قصائد صوفية شهيرة
قصيدة: يا نسيم الريح قولي للرشا
قال الشاعر الحسن بن منصور الحلاج في الحب:
يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا
- لَم يَزِدني الوِردُ إلا عَطشًا
لي حَبيبٌ حُبُّهُ وَسطَ الحَشا
- إِن يَشَأ يَمشي عَلى خَدّي مَشى
روحُهُ روحي وَروحي روحُهُ
- إِن يَشَأ شِئتُ وَإِن شِئتُ يَشا
قصيدة: عجبت منك ومني يا منية المتمني
قال الشاعر الحسن بن منصور الحلاج في الحب:
عَجِبتُ مِنكَ وِمنّي
- يا مُنيَةَ المُتَمَنّي
أَدَنَيتَني مِنكَ حَتّى
- ظَنَنتُ أَنَّكَ أَني
وَغِبتُ في الوَجدِ حَتّى
- أَفنَيتَني بِكَ عَنّي
يا نِعمَتي في حَياتي
- وَراحَتي بَعدَ دَفني
ما لي بِغَيرِكَ أُنسٌ
- إِذ كُنتَ خَوفي وَأَمني
يا مَن رِياضُ مَعاني
- هِ قَد حَوَت كُلَّ فَنِّ
وَإِن تَمَنَّتُ شَيئًا
- فَأَنتَ كُلُّ التَمَنّي
قصيدة: والله ما طلعت شمس ولا غربت
قال الشاعر الحسن بن منصور الحلاج في الحب:
واللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت
- إِلّا وَحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي
وَلا جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُم
- إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي
وَلا ذَكَرتُكَ مَحزونًا وَلا فَرِحًا
- إِلّا وَأَنت بِقَلبي بَينَ وِسواسي
وَلا هَمَمتُ بِشُربِ الماءِ مِن عَطَشٍ
- إِلّا رَأَيتُ خَيالًا مِنكَ في الكَأسِ
وَلَو قَدَرتُ عَلى الإِتيانِ جِئتُكُم
- سَعيًا عَلى الوَجهِ أَو مَشيًا عَلى الرَأسِ
وَيا فَتى الحَيِّ إِن غَنّيتَ لي طَرَبًا
- فَغَنّنّي واسِفًا مِن قَلبِكَ القاسي
مالي وَلَلناسِ كَم يَلحونَني سَفَهًا
- ديني لِنَفسي وَدينُ الناسِ لِلناسِ
قصيدة: أبدًا تحن إليكم الأرواح
قال الشاعر السهروردي المقتول في الحب: أَبدًا تَحنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ
- وَوِصالُكُم رَيحانُها وَالراحُ
وَقُلوبُ أَهلِ وِدادكم تَشتاقُكُم
- وَإِلى لَذيذ لقائكم تَرتاحُ
وَا رَحمةً للعاشِقينَ تَكلّفوا
- سرّ المَحبّةِ وَالهَوى فَضّاحُ
بِالسرِّ إِن باحوا تُباحُ دِماؤُهم
- وَكَذا دِماءُ العاشِقينَ تُباحُ
وَإِذا هُم كَتَموا تَحَدّث عَنهُم
- عِندَ الوشاةِ المَدمعُ السَفّاحُ
أَحبابنا ماذا الَّذي أَفسدتمُ
- بِجفائكم غَير الفَسادِ صَلاحُ
خَفضَ الجَناح لَكُم وَلَيسَ عَلَيكُم
- لِلصَبّ في خَفضِ الجَناح جُناحُ
وَبَدَت شَواهِدُ للسّقامِ عَلَيهمُ
- فيها لِمُشكل أمّهم إِيضاحُ
فَإِلى لِقاكم نَفسهُ مُرتاحةٌ
- وَإِلى رِضاكُم طَرفه طَمّاحُ
عودوا بِنورِ الوَصلِ مِن غَسَق الدُّجى
- فَالهَجرُ لَيلٌ وَالوصالُ صَباحُ
صافاهُمُ فَصَفوا لَهُ فَقُلوبهم
