قصائد صوفية شهيرة

قصائد صوفية شهيرة

قصيدة: يا نسيم الريح قولي للرشا

قال الشاعر الحسن بن منصور الحلاج في الحب:

يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا

لَم يَزِدني الوِردُ إلا عَطشًا

لي حَبيبٌ حُبُّهُ وَسطَ الحَشا

إِن يَشَأ يَمشي عَلى خَدّي مَشى

روحُهُ روحي وَروحي روحُهُ

إِن يَشَأ شِئتُ وَإِن شِئتُ يَشا

قصيدة: عجبت منك ومني يا منية المتمني

قال الشاعر الحسن بن منصور الحلاج في الحب:

عَجِبتُ مِنكَ وِمنّي

يا مُنيَةَ المُتَمَنّي

أَدَنَيتَني مِنكَ حَتّى

ظَنَنتُ أَنَّكَ أَني

وَغِبتُ في الوَجدِ حَتّى

أَفنَيتَني بِكَ عَنّي

يا نِعمَتي في حَياتي

وَراحَتي بَعدَ دَفني

ما لي بِغَيرِكَ أُنسٌ

إِذ كُنتَ خَوفي وَأَمني

يا مَن رِياضُ مَعاني

هِ قَد حَوَت كُلَّ فَنِّ

وَإِن تَمَنَّتُ شَيئًا

فَأَنتَ كُلُّ التَمَنّي

قصيدة: والله ما طلعت شمس ولا غربت

قال الشاعر الحسن بن منصور الحلاج في الحب:

واللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت

إِلّا وَحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي

وَلا جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُم

إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي

وَلا ذَكَرتُكَ مَحزونًا وَلا فَرِحًا

إِلّا وَأَنت بِقَلبي بَينَ وِسواسي

وَلا هَمَمتُ بِشُربِ الماءِ مِن عَطَشٍ

إِلّا رَأَيتُ خَيالًا مِنكَ في الكَأسِ

وَلَو قَدَرتُ عَلى الإِتيانِ جِئتُكُم

سَعيًا عَلى الوَجهِ أَو مَشيًا عَلى الرَأسِ

وَيا فَتى الحَيِّ إِن غَنّيتَ لي طَرَبًا

فَغَنّنّي واسِفًا مِن قَلبِكَ القاسي

مالي وَلَلناسِ كَم يَلحونَني سَفَهًا

ديني لِنَفسي وَدينُ الناسِ لِلناسِ

قصيدة: أبدًا تحن إليكم الأرواح

قال الشاعر السهروردي المقتول في الحب: أَبدًا تَحنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ

