ملخص عن تاريخ الدولة العثمانية
العثمانيون
هم أبناء قبيلة قايي إحدى قبائل الأوغوز التركمانية، التي استوطنت غرب الأناضول في ولاية أسكي شهير حالياً، وذلك تحت سلطة الدولة السلجوقية، وكان عثمان ووالده أرطغرل رئيسان لمجموعة من العشائر الحدودية التي تنتمي إلى قبيلة قايي، وكانت مدينة سيغوت مركز إمارة عثمان، وقد عرف رؤساء غرب الأناضول بأمراء الحدود، لوقوعهم على الحد الفاصل بين الدولتين الإسلامية والبيزنطية، وقد اتبع أمراء الحدود أسلوب الغارات السريعة على الدولة البيزنطية لإضعافها.
قيام الدولة العثمانية
في عام 1335م استقل أورخان بك (1324-1362م) عن الدولة الإيلخانية، حيث اعتبر نفسه الوريث الشرعي للسلطنة السلجوقية ، وحصل في العام نفسه على لقب السلطان وسلطان الغزاة، وقد أدى انتصاره على الجيش البيزنطي، إلى حصوله على تعاطف العالم الإسلامي، وقويت شوكته أمام أمراء الحدود الآخرين، وفي عام 1353م حصل السلطان أورخان على قلعة جمبه على الضفة الأوروبية من المضيق وهي أول الحصون العثمانية في الجانب الأوروبي.
تلا السلطان أورخان، السلطان مراد الأول (1362-1389م)، وفي عهده سيطرت الدولة العثمانية على العديد من المناطق في البلقان، واعترف الملك المجري بالتبعية للدولة العثمانية، ووصلت الدولة العثمانية إلى السواحل الغربية للبحر المتوسط المطلة على إيطاليا، وفي عهد السلطان بايزيد الأول (1389-1402م) حقق العثمانيون الوحدة في الأراضي الأناضولية، وانتصر في معركة نيقابولس 1396م على التحالف الأوروبي بقيادة أمراء فرنسا وإنجلترا والمجر.
في عام 1402م استطاع الخان المغولي تيمورلنك من هزيمة القوات العثمانية في معركة أنقرة، وأسر السلطان بايزيد الأول، تلا ذلك عهد الفترة والذي استمر من العام 1402م حتى العام 1410م، وقد توالت الحروب بين أبناء الأسرة العثمانية، إلى أن استطاع محمد شلبي من إعادة السلطنة إلى سابق عهدها، حيث أعاد السيطرة على أجزاء الدولة في البلقان وفي الأناضول، وتلاه السلطان مراد الثاني (1421م-1452م) الذي هزم التحالف الأوروبي في معركتي فارنا 1444م وكوسوفو 1448م
السلطان محمد الفاتح
تولى السلطان محمد الثاني الحكم مرتين في حياة والده مراد الثاني، وبدأت الفترة الثالثة من حكمه في العام 1451م، وقد بدأ عهده بتشييد قلعة روملي حصار، على الجانب الأوروبي من المضيق، وعقد المعاهدات مع المماليك، وفي عام 1453م استطاع محمد الثاني، فتح مدينة القسطنطينية ، وذلك بعد حصارها أربعةً وخمسين يوماً، وجعلها عاصمة الدولة العثمانية، وأصبح بعد ذلك يلقب بإمبراطور روما ووريث روما الجديد.
عصر الإمبراطورية
تلا محمد الفاتح، السلطان بايزيد الثاني (1481م-1512م)، وقد جرى في عهد عدة مناوشات مع الدولة المملوكية في مصر والشام والصفوية في إيران، ثم تسلم الدولة السلطان سليم(1512م-1520م)، الذي انتصر على الشاه الصفوي في معركة جالديران عام 1514م، وأسقط دولة المماليك في معركتي مرج دابق 1516م والريدانية 1517م، وقد اصطحب السلطان سليم الخليفة العباسي المتوكل على الله معه إلى اسطنبول، ولقب نفسه خادم الحرمين الشريفين في عام 1516م،
تولى السلطان سليمان القانوني (1520م-1566م) الحكم بعد والده السلطان سليم، وقد استطاع السلطان سليمان من فتح مدينة بلغراد 1520م، وحاصر مدينة فيينا مدة سبعة أشهر، وانتصر على الجيش الألماني في معركة موهاج أو حملة المجر، وبرز في عهده الأسطول البحري العثماني بقيادة خير الدين بربروس، وتم في عهده إلحاق شمال أفريقيا إلى تبعية الدولة العثمانية، ودخل بغداد في عام 1534م
عصر الانحطاط
تكشفت بواد الانحطاط في الدولة العثمانية في عهد السلطان مراد الثالث(1574م-1595م)، إذ ظهرت نتائج الحروب الطويلة مع الدول الأوروبية في مؤسسات الدولة، وقد كان لنفوذ عساكر الانكشارية دورٌ كبير في عزل السلاطين وتصعيد الخلافات داخل الدولة، وفرضت الضرائب الباهظة على المواطنين بعد دخول الفضة الأمريكية ال الاسواق منذ العام 1580م، وتحول عدد من الجنود والأمراء إلى قادة لحركات الفوضى داخل الدولة
تجددت في القرن السابع عشر حروب الدولة العثمانية، مع الدول الأوروبية، إلا أن التحالف الأوروبي فتح العديد من جبهات الحرب على الدولة العثمانية، فأجبرت على التراجع وطلب الصلح في عام 1699م حيث اعترف العثمانيون بتبعية المجر لآل هابسبورغ حكام ألمانيا، واستطاع الروس هزم القوات العثمانية عدة مرات داخل حدود البلقان وفي شبه جزيرة القرم، ووقع الطرفان اتفاقية قينارجه الصغرى في عام 1774م، وبموجبها تخلى العثمانيون عن القرم.
اعترفت الدولة العثمانية بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم، في عام 1784م، بعد أن احتلتها روسيا، وفي عام 1787م، أعلنت الدولة العثمانية الحرب على روسيا، فتدخلت النمسا وأعلنت الحرب على الدولة العثمانية، واستمرت الحرب حتى عام 1791م، وعلى الرغم من محاولات الإصلاح في عهد السلطان سليم الثالث (1789م-1807م) إلا أن الأحداث السياسية كالحملة الفرنسية على مصر، والاضطرابات الداخلية، منعت تقدم عملية الإصلاح.
انهيار الدولة العثمانية
بدأت الثورة في الأراضي اليونانية الخاضعة للحكم العثماني منذ مطلع القرن التاسع عشر، وقد دعمت الدولة الأوروبية وعلى رأسها روسيا الثورة اليونانية، واندلعت الحرب بين الدولة العثمانية والروسية، التي استطاعت الوصول إلى شرق الأناضول، ثم عقدت معاهدة أدرنة في عام 1829م، حيث وافق العثمانيون على الاعتراف باستقلال اليونان، وفي عام 1830م، وافق العثمانيون على منح الصرب الحكم الذاتي، بعد عدة ثورات لهم، كما احتلت فرنسا الجزائر، دون مقاومة عثمانية.
دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى إلى جانب الألمان 1914م، وقد منيت القوات العثمانية بهزائم في جميع الجبهات، باستثناء انتصار في معركة غاليبولي، تلا ذلك توقيع معاهدة الصلح في 1918م، في قصر فرساي، ومعاهدة سيفر 1920م، التي نصت على تخلي الدولة العثمانية عن المناطق التي تقطنها العناصر غير التركية، ثم معاهدة لوزان 1923م، التي أعلنت عن سقوط الدولة العثمانية وبداية الجمهورية التركية.