- في نُورِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ
وَتَمَتّعوا فَالوَقتُ طابَ لِقُربِكُم
- راقَ الشّراب وَرَقّتِ الأَقداحُ
يا صاحِ لَيسَ عَلى المُحبِّ مَلامَةٌ
- إِن لاحَ في أُفق الوِصالِ صَباحُ
لا ذَنبَ لِلعُشّاقِ إِن غَلَبَ الهَوى
- كِتمانَهُم فَنما الغَرامُ فَباحوا
سَمَحوا بِأَنفُسِهم وَما بَخِلوا بِها
- لَمّا دَروا أَنّ السَّماح رَباحُ
وَدعاهُمُ داعي الحَقائقِ دَعوة
- فَغَدوا بِها مُستَأنسين وَراحوا
رَكِبوا عَلى سنَنِ الوَفا وَدُموعهُم
- بَحرٌ وَشِدّة شَوقهم مَلّاحُ
وَاللَّهِ ما طَلَبوا الوُقوفَ بِبابِهِ
- حَتّى دعوا فَأَتاهُم المفتاحُ
لا يَطربونَ بِغَيرِ ذِكر حَبيبِهم
- أَبَدًا فَكُلُّ زَمانِهم أَفراحُ
حَضَروا وَقَد غابَت شَواهِدُ ذاتِهم
- فَتَهَتّكوا لَمّا رَأوه وَصاحوا
أَفناهُم عَنهُم وَقَد كشفَت لَهُم
- حجبُ البقا فَتَلاشتِ الأَرواحُ
فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم
- إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ
قُم يا نَديم إِلى المدامِ فَهاتها
- في كَأسِها قَد دارَتِ الأَقداحُ
مِن كَرمِ أَكرام بدنّ ديانَةٍ
- لا خَمرَة قَد داسَها الفَلّاحُ
هيَ خَمرةُ الحُبِّ القَديمِ وَمُنتَهى
- غَرض النَديم فَنعم ذاكَ الراحُ
وَكَذاكَ نوحٌ في السَّفينة أَسكَرَت
- وَلَهُ بِذَلِكَ رَنَّةً وَنِياحُ
وَصَبَت إِلى مَلَكوتِهِ الأَرواحُ
- وَإِلى لِقاءِ سِواه ما يَرتاحُ
وَكَأَنَّما أَجسامهُم وَقُلوبهُم
- في ضَوئِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ
مَن باحَ بَينَهُم بِذِكرِ حَبيبِهِ
- دَمهُ حلالٌ لِلسّيوفِ مُباحُ
قصيدة: ما بين معترك الأحداق والمهج
قال الشاعر ابن الفارض في الحب:
ما بَيْنَ مُعْتَركِ الأحداقِ والمُهَجِ
- أنا القَتِيلُ بلا إثمٍ ولا حَرَجِ
ودّعتُ قبل الهوى روحي لما نَظَرْتَ
- عينايَ مِنْ حُسْنِ ذاك المنظرِ البَهجِ
للَّهِ أجفانُ عَينٍ فيكَ ساهِرةٍ
- شوقًا إليكَ وقلبٌ بالغَرامِ شَجِ
وأضلُعٌ نَحِلَتْ كادتْ تُقَوِّمُها
- من الجوى كبِدي الحرّا من العِوَجِ
وأدمُعٌ هَمَلَتْ لولا التنفّس مِن
- نارِ الهَوى لم أكدْ أنجو من اللُّجَجِ
وحَبّذَا فيكَ أسْقامٌ خَفيتَ بها
- عنّي تقومُ بها عند الهوى حُجَجي
أصبَحتُ فيكَ كما أمسيَتُ مكْتَئِبًا
- ولم أقُلْ جَزَعاً يا أزمَةُ انفَرجي
أهْفُو إلى كلّ قَلْبٍ بالغرام لهُ
- شُغْلٌ وكُلِّ لسانٍ بالهوى لَهِجِ
وكُلِّ سَمعٍ عن اللاحي به صَمَمٌ
- وكلِّ جَفنٍ إلى الإِغفاء لم يَعُجِ
لا كانَ وَجْدٌ بِه الآماقُ جامدةٌ
- ولا غرامٌ به الأشواقُ لم تَهِجِ
عذّب بما شئتَ غيرَ البُعدِ عنكَ تجدْ
- أوفى محِبّ بما يُرضيكَ مُبْتَهجِ