وَوِصالُكُم رَيحانُها وَالراحُ

وَقُلوبُ أَهلِ وِدادكم تَشتاقُكُم

وَإِلى لَذيذ لقائكم تَرتاحُ

وَا رَحمةً للعاشِقينَ تَكلّفوا

سرّ المَحبّةِ وَالهَوى فَضّاحُ

بِالسرِّ إِن باحوا تُباحُ دِماؤُهم

وَكَذا دِماءُ العاشِقينَ تُباحُ

وَإِذا هُم كَتَموا تَحَدّث عَنهُم

عِندَ الوشاةِ المَدمعُ السَفّاحُ

أَحبابنا ماذا الَّذي أَفسدتمُ

بِجفائكم غَير الفَسادِ صَلاحُ

خَفضَ الجَناح لَكُم وَلَيسَ عَلَيكُم

لِلصَبّ في خَفضِ الجَناح جُناحُ

وَبَدَت شَواهِدُ للسّقامِ عَلَيهمُ

فيها لِمُشكل أمّهم إِيضاحُ

فَإِلى لِقاكم نَفسهُ مُرتاحةٌ

وَإِلى رِضاكُم طَرفه طَمّاحُ

عودوا بِنورِ الوَصلِ مِن غَسَق الدُّجى

فَالهَجرُ لَيلٌ وَالوصالُ صَباحُ

صافاهُمُ فَصَفوا لَهُ فَقُلوبهم

في نُورِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ

وَتَمَتّعوا فَالوَقتُ طابَ لِقُربِكُم

راقَ الشّراب وَرَقّتِ الأَقداحُ

يا صاحِ لَيسَ عَلى المُحبِّ مَلامَةٌ

إِن لاحَ في أُفق الوِصالِ صَباحُ

لا ذَنبَ لِلعُشّاقِ إِن غَلَبَ الهَوى

كِتمانَهُم فَنما الغَرامُ فَباحوا

سَمَحوا بِأَنفُسِهم وَما بَخِلوا بِها

لَمّا دَروا أَنّ السَّماح رَباحُ

وَدعاهُمُ داعي الحَقائقِ دَعوة

فَغَدوا بِها مُستَأنسين وَراحوا

رَكِبوا عَلى سنَنِ الوَفا وَدُموعهُم

بَحرٌ وَشِدّة شَوقهم مَلّاحُ

وَاللَّهِ ما طَلَبوا الوُقوفَ بِبابِهِ

حَتّى دعوا فَأَتاهُم المفتاحُ

لا يَطربونَ بِغَيرِ ذِكر حَبيبِهم

أَبَدًا فَكُلُّ زَمانِهم أَفراحُ

حَضَروا وَقَد غابَت شَواهِدُ ذاتِهم

فَتَهَتّكوا لَمّا رَأوه وَصاحوا

أَفناهُم عَنهُم وَقَد كشفَت لَهُم

حجبُ البقا فَتَلاشتِ الأَرواحُ

فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم

إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ

قُم يا نَديم إِلى المدامِ فَهاتها

في كَأسِها قَد دارَتِ الأَقداحُ

مِن كَرمِ أَكرام بدنّ ديانَةٍ

لا خَمرَة قَد داسَها الفَلّاحُ

هيَ خَمرةُ الحُبِّ القَديمِ وَمُنتَهى

غَرض النَديم فَنعم ذاكَ الراحُ

وَكَذاكَ نوحٌ في السَّفينة أَسكَرَت

وَلَهُ بِذَلِكَ رَنَّةً وَنِياحُ

وَصَبَت إِلى مَلَكوتِهِ الأَرواحُ

وَإِلى لِقاءِ سِواه ما يَرتاحُ

وَكَأَنَّما أَجسامهُم وَقُلوبهُم

في ضَوئِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ

مَن باحَ بَينَهُم بِذِكرِ حَبيبِهِ

دَمهُ حلالٌ لِلسّيوفِ مُباحُ

قصيدة: ما بين معترك الأحداق والمهج

قال الشاعر ابن الفارض في الحب:

