قصة ميسرة خادم السيدة خديجة مع الرسول الكريم
قصة ميسرة خادم السيدة خديجة مع الرسول الكريم
قصة ميسرة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-
قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- وزواجه من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وعندما بلغ -عليه الصلاة والسلام- عمر الخامسة والعشرين دعاه عمه أبو طالب وهو الذي كان يكفله فقال له بأنه اشتد عليه الزمان ولا مال له، وأخبر أن عير القوم قد حضر وقت خروجها إلى الشام وأضاف له بأن خديجة بنت خويلد تبعث رجالاً من القوم في عيراتها.
واقترح عليه أن يذهب إلها -صلى الله عليه وسلم- ويعرض عليها أن يخرج في عيرها فسوف تسرع إليه وتقبل، وعندما بلغ أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- هذا الحوار، أرسلت للنبي -صلى الله عليه وسلم- وقالت له أنها تعطيه ضعف ما تعطي رجلاً من قومه، فقال أبو طالب لابن أخيه محمد -عليه الصلاة والسلام- هذا رزق قد ساقه الله إليك. [1]
وخرج ميسرة خادم أم المؤمنين السيدة خديجة -رضي الله عنها- مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في تجارة خديجة، وعندما وصلا بصرى من الشام نزلا سوق في ظل شجرة وكانت قريبة من مكان صومعة أحد الرهبان والذي يدعى منظور، فذهب هذا الراهب إلى ميسرة وقد كان يعرفه من قبل فسأله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: يا ميسرة من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة.
وردّ عليه ميسرة بأن هذا رجل من قريش من أهل الحرم، فقال له منظور الراهب أنه ما نزل تحت هذه الشجرة أحد قط إلا نبي، ثم سأل الراهب ميسرة هل في عيني النبي -صلوات الله وسلامه عليه- حمزة؟ قال ميسرة نعم ولا تفارقه، فقال الراهب منظور عندها هو آخر الأنبياء وتمنى لو أنه يدركه عندما يبعث بقوله فيا ليتني أدركه حين يؤمر بالخروج.
دور ميسرة في زواج محمد -صلى الله عليه وسلم- من خديجة
بعد عودة النبي -صلى الله عليه وسلم- من التجارة وهو في عمر الخامسة والعشرين برفقة خادم خديجة -رضي الله عنها- ميسرة وكانت قد ربحت التجارة ربحاً كبيراً، وكذلك بعد البركات التي ظهرت للنبي-صلى الله عليه وسلم- خلال هذه الرحلة والتي أخبر بها ميسرة أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها- أحبت السيدة خديجة محمدًا -صلى الله عليه وسلم- حبًّا جمًّا بسبب ما رأت منه وسمعت.
وقد بلغها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صدقه وعظم أمانته ومكارم الأخلاق التي اجتمعت به، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كذلك شاباً في طور شبابه لكنه كان ناضج ورجل راشد الرجولة ويمتلك من الصفات العليا والخلق الرفيع أعلاه صادق في حديثه أميناً في عمله وأفعاله على نفسه وعلى الناس. [2]
ولم يذهب النبي- صلى الله عليه وسلم- نحو شر ولم يقترف رذيلة ولم ينتهك عرضاً أو يظلم أحد من الناس أبداً ولا يخن أمانته إذا استؤمن ولم يفشي سر أسر له به أحد، وقد كان في أعلى درجات الأدب والسمو والجلال الأخلاقي وقد عرف عنه هذا وقد كان يسميه الناس بالصادق وكذلك الأمين.
زواجه -صلى الله عليه وسلم- من خديجة
بعد ما عرفت خديجة من أخلاق محمد -عليه الصلاة والسلام- وصفاته وما ذكره لها ميسره، هيّأ الله -عز وجل- الأقدار وفي أجواء عظيمة من الأدب الوفير والحياء والأخلاق والطهارة بادرت السيدة خديجة من جانبها على عادة العرب من الوضوح الصراحة دون التواء بدأت مراسلات وعرضت عليه الزواج وبعثت إليه من يخبره أنها رغبت فيه لقرابته وشرفه وأخلاقه.
وتم بعدها الموافقة من النبي -صلى الله عليه وسلم- وأم المؤمنين خديجة على الزواج واستشار النبي -صلى الله عليه وسلم- أعمامه، تمّ العقد من خلال الإيجاب والقبول والمهر زواجاً شرعياً متماشياً مع ما بقي من دين إبراهيم -عليه السلام- حيث خرج مع النبي حمزة -رضي الله عنه- لخويلد بن أسد والد أم المؤمنين خديجة فخطبها لابن أخيه فتمت الموافقة وتم هذا الزواج العظيم. [3]
وكان ممّا تكلل به هذا الزواج المبارك من الثمار ولادة أبناء الرسول -صلى الله عليه وسلم- القاسم وعبد الله الذين توفوا قبل بعثته، وبناته فاطمة ورقية وزينب وأم كلثوم، فكان جميع أبناء النبي -صلى الله عليه وسلم- من خديجة -رضي الله عنها- إلا إبراهيم الذي توفي ابن ثمانية عشر شهراً وهو ابن أم المؤمنين مارية القبطية -رضي الله عنها-.