وخُذْ بقيّةَ ما أبقَيتَ من رمَقٍ
- لا خيرَ في الحبّ إن أبقى على المُهجِ
مَن لي بإتلاف روحي في هوَى رَشَإٍ
- حُلْوِ الشمائل بالأرواحِ مُمتَزِجِ
مَن ماتَ فيه غَرامًا عاشَ مُرْتَقِيًا
- ما بينَ أهلِ الهوَى في أرفع الدّرَجِ
مُحَجَّبٌ لو سَرى في مِثلِ طُرَّتِهِ
- أغنَتْهُ غُرّتُهُ الغَرّا عن السُّرُجِ
وإن ضَلِلْتُ بلَيْلٍ من ذوائِبهِ
- أهدى لعيني الهدى صُبحٌ من البَلجِ
وإن تنَفّس قال المِسْكُ مُعْترفًا
- لعارفي طِيبِه مِن نَشْرِهِ أَرَجي
أعوامُ إقبالِهِ كاليَّومِ في قِصَرٍ
- ويومُ إعراضِه في الطّول كالحِججِ
فإن نأى سائراً يا مُهجَتي ارتحلي
- وإن دَنا زائرًا يا مُقلتي ابتهِجي
قُل للّذي لامني فيه وعنّفَني
- دعني وشأني وعُد عن نُصْحك السمِجِ
فاللّوْمُ لؤمٌ ولم يُمْدَحْ بِهِ أحَدٌ
- وهل رأيتَ مُحِبّاً بالغرام هُجي
يا ساكِنَ القلبِ لا تنظُرْ إلى سكَني
- وارْبَحْ فؤادك واحذَرْ فتنةَ الدّعجِ
يا صاحبي وأنا البَرّ الرّؤوفُ وقد
- بذَلْتُ نُصْحِي بذاكَ الحيّ لا تَعُجِ
فيه خَلَعْتُ عِذَاري واطّرَحْتُ بِهِ
- قَبولَ نُسْكيَ والمقبولَ من حِججي
وابيَضّ وجهُ غَرامي في محَبّتِهِ
- واسْوَدّ وجْهُ ملامي فيه بالحُجَجِ
تبارَكَ اللَّهُ ما أحلى شمائلَهُ
- فكمْ أماتَتْ وأحْيَتْ فيه من مُهَجِ
يهوي لذِكْرِ اسمه مَنْ لَجّ في عَذَلِي
- سَمعي وإن كان عَذلي فيه لم يَلِجِ
وأرحَمُ البرْقَ في مَسراهُ مُنْتَسِبًا
- لثَغْرِهِ وهوَ مُسْتَحيٍ من الفلَجِ
تراهُ إن غابَ عنّي كُلُّ جارحةٍ
- في كلّ مَعنى لطيفٍ رائقٍ بَهجِ
في نغْمَةِ العودِ والنّايِ الرّخيم إذا
- تَألّقا بينَ ألحانٍ من الهَزَجِ
وفي مَسَارحِ غِزْلاَنِ الخمائلِ في
- بَرْدِ الأصائلِ والإِصباحِ في البلَجِ
وفي مَساقط أنْداء الغَمامِ على
- بِساط نَوْر من الأَزهارِ مُنْتَسِجِ
وفي مساحِب أذيالِ النّسيم إذا
- أهْدى إليّ سُحَيْرًا أطيَبَ الأرَجِ
وفي التِثاميَ ثَغْرَ الكاسِ مُرْتَشِفَاً
- ريقَ المُدامة في مُسْتَنْزَهٍ فَرِجِ
لم أدرِ ما غُرْبَةُ الأوطان وهو معي
- وخاطري أين كنّا غيرُ مُنْزَعِجِ
فالدّارُ داري وحُبّي حاضرٌ ومتى
- بدا فمُنْعَرَجُ الجرعاء مُنْعَرَجي
ليَهْنَ رَكْبٌ سَرَوا ليلًا وأنتَ بهم
- بسَيرِهم في صباحٍ منكَ مُنْبَلِجِ
قصيدة: شربنا على ذكر الحبيب مدامة
قال الشاعر ابن الفارض في الحب:
شَرِبْنَا على ذكْرِ الحبيبِ مُدامَةً
- سكِرْنَا بها من قبل أن يُخلق الكَرْمُ
لها البدرُ كأسٌ وهيَ شمسٌ يُدِيرُهَا
- هلالٌ وكم يبدو إذا مُزِجَتْ نَجم
ولولا شذَاها ما اهتدَيتُ لِحانِها
- ولولا سَناها ما تصَوّرها الوَهْمُ
ولم يُبْقِ منها الدّهْرُ غيرَ حُشاشَةٍ