ما بَيْنَ مُعْتَركِ الأحداقِ والمُهَجِ

أنا القَتِيلُ بلا إثمٍ ولا حَرَجِ

ودّعتُ قبل الهوى روحي لما نَظَرْتَ

عينايَ مِنْ حُسْنِ ذاك المنظرِ البَهجِ

للَّهِ أجفانُ عَينٍ فيكَ ساهِرةٍ

شوقًا إليكَ وقلبٌ بالغَرامِ شَجِ

وأضلُعٌ نَحِلَتْ كادتْ تُقَوِّمُها

من الجوى كبِدي الحرّا من العِوَجِ

وأدمُعٌ هَمَلَتْ لولا التنفّس مِن

نارِ الهَوى لم أكدْ أنجو من اللُّجَجِ

وحَبّذَا فيكَ أسْقامٌ خَفيتَ بها

عنّي تقومُ بها عند الهوى حُجَجي

أصبَحتُ فيكَ كما أمسيَتُ مكْتَئِبًا

ولم أقُلْ جَزَعاً يا أزمَةُ انفَرجي

أهْفُو إلى كلّ قَلْبٍ بالغرام لهُ

شُغْلٌ وكُلِّ لسانٍ بالهوى لَهِجِ

وكُلِّ سَمعٍ عن اللاحي به صَمَمٌ

وكلِّ جَفنٍ إلى الإِغفاء لم يَعُجِ

لا كانَ وَجْدٌ بِه الآماقُ جامدةٌ

ولا غرامٌ به الأشواقُ لم تَهِجِ

عذّب بما شئتَ غيرَ البُعدِ عنكَ تجدْ

أوفى محِبّ بما يُرضيكَ مُبْتَهجِ

وخُذْ بقيّةَ ما أبقَيتَ من رمَقٍ

لا خيرَ في الحبّ إن أبقى على المُهجِ

مَن لي بإتلاف روحي في هوَى رَشَإٍ

حُلْوِ الشمائل بالأرواحِ مُمتَزِجِ

مَن ماتَ فيه غَرامًا عاشَ مُرْتَقِيًا

ما بينَ أهلِ الهوَى في أرفع الدّرَجِ

مُحَجَّبٌ لو سَرى في مِثلِ طُرَّتِهِ

أغنَتْهُ غُرّتُهُ الغَرّا عن السُّرُجِ

وإن ضَلِلْتُ بلَيْلٍ من ذوائِبهِ

أهدى لعيني الهدى صُبحٌ من البَلجِ

وإن تنَفّس قال المِسْكُ مُعْترفًا

لعارفي طِيبِه مِن نَشْرِهِ أَرَجي

أعوامُ إقبالِهِ كاليَّومِ في قِصَرٍ

ويومُ إعراضِه في الطّول كالحِججِ

فإن نأى سائراً يا مُهجَتي ارتحلي

وإن دَنا زائرًا يا مُقلتي ابتهِجي

قُل للّذي لامني فيه وعنّفَني

دعني وشأني وعُد عن نُصْحك السمِجِ

فاللّوْمُ لؤمٌ ولم يُمْدَحْ بِهِ أحَدٌ

وهل رأيتَ مُحِبّاً بالغرام هُجي

يا ساكِنَ القلبِ لا تنظُرْ إلى سكَني

وارْبَحْ فؤادك واحذَرْ فتنةَ الدّعجِ

يا صاحبي وأنا البَرّ الرّؤوفُ وقد

بذَلْتُ نُصْحِي بذاكَ الحيّ لا تَعُجِ

فيه خَلَعْتُ عِذَاري واطّرَحْتُ بِهِ

قَبولَ نُسْكيَ والمقبولَ من حِججي

وابيَضّ وجهُ غَرامي في محَبّتِهِ

واسْوَدّ وجْهُ ملامي فيه بالحُجَجِ

تبارَكَ اللَّهُ ما أحلى شمائلَهُ

فكمْ أماتَتْ وأحْيَتْ فيه من مُهَجِ

يهوي لذِكْرِ اسمه مَنْ لَجّ في عَذَلِي

سَمعي وإن كان عَذلي فيه لم يَلِجِ

وأرحَمُ البرْقَ في مَسراهُ مُنْتَسِبًا

لثَغْرِهِ وهوَ مُسْتَحيٍ من الفلَجِ

تراهُ إن غابَ عنّي كُلُّ جارحةٍ

في كلّ مَعنى لطيفٍ رائقٍ بَهجِ

في نغْمَةِ العودِ والنّايِ الرّخيم إذا

تَألّقا بينَ ألحانٍ من الهَزَجِ

وفي مَسَارحِ غِزْلاَنِ الخمائلِ في

بَرْدِ الأصائلِ والإِصباحِ في البلَجِ

وفي مَساقط أنْداء الغَمامِ على

بِساط نَوْر من الأَزهارِ مُنْتَسِجِ

وفي مساحِب أذيالِ النّسيم إذا

أهْدى إليّ سُحَيْرًا أطيَبَ الأرَجِ

وفي التِثاميَ ثَغْرَ الكاسِ مُرْتَشِفَاً

ريقَ المُدامة في مُسْتَنْزَهٍ فَرِجِ

لم أدرِ ما غُرْبَةُ الأوطان وهو معي

وخاطري أين كنّا غيرُ مُنْزَعِجِ

فالدّارُ داري وحُبّي حاضرٌ ومتى

بدا فمُنْعَرَجُ الجرعاء مُنْعَرَجي

ليَهْنَ رَكْبٌ سَرَوا ليلًا وأنتَ بهم

بسَيرِهم في صباحٍ منكَ مُنْبَلِجِ

قصيدة: شربنا على ذكر الحبيب مدامة

قال الشاعر ابن الفارض في الحب:

