خصائص شعر جميل بثينة
خصائص شِعر جميل بُثينة
يتّصف شِعر جميل بُثينة بالصِّدق والحالة الكبيرة من العشق، فيجد القارئ أنّ أشعاره تتسم بألفاظ وتراكيب سهلة بعيدة عن التّكلف، وغيرها من السِّمات التي تجعله شِعرًا صافيًا، ولم يقتصر شِعره على الغزل فقط، فقد اشتهر بشِعر المديح، والنّسيب، والمتناقضات، والهجاء، وفيما يلي بيان بعض الخصائص التي تميّز شِعره:
- صِدق العِبارة، وهذا ما يجعله مُحبًّا صادقًا، والأصدق ممّن تغزّل.
- البساطة وقُرب الأداء، فيُورد المعاني المُركّبة بطريقة تجعل السّامع يتناولها بسلاسة حتّى لا يكاد يعرف أنّها تراكيب.
- يجمع شِعره بين البلاغة والسّهولة في الألفاظ والتّراكيب.
- يتنقّل بين أساليب الخطاب والغياب والضّمائر المفردة والجمع في آن واحد.
- المبالغة قليلة في شِعره، إلّا أنّها موجودة.
- حرارة العاطفة والحبّ.
- وصف العذاب والألم الذي يُرافقه بسبب البُعد وعدم القدرة على الوصول إلى المحبوبة.
- الإكثار من شِعر النّسيب.
- اتسم شعره بالأسى والحزن والضّياع في آخر حياته.
- السّمو والعِفّة؛ فلا يميل إلى وصف المرأة جسدًا، وهذا ما يجعل شِعره مُحتشمًا.
- الحنين والشّوق.
- التشبيب في شِعره، وهو عدم المجاهرة عند التغزّل بالنّساء، وقد كان الأسبق لهذا الأسلوب.
نماذج من شِعر جميل بُثينة
تتضمن بعض هذه النماذج الشعرية من شعر جميل بثينة ما يأتي ذكره:
قصيدة (ألا ليت ريعان الشّباب جديد)
أَلا ليت ريعانَ الشَباب جديدُ
ودهرًا تولّى يا بُثينَ يعودُ
فنبقى كَما كنّا نكون وأنتمُ
قريبٌ وإذ ما تبذُلينَ زهيدُ
قصيدة أهاجك أم لا بالمداخل مربَعُ
إلى الله أشكو لا إلى النّاس حُبّها
ولا بُدّ من شكوى حبيبٍ يُروّعُ
ألا تتّقين الله فيمن قتلتِه
فأمسى إليكم خاشعًا يتضرّعُ
قصيدة شهدت بأني لم تغيّر مودّتي
شهدتُ بأنّي لم تغيّر مودّتي
وإِنّي بكُم حتّى المماتِ ضنينُ
وأنّ فؤادي لا يلينُ إِلى هوى
سواكِ وإِن قالوا بلى سيَلينُ
قصيدة ألا من لقلب لا يملّ فيذهل
ففي اليأس ما يُسلي وفي النّاس خُلّةٌ
وفي الأَرض عمّن لا يُؤاتيكَ مَعزِلُ
بدا كَلَفٌ منّي بها فتثاقلت
وما لا يُرى من غائبِ الوجد أفضلُ
من هو جميل بثينة؟
جميل بُثينة هو جميل بن عبد الله بن معمر الحارث بن ظبيان، وهو أحد أشهر شُعراء الغزل والحبّ، وزعيم الغزل العُذريّ ، وقد ذاع صيته بحبّه لفتاة اسمها "بُثينة"، وهي التي سُمّي بها، كما أنّ نسبه يعود إلى القبيلة التي نُسب إليها الغزل العذريّ المُتعارف عليه بالنّقاوة والطّهارة، وهي قبيلة "بني عذرة" المشهورة باسم "قضاعة"، وكان قد شُهِد له بغزارة كتابته في الحبّ بعدما هام بُحبّ بُثينة، وأنّه ما كانت له تلك المكانة في الغزل قبل ذلك؛ فقد كان وفيًّا ومُخلصًا وصادقًا في حُبّه بشهادة غيره من الشُّعراء.