- كأنّ خَفاها في صُدور النُّهى كتْم
فإن ذُكرَتْ في الحَيّ أصبحَ أهلُهُ
- نَشاوى ولا عارٌ عليهمْ ولا إثم
ومِنْ بينِ أحشاء الدّنانِ تصاعدتْ
- ولم يَبْقَ منها في الحقيقة إلاّ اسمُ
وإن خَطَرَتْ يومًا على خاطرِ امرىءٍ
- أقامتْ به الأفراحُ وارتحلَ الهمّ
ولو نَظَرَ النُّدْمَانُ خَتمَ إنائِها
- لأسكَرَهُمْ من دونِها ذلكَ الختم
ولو نَضحوا منها ثرَى قبرِ مَيّتٍ
- لعادتْ اليه الرّوحُ وانتَعَشَ الجسم
ولو طَرَحُوا في فَيءِ حائطِ كَرْمِها
- عليلاً وقد أشفى لفَارَقَهُ السّقم
ولو قَرّبُوا من حانِها مُقْعَدًا مشَى
- وتنطِقُ من ذِكْرَى مذاقتِها البُكْم
ولو عَبِقَتْ في الشرق أنفاسُ طِيبِها
- وفي الغربِ مزكومٌ لعادَ لهُ الشَّمُّ
ولو خُضِبت من كأسِها كفُّ لامسٍ
- لمَا ضَلّ في لَيْلٍ وفي يَدِهِ النجم
ولو جُليتْ سِرّاً على أَكمَهٍ غَدا
- بَصيرًا ومن راووقِها تَسْمَعُ الصّم
ولو أنّ رَكْبًا يَمّموا تُرْبَ أرْضِهَا
- وفي الرّكبِ ملسوعٌ لمَا ضرّهُ السّمّ
ولو رَسَمَ الرّاقي حُرُوفَ اسمِها على
- جَبينِ مُصابٍ جُنّ أبْرَأهُ الرسم
وفوْقَ لِواء الجيشِ لو رُقِمَ اسمُها
- لأسكَرَ مَنْ تحتَ اللّوا ذلك الرّقْم
قصيدة: لي حبيب أزور في الخلوات
قال الشاعر الحسين بن منصور الحلاج في الحب:
لي حَبيبٌ أَزورُ في الخَلَواتِ
- حاضِرٌ غائِبٌ عَنِ اللَحَظاتِ
ما تَراني أُصغي إِلَيهِ بِسِرّي
- كَي أَعي ما يَقولُ مِن كَلِماتِ
كَلَماتٍ مِن غَيرِ شَكلٍ وَلا نَق
- طٍ وَلا مِثلِ نَغمَةِ الأَصواتِ
فَكَأَنّي مُخاطِبٌ كُنتُ إِيّا
- هُ عَلى خاطِري بِذاتي لِذاتي
حاضِرٌ غائِبٌ قَريبٌ بَعيدٌ
- وَهوَ لَم تَحوِهِ رُسومُ الصِفاتِ
هُوَ أَدنى مِنَ الضَميرِ إِلى الوَه
- مِ وَأَخفى مِن لائِحِ الخَطَراتِ
قصيدة: قلبي يحدثني بأنك متلفي
قال الشاعر ابن الفارض في الحب:
قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي
- روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ
لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي
- لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي
ما لي سِوَى روحي وباذِلُ نفسِهِ
- في حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ بِمُسرِف
فلَئِنْ رَضِيتَ بها فقد أسعَفْتَني
- يا خَيبَة المَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ
يا مانِعي طيبَ المَنامِ ومانِحي
- ثوبَ السّقامِ بِهِ ووَجْدِي المُتْلِفِ
عَطفًا على رَمقي وما أبقَيتَ لي
- منْ جسميَ المُضْنى وقلبي المُدَنَفِ
فالوَجْدُ باقٍ والوِصَالُ مُماطلي
- والصّبْرُ فانٍ واللّقاء مُسَوّفي
لم أَخلُ من حَسَدٍ عليك فلا تُضِعْ
- سَهَري بتَشْنِيع الخَيالِ المُرجِفِ