شَرِبْنَا على ذكْرِ الحبيبِ مُدامَةً

سكِرْنَا بها من قبل أن يُخلق الكَرْمُ

لها البدرُ كأسٌ وهيَ شمسٌ يُدِيرُهَا

هلالٌ وكم يبدو إذا مُزِجَتْ نَجم

ولولا شذَاها ما اهتدَيتُ لِحانِها

ولولا سَناها ما تصَوّرها الوَهْمُ

ولم يُبْقِ منها الدّهْرُ غيرَ حُشاشَةٍ

كأنّ خَفاها في صُدور النُّهى كتْم

فإن ذُكرَتْ في الحَيّ أصبحَ أهلُهُ

نَشاوى ولا عارٌ عليهمْ ولا إثم

ومِنْ بينِ أحشاء الدّنانِ تصاعدتْ

ولم يَبْقَ منها في الحقيقة إلاّ اسمُ

وإن خَطَرَتْ يومًا على خاطرِ امرىءٍ

أقامتْ به الأفراحُ وارتحلَ الهمّ

ولو نَظَرَ النُّدْمَانُ خَتمَ إنائِها

لأسكَرَهُمْ من دونِها ذلكَ الختم

ولو نَضحوا منها ثرَى قبرِ مَيّتٍ

لعادتْ اليه الرّوحُ وانتَعَشَ الجسم

ولو طَرَحُوا في فَيءِ حائطِ كَرْمِها

عليلاً وقد أشفى لفَارَقَهُ السّقم

ولو قَرّبُوا من حانِها مُقْعَدًا مشَى

وتنطِقُ من ذِكْرَى مذاقتِها البُكْم

ولو عَبِقَتْ في الشرق أنفاسُ طِيبِها

وفي الغربِ مزكومٌ لعادَ لهُ الشَّمُّ

ولو خُضِبت من كأسِها كفُّ لامسٍ

لمَا ضَلّ في لَيْلٍ وفي يَدِهِ النجم

ولو جُليتْ سِرّاً على أَكمَهٍ غَدا

بَصيرًا ومن راووقِها تَسْمَعُ الصّم

ولو أنّ رَكْبًا يَمّموا تُرْبَ أرْضِهَا

وفي الرّكبِ ملسوعٌ لمَا ضرّهُ السّمّ

ولو رَسَمَ الرّاقي حُرُوفَ اسمِها على

جَبينِ مُصابٍ جُنّ أبْرَأهُ الرسم

وفوْقَ لِواء الجيشِ لو رُقِمَ اسمُها

لأسكَرَ مَنْ تحتَ اللّوا ذلك الرّقْم

قصيدة: لي حبيب أزور في الخلوات

قال الشاعر الحسين بن منصور الحلاج في الحب:

لي حَبيبٌ أَزورُ في الخَلَواتِ

حاضِرٌ غائِبٌ عَنِ اللَحَظاتِ

ما تَراني أُصغي إِلَيهِ بِسِرّي

كَي أَعي ما يَقولُ مِن كَلِماتِ

كَلَماتٍ مِن غَيرِ شَكلٍ وَلا نَق

طٍ وَلا مِثلِ نَغمَةِ الأَصواتِ

فَكَأَنّي مُخاطِبٌ كُنتُ إِيّا

هُ عَلى خاطِري بِذاتي لِذاتي

حاضِرٌ غائِبٌ قَريبٌ بَعيدٌ

وَهوَ لَم تَحوِهِ رُسومُ الصِفاتِ

هُوَ أَدنى مِنَ الضَميرِ إِلى الوَه

مِ وَأَخفى مِن لائِحِ الخَطَراتِ

قصيدة: قلبي يحدثني بأنك متلفي

قال الشاعر ابن الفارض في الحب:

قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي

روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ

لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي

لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي

ما لي سِوَى روحي وباذِلُ نفسِهِ

في حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ بِمُسرِف

فلَئِنْ رَضِيتَ بها فقد أسعَفْتَني

يا خَيبَة المَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ

يا مانِعي طيبَ المَنامِ ومانِحي

ثوبَ السّقامِ بِهِ ووَجْدِي المُتْلِفِ

عَطفًا على رَمقي وما أبقَيتَ لي

منْ جسميَ المُضْنى وقلبي المُدَنَفِ

فالوَجْدُ باقٍ والوِصَالُ مُماطلي

والصّبْرُ فانٍ واللّقاء مُسَوّفي

لم أَخلُ من حَسَدٍ عليك فلا تُضِعْ

سَهَري بتَشْنِيع الخَيالِ المُرجِفِ

واسأَلْ نجومَ اللّيلِ هل زارَ الكَرَى

جَفني وكيف يزورُ مَن لم يَعْرِفِ

لا غَرْوَ إن شَحّتْ بغُمْضِ جُفُونها

عيني وسَحّتْ بالدّموعِ الذّرّفِ

وبما جرَى في موقفِ التوديعِ مِنْ

ألمِ النّوَى شاهدتُ هَولَ الموقفِ

إن لم يكن وْصلٌ لدَيْكَ فعِدْ به

أَمَلي وَمَاطِلْ إنْ وَعَدْتَ ولا تفي

قصيدة: اقتلوني يا ثقاتي إن في قتلي حياتي

قال الشاعر الحسين بن منصور الحلاج في الكرامة وعزة النفس:

أَقَتلوني يا ثِقاتي

إِنَّ في قَتلي حَياتي

وَمَماتي في حَياتي

وَحَياتي في مَماتي

أَنا عِندي مَحوُ ذاتي

مَن أَجَلَّ المَكرُماتِ

وَبَقائي في صِفاتي

مِن قَبيحِ السَيِّئاتِ

سَئِمَت روحي حَياتي

في الرُسومِ البالِياتِ

فَاِقتُلوني وَاِحرِقوني

بِعِظامي الفانِياتِ

ثُمَّ مُرّوا بِرُفاتي

في القُبورِ الدارِساتِ

تَجِدوا سِرَّ حَبيبي

في طَوايا الباقِياتِ

إِنيّ شَيخٌ كَبيرٌ

في عُلُوِّ الدارجاتِ

ثُمَّ إِنّي صِرتُ طِفلًا

في حُجورِ المُرضِعاتِ

ساكِنًا في لَحدٍ قَبرٍ

في أَراضٍ سَبِخاتِ

قصيدة: وقد كان قلبي خاليًا قبل حبكم

قال الشاعر الحسين بن منصور الحلاج في الحب:

وَكانَ فُؤادي خالِيًا قَبلَ حُبِّكُم

وَكانَ بِذِكرِ الخَلقِ يَلهو وَيَمزحُ

فَلَمّا دَعا داعي هَواكُم أَجابَهُ

فَلَستُ أَراهُ عَن وِصالِكَ يَبرَحُ

فَإِن شِئتَ واصِلهُ وَإِن شِئتَ بِالجَفا

فَلَستُ أَرى قَلبي لِغَيرِكَ يَصلُحُ

قصيدة: يا موضع الناظر من ناظري

قال الشاعر الحسين بن منصور الحلاج في الحب:

يا مَوضِعَ الناظِرِ مِن ناظِري

وَيا مَكانَ السِرِّ مِن خاطِري

يا جُملَةَ الكُلِّ الَّتي كُلُّها

أَحَبُّ مِن بَعضي وَمِن سائِري

تُراكَ تَرثي لِلَّذي قَلبُهُ

مُعَلَّقٌ في مِخلَبَي طائِرِ

مُدَلَّهٍ حَيرانَ مُستَوحِشٍ

يَهرُبُ مِن قَفرٍ إِلى آخَرِ

يَسري وَما يَدري وَأَسرارُهُ

تَسري كَلَمحِ البارِقِ النائِرِ

كَسُرعَةِ الوَهمِ لِمَن وَهمُهُ

عَلى دِقيقِ الغامِضِ الغائِرِ

في لُجِّ بِحرِ الفِكرِ تَجري بِهِ

لِطائِفٌ مِن قُدرَةِ القادِرِ

قصيدة: قلوب العاشقين لها عيون

قال الشاعر الحسين بن منصور في الحب:

