فوائد فقه المعاملات
فوائد فقه المعاملات بالنسبة للفرد
أنزل الله للناس شريعة تحقّق لهم مصالحهم وتلبّي احتياجاتهم ورغباتهم مهما تنوعت واختلفت؛ وذلك لرفع الحرج عنهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)، ومن هذه الشرائع فقه المعاملات، ومن فوائده على الفرد ما يأتي:
غرس القيم السامية في نفوس المسلمين
وذلك لأن المعاملات في الإسلام تقوم على أساس مجموعة من الأخلاق؛ كالوفاء و الأمانة والنهي عن الغرر وهو (الغش) والتطفيف في الكيل والميزان، فقال تعالى: (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ)، والاعتماد على الذات في اكتساب الرزق الحلال، فهذه وغيرها تساعد الإنسان على ضبط نفسه وأخلاقه بالتزامه بمعايير تحقيق نظام المعاملات في الإسلام.
تلبية حاجات الفرد الأساسية
نظام المعاملات ينظم للفرد احتياجاته اليومية من التعامل بين الناس، فكل شخص يحتاج أن يبيع ويشتري أو أن يستأجر بيتاً أو شخصاً لإصلاح شيء ما، فهذا كله مضبوط في الشريعة الإسلامية في فقه المعاملات.
الحث كسب المال من طرقه المشروعة
إذ إن نظام المعاملات الإسلامية حرم أكل أموال الناس بالباطل وكل المكاسب غير الشرعية مثل: الربا ، وبيع العينة، وبيع المحرمات أو وسائلها، وكسب المال بالمقامرة (الميسر)، قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،وكذلك الرشوة، والبيع وقت الجمعة.
فوائد فقه المعاملات بالنسبة لطرفي العقد
إنّ لفقه المعاملات بالنسبة لطرفي العقد فوائد عدة، منها:
منع الضرر والضرار عن المتعاقدين
وذلك من خلال حفظ حقوق المتعاقدين وصيانة أموالهم عن أن تكون عرضة للاعتداء والضياع، فالمعاملات في الإسلام تقوم على أساس العقود، وهذه العقود لا يمكن الخروج عنها إلا باتفاق بين المتعاقدين غالبًا، مما يؤدي إلى حفظ أموالهم وعدم تضييع الحقوق بينهم لأي سبب كان، فالعقد هو المرجع الأساسي التي تبنى عليه المعاملات.
تحقيق العدل بين المتعاقدين
وذلك لأن مشرعها هو الله وهو الأعلم بأحوال عباده والأقدر على تحقيق العدل بينهم، فيضمن نظام المعاملات العدل، وذلك بأن تكون هذه العقود متوفرة لجميع أجناس المجتمع، مما يصرف احتكار هذه المعاملات على فئة دون الأخرى.
منع أسباب الكراهية بين المتعاقدين.
فوائد فقه المعاملات بالنسبة للمجتمع
إن لفقه المعاملات بالنسبة للمجتمع فوائد كثيرة، منها:
الحد من انتشار الجريمة
وذلك بتشريع الطرق الكسب الحلال للمكسب وحفظ المال من النهب والسرقة وغيرها.
فتح آفاق الحياة والحضارة في كل ميادينها
إن الشريعة تهدف من أحكام نظام المعاملات إلى تأسيس أنشطة اقتصادية متعددة قائمة على الثقة والوضوح، وهذه تساعد على تطوير الأنشطة الاقتصادية بما يسهم بإنشاء حضارة إسلامية.
تعزيز تطوير النظام الاقتصادي
لأن نظام المعاملات يتكون من عدة ركائز منها: أن البيع قاعدة النشاط التجاري، والإجارة قاعدة النشاط الخدمي، والاستصناع قاعدة النشاط الصناعي، و السلم والمزارعة والمساقاة قاعدة النشاط الزراعي، وإذا تم تحقيق هذه الركائز جميعًا يحقق ذلك استثمار المال وتحريكه، ويؤدي ذلك كله إلى خروج المال لميدان الإنتاج، مما يرفع ويعزز ويطور النظام الاقتصادي.