابنته بالزواج منه، تعجّب الملك من كلام الوزير على الرغم من علمه بنهاية مصير ابنته بعد الزواج، ودار بينهما حوارٌ طويل، أقنع فيه الوزير الملك بالزواج من ابنته، عاد الوزير إلى البيت، وأخبر ابنته بموافقة الملك على الزواج منها.
فرحت شهرزاد كثيرًا لهذا الخبر، وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى قصر الملك، وعندما رأى الملك شهرزاد أُعجب جدًا بجمالها الأخَّاذ، وعندما حلّ الليل بدأت شهرزدا تقصّ القصص الجميلة على الملك، ولكن قصصها لا تنتهي بل تزداد تشويقًا ومتعة، وعندما جاء الفجر أمر الملك بتأجيل قتل شهرزاد حتى تنهي قصتها.
وهكذا كانت شهرزاد تتعمّد قطع حديثها لتسرد بعض المواقف المشوّقة لترغم الملك على الإبقاء على حياتها لليلة القادمة حتى تنتهي القصة، وما زالت تحكي له القصص والحكايا حتى انقضى على زواجهما ألف ليلة وليلة ، وكانت قد أنجبت خلالهما ولدين.
استولت شهرزاد على عقل وقلب الملك، فلم يعد يطيق العيش بدونها، فكانت حيلة شهرزاد سببًا في حب الملك لها، وعودته إلى عقله وصوابه، وكانت سببًا في تخليص بنات جيلها من الموت والهلاك على يد الملك، وقد اشتدّ إعجاب الملك بزوجته شهرزاد، فزوّج أختها دينارزاد لأخيه شاه زمان، وفعاشوا جميًعا حياة هادئة بحب وألفة وإخلاص.