قُلوبُ العاشِقينَ لَها عُيونٌ

تَرى ما لا يَراهُ الناظِرونا

وَأَلسِنَةٌ بِأَسرارٍ تُناجي

تَغيبُ عَنِ الكِرامِ الكاتِبينا

وَأَجنِحَةٌ تَطيرُ بغَيرِ ريشٍ

إِلى مَلَكوتِ رِبِّ العالِمينا

وَتَرتَعُ في رِياضِ القُدسِ طَورًا

وَتَشرَبُ مِن بِحارِ العارِفينا

فَأَورَثَنا الشَرابُ عُلومَ غَيبٍ

تَشِفُّ عَلى عُلومِ الأَقدَمينا

شَواهِدُها عَلَيها ناطِقاتٌ

تُبَطِّلُ كُلَّ دَعوى المُدَّعينا

عِبادٌ أَخلَصوا في السِرِّ حَتّى

دَنَوا مِنهُ وَصاروا واصِلينا
7الآداب
مزيد من المشاركات
كيف تؤدى سجدة التلاوة

كيف تؤدى سجدة التلاوة

كيفية سجود التلاوة ورد عن الفقهاء أكثر من كيفيةٍ لسجود التلاوة، وهي فيما يأتي: عند الحنفية قالوا إن كان القارئ في صلاةٍ فتلزمه النية، ويستطيع القارئ إما أن يركع بعد قراءة آية السجدة مباشرة فتجزئ عن السجود، أو أن يُكمل آية السجدة فيسجد بعدها مباشرة، ثم يقوم ويكمل القراءة، ثم يركع ركوع الصلاة وهو الأكمل، وإن تُلِيت أكثر من سجدةٍ في الصلاة الواحدة فتجزِئ سجدة واحدة؛ وذلك من باب رفع الحرج، وإن كانت السجدة خارج الصلاة فيُكبّر ثم يسجد، ثم يُكبّر حتى يرفع رأسه من السجود. عند الحنابلة قالوا إن سجدة
رسائل واتس اب

رسائل واتس اب

رسائل واتس اب دينية لن أهديكم الشمس والقمر لأنهما تزولان ولن أهديكم الشمع والثلج لأنهما يذوبان ولن أهديكم الزهر والورد لأنهما يذبلان، بل سأهديكم " اللهم صلِِّ على سيدنا محمد " إنها تبقى لك في الميزان. أرق القلوب قلب يخشى الله، وأعذب الكلام ذكر الله، وأطهر حب الحب في الله. القلبُ يمرض، كما يمرض البدن، وشفاؤَهُ في التوبةِ والحميّةِ، ويصدأ كما تصدأ المرآة، وجلاؤَهُ بالذكر، ويعرى كما يعرى الجسم، وزينتهُ التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامهُ وشرابهُ المعرفة، والتوكل، والمحبة، والإنابة. لا تدع
كيف تصنع العطور من الأزهار

كيف تصنع العطور من الأزهار

صناعة العطور تُعتبر العطور إحدى المُستحضرات التي تُضفي على مُستخدمها أناقةً وجاذبيّة خاصة عند وضعها؛ بفعل رائحته القويّة والعطرة التي تشد الآخرين وتلفت انتباههم له عند مروره أو وقوفه بالقرب منهم، حيث تُصنع العطور من العديد من العناصر الطبيعيّة، والكيميائيّة المُصنّعة، وأبرزها الزيوت العطريّة الفوّاحة، والكحول الطبية، والمواد الخاصة بتحسين استقرار باقي مكوّنات العطر والحدّ من تبخرها، إضافةً للمُذيبات، وغيرها، وتُعتبر العطور في بعض الدول كفرنسا مُستحضرات فنيّة غامضة وخالدة التصنيع لكنها تحظى
مفهوم الجودة في العمل

