الأدب العربي في العصر الأدبي الحديث
نبذة عن الأدب العربي في العصر الأدبي الحديث
فيما يأتي نبذة عن الأدب العربي في العصر الحديث:
مدرسة الإحياء والنهضة
تعدّ مدرسة الأحياء والنهضة أول اتجاه أدبي عربي في العصر الحديث، فقد جاءت هذه المدرسة كرد فعل على حالة التخلف والتراجع التي شهدها العالم العربي في السياق الأدبي بعد فترة الحكم العثماني، فقد كسد الأدب والشعر خلال حقبة تواجد العثمانيين، لأن الخليفة وقادة الدولة أتراك ليسوا ملمين باللغة العربية. بالإضافة إلى بعد العاصمة ومركز الدولة، فقد صارت عواصم الخلافة مثل دمشق وبغداد والقاهرة والمدينة المنورة مدنًا عادية لا يترأسها حاكم عربي، فلم يعد هناك اهتمام بالشعر والأدب لعدم وجود حافز مادي من الدولة، فاتجه الناس للكسب والعمل وانصرفوا عن الشعر والأدب.[1] ونلحظ أن مدرسة الإحياء والهضة بزعامة محمود سامي البارودي قصدت إعادة إحياء التراث العربي الشعري، وذلك باستلهام عيون قصائد الشعر العربي، والكتابة على نسقها وأسلوبها، سمي هذا الشعر بشعر المعارضات . وقد أبدع غير قليل من الشعراء أمثال البارودي وأحمد شوقي في هذا الصدد ونسجوا قصائد تشابه قصائد العباسيين في قوتها وجزالتها، مما أنعش حركة الأدب العربي، وساهم في بدء الحركة الشعرية والأدبية العربية الحديثة، ومن هذه القصائد سينية أحمد شوقي.[2]الرومانسية في الأدب العربي
جاءت المدرسة الرومانسية نتيجة الاحتكاك بالأعمال الغربية الأوروبية، فاتجه الأدباء والشعراء العرب إلى التخلي عن الكلاسيكية، وتقليد الأدب القديم، فاتجهوا إلى ابتكار شعر يمثل خصوصيتهم الأدبية ويعبر عن مشاعر الشاعر وآلامه وحزنه وفرحه ونضاله، فالرومانسية ابتعدت عن الأخلاق والاعتدال واهتمت بالفرد ومشاعره، وبالطبيعة ومفاتنها.
فلم يعد الشعر المقلد للشعراء القدامى قادرًا على تلبية حاجات الشعراء، لا سيما أن الأوضاع التي يعيشونها تختلف عن أوضاع القدامى، فهناك حاجة للتعبير عن النفس والفرد، وترك المثاليات جانبًا واتباع سنن الأقدمين في الكتابة، ولعل أبرز شعراء هذا الاتجاه، إيليا أبو ماضي وجبران خليل جبران وأبو القاسم الشابي.
المدرسة الواقعية في الأدب العربي
جاءت المدرسة الواقعية في الأدب العربي نتيجة ضغط حاجات الواقع على الشعراء، فلم تعد الرومانسية قادرة على تلبية حاجات الشعراء الذين هم جزء من الواقع الذي يعيشون فيه، فالتغني بالطبيعة ومفاتنها، ووصف الحياة السعيدة، والتركيز على الفرد ونزعاته كلها أصبحت مفصومة عن الواقع العربي، الذي يعاني من الاستعمار والتجهيل والثورات.
فاتجه الشعراء العرب إلى الحديث عن الواقع العربي في شعرهم ونثرهم، ووصفوا ما يعانيه المجتمع من تخلف وتراجع وتحكم الطبقات البرجوازية بطبقات الفلاحين، ومن ذلك رواية زينب لمحمد حسين هيكل الذي وصف في حال الفلاح العربي الذي يعيش في الأرياف المصري وما يعانيه من بؤس وحرمان، فقد خالفت هذه الرواية تصورات الرومانسيين الذين يصفون الريف والفلاح بأجمل الأوصاف، ويسقطون عليهم بهارج السعادة.
الرواية والقصة القصيرة في الأدب العربي الحديث
تأثر العرب بالآداب الأوروبية لا سيما الأدب الفرنسي في رحلاتهم العلمية إلى أوروبا، واطلعوا على كل جديد ومستجد في الساحة الأدبية، فوجدوا أنّ الشعر في أوروبا نُحي عن مكانته ومرتبته الأولى، وحل بدلا منه القصة والرواية، بوصفها أكثر إمتاعا، وأرحب مجالا للتعبير، ولعل أبرز من نقل هذا الفن رفاعة الطهطاوي، وأحمد الشدياق.
وقد كانت قصة في القطار لمحمود تيمور من أوائل القصص القصيرة، وكانت تتركز على الاهتمام بالجانب الواقعي، فركزت على المظاهر السيادية والمزاج الفكري عند فئات المجتمع المصري تجاه الفلاحين، بالإضافة إلى الفهم غير السليم للنصوص الدينية، والأخذ بالأحاديث المحرفة والمكذوبة، فعالجت مسألة تعليم أهل الأرياف، ومقدار المعارضة الكبيرة التي لاقتها هذه المسألة من قبل الإقطاعيين.
أما فن الرواية، فقد بدأت بعض المحاولات الأولى لكتابة روايات عربية، لكن البداية الجادة المثمرة كانت في رواية زينب، ومن ثم تلتها روايات نجيب محفوظ ، ورواية أنت منذ اليوم لتيسير سبول التي تعد أفضل أنموذج روائي أردني، حيث جاءت هذه الرواية لتعبر عن واقع حال الإنسان العربي بعد صدمة هزيمة حرب حزيران، وما خلفته هذه الحرب من أثر نفسي واجتماعي على المجتمع العربي.
وقد استمر التطوير والاهتمام بفن الرواية والقصة القصيرة فظهرت غير قليل من الروايات العربية والمجموعات القصصية التي تعالج قضايا المجتمع العربي، وما يعانيه من مشكلات اجتماعي وسياسية واقتصادية، حتى باتت الرواية مرآة عاكسة لواقع البلدان العربية، وهمومها.