فضل صيام العشر الأواخر من شعبان
فضل صيام العشر الأواخر من شعبان
الصيامُ أمرٌ مباحٌ في جميع أيام السنة، ولكنّ هنالكَ أوقاتاً يكون فيها الصيام واجباً، وأوقاتاً يكون فيها مكروهاً، وأوقاتاً يكون فيها محرَّماً، وأوقاتاً يكون فيها مستحبَّاً، وإنّ صيام شهر شعبان كله أو بعضهُ جائزٌ شرعاً، وهو من هدي الرسول وسنته -عليه الصلاة والسلام-؛ وذلك لما رواه البخاري: (عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، قَالَتْ: كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ).
وممّا ينبغي التنبيه إليه هو أنّ تخصيص النصف الأخير من شعبان أو جزءٍ من النصف الأخير منه؛ لصيامه دون غيره حرامٌ شرعًا؛ وذلك لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (إِذَا بَقِيَ نِصْفٌ مِنْ شَعْبَانَ فَلَا تَصُومُوا) ، ويُستثنى من تحريم الصيام في النصف الأخير من شعبان ما يأتي:
- من كان معتاداً على الصيام؛ فيستمر على هذا، كصوم يومي الاثنين والخميس، أو كصيام الأيام البيض .
- من بدأ في صيام شعبان منذ بدايته؛ وقسَّم هذه الأيام على النصف الأول من شعبان والنصف الثاني منه.
- من كان عليه قضاء صيامٍ واجبٍ ، أو نذرٍ، أو كفَّارةٍ.
الأحاديث الواردة في فضل شهر شعبان
وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة في فضل شهر شعبان، ومنها:
- ما روته أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ أحبَّ الشُّهورِ إلى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- أن يصومَهُ شَعبانُ، بل كانَ يصلُهُ برَمضانَ).
- ما رواه أسامة بن زيد -رضي الله عنه- من قوله: (يا رسولَ اللهِ لم أرَك تصومُ من شهرٍ من الشُّهورِ ما تصومُ شعبانَ، قال: ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ؛ وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين، وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ).
- ما روته أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- : (كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يصومُ حتى نقولَ: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى نقولَ: لا يصومُ، وما رأَيتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- استكمَلَ صيامَ شهرٍ قطُّ إلَّا رَمَضانَ، وما رأيتُه في شهرٍ أكثرَ صيامًا منه في شعبانَ، زاد: كان يصومُه إلَّا قليلًا، بل كان يصومُه كلَّه).
فضل ليلة النصف من شعبان
إنّ لليلة النصف من شعبان فضلٌ عظيمٌ، فقد خصّها الله -سبحانه وتعالى- بأن جعلها ليلةً يغفِرُ فيها لخلقه، وقد ورد ذلك عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إنَّ اللَّهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشرِك أو مشاحنٍ)؛فيجب على المسلم أن يغتنم هذه الأيام المُباركة بالصيام والطاعة، وأن يصبر نفسه مع الذين يريدون وجه الله -تعالى- ويبغون فضله ويخافون عذابه.