قانون الوحدات الثلاث في المسرح
قانون الوحدات الثّلاث في المسرح
قسم النقاد العمل المسرحي إلى ثلاث وحداتٍ، بحيث أصبحت هذه الوحدات قانونًا لا يَتمّ العمل الدراميّ إلّا بها، وذكر هذه الوحدات فيما يأتي:
وحدة الموضوع
يَنبغي على الكاتب أن يُحسن اختيار الموضوع، فحينما يَنتقي شخصيّة ما عليه أن يُركّز على جزئيّات حياتها الهامّة ؛ فيَنتخب فعلًّا واحدًا أو مرحلةً معينةً من حياة هذه الشّخصيّة، كي يَتمّ البناء والتّرابط في العمل المسرحي فأيّ تغييرٍ يَحدث في تسلسلها، أو استمراها يُؤدّي إلى انهيار البناء وفشله، بيد أنّ أحداث المسرحيّة وموضوعاتها لا تُقرأ بل تُمثّل.
وحدة الزّمان
أحداث المسرحيّة عليها أن تَقع في فترةٍ زمنيّة محدّدة كما حدّدها " أرسطو "، وعلى رأيه أنّ الأحداث يَجب ألّا تَكون أطول من يومٍ واحدٍ، وخلال هذه الفترة تَتطوّر الأحداث وتَتصاعد، شريطة أن يَتمّ توزيع الزّمن على أحداث العمل المسرحي بالتّساوي من بدايته إلى نهايته ؛ فكلّما كان الزّمن محدودًا كان تأثيره أقوى وأفضل على سير الأحداث.
وحدة المكان
طالما أنّ الأحداث تَجري في فترةٍ زمنيّة معيّنة، فلا بُدّ للمكان أن يَكون ثابتًا أو واحدًا، فقد يَكون في عصرٍ من العصور، أو على شاطئ البحر، أو في أيّ مكانٍ آخرٍ يَراه الكاتب مناسبًا لمسرحيّته؛ لأنّ الأحداث تُعرض على خشبة المسرح، فهي تُعتبر مكانًا واحدًا، إلّا أنّه يُمكن التّعديل على المناظر المرسومة خلف المسرح ؛ م مّا يُطلق العَنان لخيال المُتفرّج.
أنواع المسرح
يَتضمّن المسرح عروضًا مسرحيةً عديدةً تَتّخذ أنواعًا مختلفةً، ومن أنواع المسرح ما يأتي:
المسرح التراجيدي والدراما الجادة
تُصور لحظة السّقوط المفاجئة للبطل أو البطلة، وأسباب هذا السّقوط إمّا أن تَكون أسبابًا إنسانيةً؛ كالثّقة الزّائدة بالنّفس أو المجتمع، أو بسبب الطّبيعة، فالبطل في المسرح التّراجيدي لا بُدّ أن يَحدث له تغييرٌ جذريٌّ في الحظّ أو الثروة مثلًا، وكما يَرى "أرسطو" فإنّ البطل يَجب أن يَكون لديه نقصٌ أو عيبٌ ما يَدفعه إلى ارتكاب الأخطاء.
المسرح الكوميدي والدراما السوداء
الكوميديا ؛ عملٌ دراميٌّ ساخرٌ، يحتوي على صراعاتٍ متعدّدة في القصّة، وغالبًا ما تَكون النّتائج والقرارات سعيدة، أمّا الدراما السّوداء فهي دراما مسرحيّة تَتشابه مع قصة فيلمٍ ما أو عمل تلفزيونيٍّ، فيها صراعٌ بين الشّخصيّات، كما أنّ المشاعر مبالغٌ فيها.
مسرح العرائس
يُسمّى أيضًا بمسرح الدّمى؛ فالبطل الرّئيسي في هذه المسرحيّة الدّمى أو العرائس، وعادةً تَستهدف هذه المسرحيّات فئة الأطفال كوسيلة تعليميّة تُساعد على تثبيت المعلومة للطّفل، والإنسان في هذه المسرحيّة بطلٌ مساعدٌ يُؤدّي دورًا بشكلٍ غير مباشرٍ في تحريكه للدّمى، وتَتنوّع أدوار الدّمى فقد تُمثّل الإنسان أو النّبات أو الحيوان.
المسرح التّجريبي
لا يَقتصر على الأنماط التّقليديّة وطرح الأفكار في المسرحيّة، إنّما يُقدّم أفكارًا جريئةً قد تَعكس قضايا سياسيّة أو فكريّة أو دينيّة.
المسرحيّات الموسيقيّة الغنائيّة
مسرحيّات يَختلط فيها الحوار بالغناء، إذ تعتمد هذه المسرحيّات على الحوار بشكلٍ بسيطٍ مقابل الغناء بدرجةٍ أكبر.
المسرح الصّوتي الدّرامي (الأوبرا)
يكون الحوار في هذا المسرح قليلً جدًّا، إذ تَلجأ هذه المسرحيّات إلى تمثيل الدّراما باستخدام الموسيقى، فالأوبرا فنّ التّمثيل الغنائي، ومنها: أوبرا جادّة، وأوبرا كبرى، وأوبرا هزليّة.
الباليه والرّقص الحديث
الباليه رقصٌ كلاسيكيٌّ يَتركّز على خطوات وحركة الجسم بطريقةٍ مدروسةٍ، ويُعبر عن فكرة أو مفهوم أو عاطفة أو قصة.