فوائد تعلم القرآن الكريم
التعرف إلى أسماء الله وصفاته
إنّ أفضل طريقة يُمكن للمسلم أن يعرف بها عن الله -تعالى-، ويَعرف أسمائه وصفاته العلا هي أن يقرأ في كتاب الله -تعالى-، فلا تخلو صفحة منه من ذكر أسمائه، أو ذكر صفة من صفاته، فالقرآن الكريم يُعرّف العبد بربّه، وبما سمّى ووصف الله -تعالى- به نفسه.
وقد ألف أهل العلم كتباً كثيرة لأسماء الله تعالى وصفاته ، مُعتمدين على كتاب الله -تعالى- أولاً، ثم على السنة النبوية، وإنّ المسلم يُحصّل فائدةً كبيرة إذا تعلّم أسماء الله -تعالى- وصفاته من القرآن الكريم، حيث يستشعر أثر ذلك في سلوكه وأقواله وأعماله.
معرفة الأحكام الشرعية
أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم، وجعله مرجعاً للخلق في معرفة أحكام الدّين الإسلامي، وقد أودع الله -تعالى- به الأحكام الشرعية التي تُنظّم الحياة من بيع، وشراء، وزواج، وعبادة، وأخلاق، ومعاملات، قال -تعالى-: (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ )، وقال -تعالى-: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ) .
بل إنّ من شروط العالم أن يكون على اطّلاع على الآيات القرآنية المتعلّقة بالأحكام الشرعية. وقد بيّن القرآن الكريم الأحكام الشرعية الخمسة: الواجب، المندوب، المكروه، الحرام، المباح، فمن تجوّل في صفحات القرآن وقرأه، فإنّه يعرف كل ما يتعلّق بأركانِ الإيمان والإسلام، وأخلاقه ومعاملاته.
وأيضاً التوحيد وقَصص السابقين، وأحكام الدين، كما أنّ المسلمين لا يقبلون حُكماً شرعيّاً ولا يُسلّمون به إن كان من غير مصادره الأصلية، فمن فضل الله على عباده أنّه أنزل عليهم القرآن مشتملاً على الحقّ والصّواب.
ترتب الأجر العظيم
رغّب الله -تعالى-، ثمّ رسوله الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- الخلق في تعلّم القرآن الكريم، ورتّب على ذلك الأجر الجزيل والثواب العظيم لتعلّم وقراءة القرآن الكريم، ومن هذه الأجور:
- يُضاعف الله -تعالى- لمن يقرأ القرآن الكريم ويتعلّمه بكل حرفٍ يقرأه عشر حسنات، قال -صلى الله عليه وسلم-: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).
- يُعادل الله -تعالى- قراءة سور قصيرة كقراءة ثلث القرآن الكريم؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ في لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالوا: وكيفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالَ: قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ).
- وعد الله -تعالى- لكل من تعلّم القرأن وعلّمه بالأجر والثواب ومُضاعفة الحسنات، لمن أتقنه ولغير المُتقن كذلك، فكلاهما لهما الأجر والثواب؛ لقوله -صلى الله عيه وسلم-: (مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ وهو حافِظٌ له، مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ؛ فَلَهُ أجْرانِ).
- يعتبر الله -تعالى- خير الناس هو من يتعلّم القرآن ويُعلّمه للنّاس، قال -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ).
زيادة الإيمان
قال الله -تعالى-: (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ) ، فمن تعلّم القرآن الكريم ورتّله، فإنّه يقرأ آيات الرحمة وآيات المغفرة، ويقرأ في الآيات التي تُشير إلى عظيم خلق الله -تعالى- في الكون وإتفانه، وكل هذا ينعكس على إيمان القارئ فيزداد إيماناً وطاعة لله تعالى،
قال -تعالى-: ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء) . كما أنّ تلاوة القرآن تُنمّي الوازع الدّيني في نفس القارئ، وتُقوّي عنده مُحاسبة النفس على الحلال والحرام، ويراقب أقواله وأفعاله، ويُطبّق مافي القرآن من أخلاق وأحكام.
تقوية اللغة العربية
أكرم الله -تعالى- هذه الأمّة بأن أنزل عليها القرآن الكريم بلغتها العربية، فقال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون) ، ولا ينتفع بالقرآن من كان لا يُتقن اللغة العربية، لذا فإنّ القرآن الكريم يدفع المسلم إلى إتقان اللغة العربية ليُحصّل أقصى استفادة من كتاب ربّه.
وقراءة القرآن الكريم تُقوّم اللسان، بحيث يُتقن القارئ لمخارج الحروف وصفاتها، وقواعد تفسير القرآن وبيان معانيه تقوم على فهم اللغة العربية، ويلزم للمفسّر أن يعرف أشعار العرب ولهجاتهم، وأن يتقن علوم اللغة العربية؛ ليتسنّى له فهم كلمات القرآن.