أشهر الخطباء في العصر العباسي
أشهر الخطباء في العصر العباسي
هناكَ العديدُ من الخطباءِ الّذينَ برزت أسماؤهم، وأثبتوا وجودهم من خلالِ ما أذاعوه للناسِ من الخُطَبِ بشتى أشكالها، ومنهم ما يأتي:
أبو جعفر المنصور
[أبو جعفر المنصورhttps://mawdoo3.com/أبو_جعفر_المنصور أبو جعفر المنصور] هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ثاني خلفاء الدولةِ العباسيَّة، ولدَ عام 95 هـ تولَّى الخلافة بعد وفاةِ أخيهِ أبي جعفر السفّاح، كان أبو جعفر المنصور محبًّا للأدب وخاصَّةً الشعر، فقد كانَ بليغَ الكلامِ وفقيهًا وعالمًا بالدينِ والأدبِ، واشتهرَ بشجاعتهِ وبسالته، توفِيَّ أبو جعفر المنصور 158هـ.
داود بن علي
هو داود بن علي بن عبد الله بن عباس، ويُكنّى بأبي سليمان، وهو من الخطباءِ البارزينَ في العصرِ العباسيّ ، اشتهرَ بفصاحةِ لسانهِ وبلاغةِ ألفاظه، وهو عمُّ المنصورِ وأبو العباس السفّاح، أخذَ علمهُ من أبيهِ، وكان الأفصحُ بينَ إخوتهِ.
أبو العباس السفّاح
أبو العباس السفّاح هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وهو أول خلفاء بني العباس، من أشهرِ خطبهِ تلكَ الَّتي ألقاها عندما بايعهُ النَّاس للخلافة، كان أبو العباسِ فصيحَ الكلامِ، حسنَ الرأي، جيدَ البديهةِ، ويعود نسبهُ إلى الرسولِ محمد -صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم-.
المأمون
هو عبد الله بن هارون الرشيد، يُكنى بأبي جعفر، وهو سابعُ الخلفاءِ العباسيين ، ولدَ عام 170هـ، شهدَ العصر العباسي ازدهارًا كبيرًا في عصرهِ، فقد اهتمَّ بالعلومِ والأدبِ، وكانَ من أبرزِ خلفاءِ العصرِ العباسيِّ وأكثرهم حكمةً وسماحةً وحُلمًا.
عبد الملك بن صالح الهاشميّ
هو عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، أبو عبد الرحمن الهاشميّ العباسيّ، من أمراءِ بني العباسِ، هو من الخطباءِ البارزين، حيثُ اشتهرَ بفصاحتهِ وبلاغتهِ، كما كان شجاعًا وفارسًا، قال عنه الصولي: "كان أفصح الناس وأخطبهم، لم يكن في دهره مثله في فصاحته وصيانته وجلالته".
سليمان بن علي
هو سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي، أحدُ أُمراءِ بني العباسِ، ولدَ عام 80 للهجرة، اشتُهرَ بفصاحتهِ وبلاغتهِ، كما أنَّهُ ألقى خُطبًا عديدةً في عصرهِ.
خالد بن صفوان التميمي
خالد بن صفوان المنقري التميمي، من الفصحاءِ والأدباءِ في العصرِ العباسيِّ، لم يستطع أحدٌ أن يبارزهُ في الخطابةِ والشعرِ ولذلكَ لُقِبَّ بفصيحِ العرب.
نماذج من الخطابة في العصر العباسي
اشتهرَ العصرُ العباسيُّ بالخطابةِ، ومن أبرزِ الخُطَبِ التي ألقاها الخطباء ما يأتي:
خطبة أبو العباس السفاح عند توليهِ الخلافة
الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه دينًا، وكرمه وشرفه وعظمه، واختاره لنا وأيده بنا، وجعلنا أهله وكهفه والقُوّام به والذابّين عنه والناصرين له، وألزمنا كلمة التقوى، وجعلنا أحق بها وأهلها، خصنا برحم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته، ووضعنا بالإسلام وأهله في الموضع الرفيع.
وتابع: أيها الناس: بنا هَدَى الله الناس بعد ضلالتهم، ونصرهم بعد جهالتهم، وأنقذهم بعد هلكتهم، وأظهر بنا الحق وأدحض بنا الباطل، وأصلح بنا منهم ما كان فاسدًا، ورفع بنا الخسيسة وأتم النقيصة، وجمع الفرقة، حتى عاد الناس بعد العداوة أهل تعاطف وبر ومواساة في دنياهم، وإخوانا على سرر متقابلين في أخراهم، فتح الله علينا ذلك منة ومنحة بمحمد صلى الله عليه وسلم، فلما قبض إليه قام بذلك الأمرِ بعدُ أصحابُه، وأمرهم شورى بينهم، فحووا مواريث الأمم فعدلوا فيها، ووضعوها مواضعها، وأعطوها أهلها، وخرجوا خماصًا منها.
خطبة المأمون يوم الأضحى
قال بعد التكبير والتحميد: إن يومكم هذا يومٌ أبان الله فضله وأوجب تشريفه، وعظّم حرمته، ووفّق له مِن خلقه صفوته، وابتلي فيه خليله، وفدى فيه من الذبح العظيم نبيه، وجعله خاتم الأيام المعلومات من العشر، ومُقدَّم الأيام المعدودات من النفْر، يوم حرام من أيام عظام في شهر حرام، يوم الحج الأكبر، يوم دعا الله إلى مشهده، ونزل القرآن العظيم بتعظيمه.
وتابع: قال الله عز وجل : {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}، فتقربوا إلى الله في هذا اليوم بذبائحكم، وعظموا شعائر الله، واجعلوها من طيب أموالكم، ولْتصِح التقوى من قلوبكم، فإنه يقول: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}.