قانون الجذب الكوني في الإسلام
قانون الجذب الكوني في الإسلام
قانون الجذب الكوني هو نظرية انتشرت بعد انتشار كتاب السر لمؤلفّته الأسترالية "روندا بايرن"، ويحتمل هذا القانون تأييد عدد من الناس ومعارضة من عدد آخر، وفي ما يأتي بيان وتفصيل لقانون الجذب الكوني:
تعريف قانون الجذب
قانون الجذب: هو نظرية مشهورة خلاصتها أنَّ الإنسان يستطيع الحصول على ما يريد إذا كان راغباً به بشدة، ويكفي أن يستغرق في التفكير بالشيء الذي يريده ويركز كل اهتمامه وتفكيره فيه حتى ينجذب الشيء الذي أراده إليه، فيحصل عليه دون عمل ولا بذل جهد؛ لأنَّ الأمور المادية تنجذب إلى الأفكار المتصلة بها.
تحليل التعريف ونقده
بالنظر إلى تعريف قانون الجذب الكوني يتبين أنَّه مجرد فرضية غير مُثبتة ولا علاقة له بالعلم إنما هو نتاج أفكار الفرد؛ فإن كان الفرد يُفكر بأسلوب إيجابي ويتجاهل الأفكار السلبية فسيحظى بما تُمليه عليه أفكاره.
وإن كان أسلوب وطريقة تفكيره سلبية فستنجذب له الأمور غير المحببة، وقانون الجذب الكوني معني بالتركيز على الجوانب الإيجابية و التفاؤل ليحظى الفرد بحياة أفضل ويُحقق النجاح الذي يريد من خلال التفكير به.
حكم الإسلام على نظرية قانون الجذب
يحتاج إصدار حكم فقهي قطعي إلى الاستدلال بأدلة تفصيلية من المصادر الأصلية، ولإصدار فتوى شرعية بالوقائع المستجدة يلزم مثل هذه الحالات عقد مجمع فقهي يضم عدداً من الفقهاء المختصين والمؤهلين لإصدار الفتاوى.
ويقوموا بالبحث مع بعضهم في المسألة المطروحة وأخذ كافة التفاصيل المحيطة بالمسألة من الناحية العلمية والعملية بعين الاعتبار، والاستفادة من خبراء مختصين وملمين بالمسألة المطروحة، ومناقشة كافة الوسائل المتاحة لإصدار فتوى شرعية بموضوع مستجد.
إلا أنّ هناك من أخذوا باجتهاد الفقهاء المعاصرين الذين ذهبوا إلى أنَّ قانون الجذب الكوني يتعارض مع العقيدة الإسلامية، وأنَّه ذو جذور فلسفية عقدية فاسدة، فلا يُؤخذ به ولا يجوز للمسلم التسليم له، وقد ألَّف عبد الله العجيري كتاباً أسماه خرافة السر ويشرح من خلاله نظرته لمحتوى كتاب السر الذي يحتوي على نظرية الجذب الكوني وموقفه منها.
الإسلام يدعو للتفاؤل
انتهاج منهج الحبيب المصطفى في جميع أمور الحياة أمرٌ مهم قال -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا)، وإنَّ التفاؤل والإيجابية وحسن الظن كانوا من أوصاف الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد كان أكثر الناس تفاؤلاً وثقة بالله.
لمَّا كان المشركون يُطاردونه هو وأبا بكر لم يترك مجالاً للخوف أو التردد يتسلل قلبه إذ قال أبو بكر -رضي الله عنه-: (كُنْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الغَارِ فَرَأَيْتُ آثَارَ المُشْرِكِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لو أنَّ أحَدَهُمْ رَفَعَ قَدَمَهُ رَآنَا، قالَ: ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا).
الشاهد من ذلك أنَّه لا بأس على العبد انتهاج الإيجابية والتفاؤل في حياته وتبديل أسلوب تفكيره و إبعاد الأفكار السلبية عنه، بهدف تحقيق الراحة النفسية والهدوء مع الحرص على السعي والأخذ بالأسباب.