واسأَلْ نجومَ اللّيلِ هل زارَ الكَرَى
- جَفني وكيف يزورُ مَن لم يَعْرِفِ
لا غَرْوَ إن شَحّتْ بغُمْضِ جُفُونها
- عيني وسَحّتْ بالدّموعِ الذّرّفِ
وبما جرَى في موقفِ التوديعِ مِنْ
- ألمِ النّوَى شاهدتُ هَولَ الموقفِ
إن لم يكن وْصلٌ لدَيْكَ فعِدْ به
- أَمَلي وَمَاطِلْ إنْ وَعَدْتَ ولا تفي
قصيدة: اقتلوني يا ثقاتي إن في قتلي حياتي
قال الشاعر الحسين بن منصور الحلاج في الكرامة وعزة النفس:
أَقَتلوني يا ثِقاتي
- إِنَّ في قَتلي حَياتي
وَمَماتي في حَياتي
- وَحَياتي في مَماتي
أَنا عِندي مَحوُ ذاتي
- مَن أَجَلَّ المَكرُماتِ
وَبَقائي في صِفاتي
- مِن قَبيحِ السَيِّئاتِ
سَئِمَت روحي حَياتي
- في الرُسومِ البالِياتِ
فَاِقتُلوني وَاِحرِقوني
- بِعِظامي الفانِياتِ
ثُمَّ مُرّوا بِرُفاتي
- في القُبورِ الدارِساتِ
تَجِدوا سِرَّ حَبيبي
- في طَوايا الباقِياتِ
إِنيّ شَيخٌ كَبيرٌ
- في عُلُوِّ الدارجاتِ
ثُمَّ إِنّي صِرتُ طِفلًا
- في حُجورِ المُرضِعاتِ
ساكِنًا في لَحدٍ قَبرٍ
- في أَراضٍ سَبِخاتِ
قصيدة: وقد كان قلبي خاليًا قبل حبكم
قال الشاعر الحسين بن منصور الحلاج في الحب:
وَكانَ فُؤادي خالِيًا قَبلَ حُبِّكُم
- وَكانَ بِذِكرِ الخَلقِ يَلهو وَيَمزحُ
فَلَمّا دَعا داعي هَواكُم أَجابَهُ
- فَلَستُ أَراهُ عَن وِصالِكَ يَبرَحُ
فَإِن شِئتَ واصِلهُ وَإِن شِئتَ بِالجَفا
- فَلَستُ أَرى قَلبي لِغَيرِكَ يَصلُحُ
قصيدة: يا موضع الناظر من ناظري
قال الشاعر الحسين بن منصور الحلاج في الحب:
يا مَوضِعَ الناظِرِ مِن ناظِري
- وَيا مَكانَ السِرِّ مِن خاطِري
يا جُملَةَ الكُلِّ الَّتي كُلُّها
- أَحَبُّ مِن بَعضي وَمِن سائِري
تُراكَ تَرثي لِلَّذي قَلبُهُ
- مُعَلَّقٌ في مِخلَبَي طائِرِ
مُدَلَّهٍ حَيرانَ مُستَوحِشٍ
- يَهرُبُ مِن قَفرٍ إِلى آخَرِ
يَسري وَما يَدري وَأَسرارُهُ
- تَسري كَلَمحِ البارِقِ النائِرِ
كَسُرعَةِ الوَهمِ لِمَن وَهمُهُ
- عَلى دِقيقِ الغامِضِ الغائِرِ
في لُجِّ بِحرِ الفِكرِ تَجري بِهِ
- لِطائِفٌ مِن قُدرَةِ القادِرِ
قصيدة: قلوب العاشقين لها عيون
قال الشاعر الحسين بن منصور في الحب:
قُلوبُ العاشِقينَ لَها عُيونٌ
- تَرى ما لا يَراهُ الناظِرونا
وَأَلسِنَةٌ بِأَسرارٍ تُناجي
- تَغيبُ عَنِ الكِرامِ الكاتِبينا
وَأَجنِحَةٌ تَطيرُ بغَيرِ ريشٍ
- إِلى مَلَكوتِ رِبِّ العالِمينا
وَتَرتَعُ في رِياضِ القُدسِ طَورًا
- وَتَشرَبُ مِن بِحارِ العارِفينا
فَأَورَثَنا الشَرابُ عُلومَ غَيبٍ
- تَشِفُّ عَلى عُلومِ الأَقدَمينا
شَواهِدُها عَلَيها ناطِقاتٌ
- تُبَطِّلُ كُلَّ دَعوى المُدَّعينا
عِبادٌ أَخلَصوا في السِرِّ حَتّى
- دَنَوا مِنهُ وَصاروا واصِلينا