قصة خولة بنت ثعلبة في سورة المجادلة
قصة خولة بنت ثعلبة في سورة المجادلة
بدأت سورة المجادلة بذكر قصة الصحابية خولة بنت ثعلبة مع زوجها أوس بن شداد، حيث جاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تشتكي إليه سوء خلق زوجها وما صدر منه من مظاهرتها؛ و الظِّهار هو أن يقول الرجل لزوجته: "أنت علي كظهر أمي"، فيُحرّمها عليه.
وبعد أن ظاهر أوس زوجته لبث وقتًا قليلًا ثم أراد الرجوع إليها، فرفضت ذلك وذهبت لتأخذ الحكم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رجوعها إليه، فأجابها رسول الله بأنها محرّمةٌ عليه حرمةً أبدية حتى لو طلب أوس بن شداد أن يعيدها إليه.
وحينها حزنت خولة -رضي الله عنه- لأنّها إذا تفرّقت عن زوجها فسيجوع أبناءها إنْ بقوا معها، وسيضيعوا إن بقوا مع زوجها، فخرجت من عند رسول الله متجهةً نحو الكعبة المشرفة تدعو الله -تعالى- وتشكو إليه قلة حيلتها وضعفها.
وما لبثت قليلاً من الوقت حتى نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الوحي ، فنادى خولة بنت ثعلبة -رضي الله عنها- وبشّرها بنزول حكم الله فيها وفي زوجها، وقرأ عليها آيات قرآنية تحلّ لها رجوعها إليه بعد أن يؤدي زوجها كفارة الظهار.
الآيات التي ذكرت قصة خولة بنت ثعلبة
وردت قصة خولة بنت ثعلبة في سورة المجادلة، قال -تعالى-: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ* الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ الَّلائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ).
حكم الظهار في الجاهلية والإسلام
بيّنت الآيات الكريمة من سورة المجادلة حكم الظهار في الإسلام، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
حيث كان الظهار في الجاهلية يحرّم رجوع الزوجة إلى زوجها حرمة أبدية، فبمجرد ظهار الزوج من زوجته تحدث بينهما الفرقة الأبدية، ثم جاء الإسلام فجعل كفارة الظهار بتحرير رقبةٍ مؤمنة وعتقها من العبودية، فإن لم يجد فعلى من فعل ذلك أن يقوم بصيام شهرين متتابعين .
ومَن لم يستطع صوم شهرين متتابعين لضعفٍ في جسده أو لغير ذلك من الأعذار الشرعية؛ فيترتب عليه أن يقوم بإطعام ستين مسكينًا ، وبذلك تحلّ له زوجته، ويحرم على الرجل ملامسة زوجته قبل أن يؤدي ما عليه من الكفّارة.