فضل عيد الأضحى
فضل عيد الأضحى
يعدّ يوم عيد الأضحى يوماً عظيماً في الإسلام، بل إنّ بعض العلماء عدّه أفضل يومٍ في أيام الدنيا كلّها، وذلك لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فيه: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ)، وفيما يأتي ذكر بعض فضائل عيد الأضحى:
- أقسم الله -تعالى- في القرآن الكريم بيوم عيد الأضحى، وذلك في قوله تعالى: (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ)، حيث قال ابن عباس -رضي الله عنه- في تفسير هذه الآية؛ الشفع هو يوم الأضحى، والوتر هو يوم عرفة.
- يعدّ يوم الأضحى هو يوم الحجّ الأكبر؛ لأنّ معظم أعمال الحجّ تكون فيه، فالحجّاج يدفعون فيه من مزدلفة إلى منى ليرموا الجمرة الكبرى، بعدها يحلقون رؤوسهم ويذبحون الهدي، ثمّ يطوفون طواف الإفاضة، ويدفعون إلى منى حتى يستقرّوا بها طيلة أيام التشريق.
- يوم الأضحى هو يوم العيد للمسلمين جميعاً، وتأتي أيام التشريق فيه، وهي الأيام التي ذكرها الله -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم، فقال: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)، حيث قال ابن عباس -رضي الله عنه- إنّ الأيام المعلومات هي أيام العشر من ذي الحجة ، أمّا الأيام المعدودات فهي أيام التشريق، كما قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في أيام التشريق: (يومَ عرفةَ ويومَ النَّحرِ وأيَّامَ التَّشريقِ عيدُنا أَهْلَ الإسلامِ، وَهيَ أيَّامُ أَكْلٍ وشربٍ).
- يشكر المسلم الله تعالى على نعمه في يوم الأضحى، ويظهر هذا الشكر بالقول والفعل بإبراز معالم السرور والطمأنينة والبهجة، وانتشار الأنس والفرح، واختفاء الفجوة ما بين الأغنياء والفقراء.
فضل أداء صلاة عيد الأضحى
صلاة عيد الأضحى شعيرة من شعائر الله التي اختص بها المسلمين ، لا يترتب عليها أجر أو ثواب خاصّ بها؛ وإنّما جعل ثوابها داخلاً في عموم الأجر المُترتّب على سائر الأعمال الصالحة، والطاعات، وتقع صلاة عيد الأضحى في قلب أيام ذات فضل كبير؛ فهي تُؤدّى في اليوم العاشر من أيام عشر ذي الحجة، ويأتي بعدها أيام التشريق التي يكمل فيها الحاج مناسكه.
فضل أضحية عيد الأضحى
الأُضحية شعيرةٌ من شعائر الله ؛ قال -تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) ، كما أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حرص على الأُضحية، وحثّ عليها المسلمين، أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فإنَّما يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ، ومَن ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ) .
فالتقرُّب إلى الله -تعالى- بالأُضحية من أعظم العبادات والطاعات وأجلّها، ويدلّ على ذلك قَرْنها بالصلاة في عدّة مواضع؛ بياناً لمنزلتها العظيمة، ومكانتها الجليلة، قال -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، كما أن فيها اقتداء بنبي الله إبراهيم عليه السلام.