مفهوم الشعر الحر وخصائصه
الشعر الحر
هو عبارة عن الشعر الذي يتكوّن من سطر واحد فقط، أي ليس له عجز، كما أنّه يعتمد على تفعيلة واحدة؛ لهذا السبب سمي بالشعر الحر، لأنّه تحرر من وحدة القافية والشكل، ويتمتع شاعره بحرية التنويع في التفعيلات، وفي طول القصيدة، بينما يلتزم في تطبيق القواعد العروضيّة التزاماً كاملاً.
استخدم الشعر الحر قبل الخمسينيّات، واتخذ مسميات وأنماطاً مختلفة، تم اتّباعها من قبل نقّاد وباحثين مختصّين، أطلقوا عليه في بداية ظهوره الشعر المرسل، والشعر الجديد، وشعر التفعيلة، لكن فيما بعد ذلك تم الإجماع على مسمّى الشعر الحر.
خصائص الشعر الحر
من خصائص الشعر الحر ما يلي:
- يتميّز الشعر الحر بالعديد من الخصائص الأسلوبيّة، والتي تعتمد على وحدة الموضوعيّة، فلا تقتصر الوحدة في ذلك على البيت فقط، بل إنّ القصيدة بأكملها تشكل كلاماً متماسكاً، وامتزاجاً وتناغماً في شكلها ومضمونها، حيث تم وضع القافية، والتفعيلة، والصياغة، والبحر، تحت خدمة الموضوع، ممّا جعل الشاعر يعتمد على التفعيلة في شعره، وعلى الموسيقا الداخلية المناسبة بين الألفاظ، وهي بذلك طريقة للتعبير عن نفسيّة الشاعر، ونزواته، وطموحه، وآماله، أكثر من كونها أبيات منتظمة مصفوفة.
- الشعر الحر موزون، أي أنّه يستخدم التفعيلات الموحدة من بداية القصيدة لنهايتها، على الرغم من عدم التزامه بعدد التفعيلات.
- خاصية التدوير: أي أنّ الشاعر يستخدم تفعيلة غير كاملة في نهاية البيت الأول، ليقوم بإكمالها في البيت الثاني.
- عدم الالتزام بالقافية: أي أنّ الشاعر يتبع قافية معينة لعدد من الأبيات، وسرعان ما ينتقل لقافية أخرى، وهذا الأمر يفقد القصيدة رونقها الموسيقي، وتناسقها الغنائي.
- الوحدة العضوية: تعني التناسق والانسجام بين ألفاظ القصيدة، والأحداث والخيالات التي يصوّرها الشاعر.
- بساطة الألفاظ وسهولتها، والخلط بين الفصحى والعاميّة، ممّا يسهل على المستمع فهم القصيدة، والتوصل لمعانيها.
- استخدام الرموز والإيحاءات بكثرة في القصيدة، والتي عادةً ما تكون صعبة التحليل.
- الإكثار من استخدام الصور الشعرية، والتشبيهات، والتي تساهم في التأثر بالفكرة التي يطرحها الشاعر.
بداية ظهور الشعر الحر
كان ظهور الشعر الحر تغييراً حاسماً في تاريخ الشعر العربي؛ كونه مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمحوي البناء الموسيقي، وأنماط التعبير الفكرية والإبداعية، وكانت بداية اكتشاف هذا النوع الشعري في دولة العراق ، على يد نازك الملائكة، في قصيدتها الكوليرا، والتي نشرتها في تشرين الأول من عام 1947م، وفي كانون الأول لنفس العام، وبدر شاكر السياب الذي قام بنشر قصيدته هل كان حباً، والتي كانت من ضمن ديوانه الشعري أزهار ذابلة، وعلى الرغم من الفترة الزمنية التي استغرقها بدر السياب في كتابة ديوانه، إلّا أنّ نازك الملائكة تؤكد أحقيتها في ريادة هذا الشعر، لأسبقيتها في ذلك.