فضل قراءة سور المسبحات
فضل قراءة سور المُسبِّحات
ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ لقراءة سور المُسبِّحات فضلاً عظيماً إن قرأها العبد قبل النوم؛ وذكر أن فيها آية أفضل من ألف آية؛ فقد ورد في سنن أبي داود ، عن العرباض بن سارية -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- كان يقرأ المُسبِّحاتِ قبل أنْ يرقدَ، ويقولَ: إنَّ فيهنَّ آيةٌ خيرٌ من ألفِ آيةٍ).
والذي يدل عليه الحديث وما يُستنتج منه هو الترغيب بقراءة هذه السور السبعة جميعها في كل ليلة، وحكم قراءتها هو الاستحباب؛ وتعد من فضائل الأعمال وليس من الأمور الواجبة على العبد المسلم.
شرح الحديث
وقد ذكر العلماء في شرح هذا الحديث أن ابن كثير قال: "الآية المشار إليها في الحديث النبوي أنها أفضل من ألف آية هي قول الله -تعالى-: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)".
والقصد أن هذه الآية من سورة الحديد، هي التي قال عنها رسول الله أنها خير من ألف آية؛ لعظيم منزلتها، ومعانيها، وما تحتويه من توحيد لله، ومن إظهار لأسمائه العليا وصفاته الحسنى ، وقد تعددت آراء علماء التفسير في تحديد هذه الآية.
كما ذكر أن بعض العلماء ذهبوا إلى أن هذه الآية العظيمة غير معروفة ولم تُحدد؛ وذلك ليقرأ العبد السور هذه كاملة، وينال أجرها جميعاً، فقد قال الطيبي: "أخفى الآية فيها كإخفاء ليلة القدر في الليالي، وإخفاء ساعة الإجابة في يوم الجمعة؛ محافظة على قراءة الكل؛ لئلا تشذ تلك الآية".
وقد ورد هذا الحديث في صحيح الترمذي بسندٍ ضعيف، وورد أيضاً في بعض الروايات الأخرى بسندٍ أصح، فأخرجه النسائي في سننه، والإمام أحمد في مسنده، وكلها مرويات حسنة.
تعريف المُراد من كلمة المسبحات
لا بد عند ذكر هذه السور من التعرّف على المقصود بالمُسبِّحات؛ وهي السور التي تفتح بالتسبيح؛ أي بقول الله -تعالى-: (سَبَّحَ لله)، أو (يُسبِّح لله)، أو (سبّح اسم ربك)، وقد سُميّت بذلك لاستفتاحها بلفظ التسبيح بصيغة متعددة.
ما هي السور المسبحات؟
والسور المُسبِّحات هي سبعة سور؛ وقد أتى التسبيح فيها على أربع صيغ، وهي:
- (سبّح)
وقد وردت في صيغة الماضي في ثلاثة سور؛ وهي سورة الحديد، وسورة الحشر، وسورة الصف.
- (يُسبّح)
ذكرت في صيغة المضارع في السورتين؛ سورة الجمعة ، وسورة التغابن.
- (سَبِّح)
وقد أتت بصيغة الأمر في سورة واحدة؛ وهي سورة الأعلى، قال -تعالى-: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى).
- (سُبحان)
في سورة الإسراء فقط، في قوله -تعالى-: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).