مفهوم الجودة في العمل

مفهوم الجودة في العمل إحدى القضايا الرئيسة التي تعمل المؤسسات على تطويرها هي رفع جودة العمل؛ لِتحسين الإنتاجية، ومفهوم الجودة في العمل هو المستوى الذي يلبي ويتجاوز توقعات العميل أو الشركة؛ لإتقانه، وتلبيته توقعات الإنجاز. يعود تحقيق مفهوم الجودة في العمل على أرباب العمل، والموظفين، والعملاء جميعًا، وتكمن أهميتها في الوصول إلى السمعة الطيبة التي تحقق الروائح والتسويق المستمر للعمل، ما يؤدي إلى توسيع نطاق العمل، وارتفاع الإنتاجية ، والتشغيل وتجنب هدر الموارد، والأهم من ذلك ضمان استمرار العمل
طريقة عمل الطحينية للمشاوي

طريقة عمل الطحينية للمشاوي

الطحينية يطلق عليها عدة أسماء منها الرهش، والطحينية، والراشي، وهي عبارّة عن عصارة حبّ السمسم من خلال عصرها بعد تنظيفها وتحميصها على النار، وتضاف الطحينية كنوعٍ من أنواع المقبلات والصلصات على مائدة الطعام، كما أنّها تضاف إلى السلطات، وإلى بعض الوصفات، والحلويات، وتحتوي الطحينية على عناصر غذائيّة متنوعة، مثل: الكاربوهيدرات، والدهون المشبعة، والألياف الغذائية، والبروتين، والسعرات الحراريّة. الطحينية للمشاوي المكونات ثلاثة أرباع الكوب من الطحينية. كوب من اللبن الزبادي. ملعقة كبيرة من البقدونس
طريقة الدغابيس الجنوبية

طريقة الدغابيس الجنوبية

الدغابيس الغامدية الجنوبية قدّم المطبخ السعوديّ العديد من الأكلات الشهيّة التي لم يعد إعدادها محصوراً في تلك البقعة الجغرافية، بل تعدّاها لمختلف أرجاء الوطن العربي، ومن هذه الأكلات طبق الدغابيس الغامدية الجنوبية، التي تُحضّر في مختلف المناسبات وولائم الأقارب، ويتكون هذا الطبق بشكل رئيسي من المرق، وقطع من العجين، إضافة إلى اللحم الغنم بكل تأكيد، مع العلم أن بعض السيدات تحضّر هذا الطبق بمزيج من الخضار والعجين وقطع الدجاج عوضاً عن قطع اللحم بالعظم، إلا أنّ الطريقة الأصل تقوم على إعداده باللحم،
حكم استخدام المغذي في نهار رمضان

حكم استخدام المغذي في نهار رمضان

حكم استخدام المغذي في نهار رمضان اعتمد مجمع الفقه الإسلامي القول بأن استعمال المغذي من المفطرات بعد مناقشة مجموعة من الأبحاث العلمية الخاصة بهذا الموضوع، ومن المرجّحات التي تدعم هذا القول ما يأتي: تمد حقن التغذية الجسم بالطاقة وبالمواد الغذائية اللازمة إذْ يستغني الجسم بها عن الطعام والشراب لمدة زمنية طويلة؛ لذلك فلا فرق بينها وبين الطعام والشراب، والمعنى الذي من أجله كان الطعام والشراب من المفطرات موجود في هذه الحقن الغذائية، والشرع لا يفرّق بين المتماثلات؛ فلا معنى لإباحة تناول الغذاء عن
هل هناك علاقة بين التفكير الإبداعي والذكاء

هل هناك علاقة بين التفكير الإبداعي والذكاء

تعريف الذكاء والتفكير الإبداعي قبل التطرُّق إلى العلاقة بين التفكير الإبداعيّ، والذكاء ، لا بُدّ من توضيح هذين المفهومين، حيث يُعرَّف الذكاء على أنّه: مقدرة الفرد على التكيُّف مع التجارب، والمواقف الجديدة التي يتعرَّض لها، ومقدرته على التعلُّم منها، والاستفادة من هذه التجارب؛ لفَهم، ومُعالجة البيئة التي يعيش فيها. وقد ركَّز البعض في تعريف الذكاء على التفكير المُجرَّد للفرد، أمّا البعض الآخر، فقد أكّدوا على رَبط التكيُّف بالذكاء، وأنّ الشخص الذكيّ هو: الشخص الذي يستطيع التكيُّف مع البيئة التي