حكم التهاون في الصلاة
حكم التهاون في الصلاة
الصلاة عمادُ هذا الدِّين وأساسه، وبإتيانها وأدائها ينجو المسلم من يوم الحساب، فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، ومسألة الصلاة مسألةٌ مُتعلِّقة بأُصول الدين والإيمان وتركها تهاونًا من الأشياء العظيمة ومن صفات المنافقين، فقد قال الحقُّ -تبارك وتعالى-: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا).
قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، وَلقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي برِجَالٍ معهُمْ حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بالنَّارِ) .
والواجب على كل مسلم من ذكرٍ أو أنثى عدم التهاون بأداء الصلوات الخمس والمسارعة إلى إتيانها بوقتها وعدم تأخيرها إلى وقت الكراهة أو السهو عنها، والمحافظة على أدائها بالمسجد وحثِّ الآخرين على ذلك، فالصلاة هي ما يميّز المسلم عن غيره من أصحاب الديانات الأخرى، وهي بمثابة الهوية للمسلم.
الحكمة من مشروعية الصلاة في الإسلام
حِكَم مشروعية الصلاة كثيرة وفوائدها جَمَّة لا تُعد ولا تُحصى، نذكر بعضها فيما يأتي:
- تعتبر الصلاة سبب للنجاح والفلاح في حياة المسلم، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا* إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا* إِلَّا الْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ).
- الصلاة نور للمسلم يوم القيامة، فهي تهدي المسلم دائماً إلى الخير وتُبعده عن كُلِّ شر، قال -تعالى-: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) .
- الصلاة صلة بين العبد وربه، ففيها يُناجي الحبيب حبيبه، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).
- الصلاة سبب في دخول الجنة يوم القيامة، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإذا صلحت صلح سائر عمله وإذا فسدت فسد سائر عمله، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقولُ: إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه، فإن صَلُحَتْ فقد أَفْلَحَ وأَنْجَح، وإن فَسَدَتْ فقد خاب وخَسِرَ).
متى فُرضت الصلاة في الإسلام
فُرضت الصلاة عندما عُرج بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء السابعة عند سدرة المنتهى ، فأوحى الله -عز وجل- في بداية الأمر إلى سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- بأن يأمر أمته بخمسين صلاة.
وقال موسى -عليه السلام- لسيدنا محمد بأن يسأل ربه التخفيف على أمته، فسأل سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- التخفيف إلى أن أصبحت خمس صلوات في اليوم والليلة وكان ذلك قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً.