فضل سورة المطففين
فضل سورة المطففين
الفضل الخاص للسورة
تقع سورة المطففين ضمن قسم المفصّل من سور القرآن الكريم الذي أنزله الله -تعالى- على نبيّه وفضّله به على سائر الأنبياء، فقد روى واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- فقال: (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئِينَ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ)،
وورد في فضل سور المطففين مجموعة من الأحاديث المتروكة والضعيفة والتي لا أصل له، ومنها أنّ مَن قرأها سقاه الله الرحيق المختوم، وكُتب من أصحاب اليمين ، لكنّ ذلك لا أصل له، ولا صحّة له.
الفضل العام للسورة
ثبتت العديد من نصوص القرآن الكريم والسنّة النبوية الدالة على فضل قراءة القرآن الكريم، وتدخل سورة المطففين في هذا الفضل العام، ومن هذه الفضائل ما يأتي:
- قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ*لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ).
- روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).
- روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (أَيُحِبُّ أحَدُكُمْ إذا رَجَعَ إلى أهْلِهِ أنْ يَجِدَ فيه ثَلاثَ خَلِفاتٍ عِظامٍ سِمانٍ؟ قُلْنا: نَعَمْ، قالَ: فَثَلاثُ آياتٍ يَقْرَأُ بهِنَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهِ، خَيْرٌ له مِن ثَلاثِ خَلِفاتٍ عِظامٍ سِمانٍ).
التعريف بسورة المطففين
تُسمّى سورة المطففين كذلك بسورة التطفيف، وقد امتازت السورة الكريمة بأنّها نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو في طريق هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، واكتمل نزول آياتها في المدينة المنورة، وعليه فإنّها تعد أوائل ما نزل على رسول الله في المدينة، ومنهم من قال أنّها سورة مكيّة ، ومنهم من قال سورة مدنية، وقال ابن عباس وقتادة هي مكيّة إلّا قول الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا)، إلى نهاية السورة.
وتدور موضوعات الآيات في السورة الكريمة حول الأمر بإيفاء المكيال والميزان، والنهي عن التطفيف في الميزان أو البخس فيه، وذكر مصير كلٍّ من أهل الإيمان ، فهم في عليّين، ونعيمهم في جنّات ربّ العالمين، أما أهل الكفر فهم في سجّين يُعذّبون بنارها، وقد جازاهم الله على ما كفروا وكذّبوا، فقال -تعالى-: (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).
سبب نزول سورة المطففين
روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في سبب نزول سورة المطففين فقال: (لمَّا قدِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ كانوا مِن أخبثِ النَّاسِ كَيلًا فأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فأحسَنوا الكَيلَ بعدَ ذلك).