قصة خبيب بن عدي الانصاري
قصة أسر خبيب الأنصاري وبيعه
أُسِر الصحابي خبيب بن عدي في بعث الرجيع ، والرجيع؛ عين ماء لقبيلة هُذيل، وبعثه النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بعد أُحد، ليُتابع من خلالها تحركات العدو، وكانوا عشرة رجال، ومنهم خبيب، فلما وصلوا بين عسفان ومكة في حيٍ من أحياء بني هُذيل، بعثوا إليهم بمائة رجل وتتبعوا آثارهم من خلال نوى التمر، فحاصروهم عند سفح جبل، ودعوهم لتسليم أنفسهم بعد أن أعطوهم وعداً ألا ينالهم منهم سوء، فرفض أميرهم الاستسلام، فقُتل واستشهد معه سبعة، فنزل ما بقي منهم وهم ثلاثة ومنهم خبيب تحت عهدهم، وقام الرماة بأخذهم إلى مكة، وكان الشخص الذي قام بأسره هو زُهير الهُذلي، وباعوه في مكة؛ فاشتراه بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وذلك مُقابل قتل الصحابة لطُعيمة بن عدي الذي قُتل يوم بدر، فقاموا بصلبه في التنعيم.
قصة ثبات خبيب وتضحيته في الإسلام
حاول المُشركون إخافة خُبيب بإخباره بقتل من كان معه في الأسر، فبدأوا بإغرائه بترك دينه، ولكنه رفض، فقرروا صلبه وقتله، فطلب منهم أن يُصلي ركعتين قبل ذلك، وقال لهم: "لولا أن ترون أن ما بي من خوف من الموت لأطلت في الصلاة"، فكان أول من سنّ ركعتين عند القتل، ثُمّ دعا عليهم بقوله: "اللهم أحصم عدداً"، وأنشد قبل موته: "إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي" .
قصة استشهاد خبيب وصلبه
خرجوا به إلى التنعيم؛ وهو المعروف حالياً بمسجد عائشة، وطلب منهم قبل أن يُقتل أن يُصلي ركعتين، بعد أن صلبوه، فسمحوا له بذلك، ثُمّ قاموا برفعه إلى خشبة، فقال: "اللهم إنا قد بلغنا رسالة نبيك -صلى الله عليه وسلم- فبلغه الغداة ما يُصنع بنا"، ثم دعا فقال: "اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً"، ثُمّ قاموا بقتله، بعد أن أعدوا له جُذوع النخل على شكل صليب ووضعوه عليها، وشدوا أطرافه، ثُمّ قاموا برميه بالسيوف والسهام، فخاف أحدُ الرجال من دُعائه، وقبل قتله قام إليه عروة ووضع عليه السلاح وقال له: "أتحب أنّ محمّدا مكانك، قال: لا والله، ما أحب أن يفديني بشوكة في قدمه"، فقام إليه عُقبة بن الحارث، فقتله، فكان خُبيب بن عدي أول من صُلب في الإسلام.
ذكر أبو يوسف في كتابه اللطائف عن الضحاك، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- بعث المقداد والزبير ليقوموا بإنزال خبيب عن الخشبة التي صُلِبَ عليها، فتمكنا من إنزلاه، ثمّ حمله الزبير على فرسه وقد كان جسد غضاً طرياً، وعندما أحس المشركون بهما خرجوا في طلبهما، وعندما أدركوهما قذف الزبير جسد خبيب على الأرض فابتلعته، فسمي بعد ذلك ببليع الأرض.
التعريف بالصحابي خبيب بن عدي
هو الصحابي الجليل خبيب بن عدي بن مالك الأوس، من الأنصار، شهد بدراً وأُحداً، ومات شهيداً، جمع بين العلم والجِهاد، ثابتاً على دينه رغم المُساومة، مُحباً للصلاة، وفياً، واستشهد على الصليب الذي صلبه المُشركون عليه، وكان ذلك في العام الرابع الهجري، وأخبر الله -تعالى- رسوله ما حصل معه.