فضل سورة التكاثر
فضل السورة الخاص
ورد في فضل سورة التكاثر حديث ضعيف في درجة صحته، ويُؤخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال عند العلماء، وهو في ترغيب القارئ بقراءة سورة التكاثر دون اعتقاد ثبوت ذلك الأجر، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا يستطيعُ أحدُكُمْ أن يَقْرَأ ألفَ آيةٍ كلَّ يومٍ؟ قالوا: ومن يَسْتطيعُ ذلكَ؟ قال: أما يستطيعُ أحدُكم أن يقرأَ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}).
فضل عموم القرآن
يتقرَّب الإنسان المسلم إلى الله -تعالى- بعبادة قراءة القرآن، وتُعَدُّ هذه العبادة من أجلّ العبادات وأعظمها؛ امتثالاً لأمر الله -تعالى- وطلبه، يقول -تعالى-: (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ)، وكذلك اقتداءً بسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث يقول: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه)، ولِما وعد به الله -تعالى- عباده المداومين على قراءة القرآن الكريم وتلاوته من الأجر المضاعف والثواب الجزيل.
والماهر في قراءة القرآن الكريم مع السفرة الكرام في الجنَّة، وقد وعد الله -تعالى- بمضاعفة الأجر ليس لمن يتقن القرآن الكريم فحسب، بل حتى من يُتتعتع به؛ أي من يشقّ عليه قراءة القرآن، ويحاول تحقيق تلاوة القرآن الصحيحة ، فله أجران، وكل ذلك ثابت بأحاديث شريفة.
فضل موضوعات سورة التكاثر
لقد حذَّرنا القرآن الكريم في آيات وسور عديدة من الركون إلى الدنيا والاغترار بها، والتعلُّق بزينتها ومفاتنها، ومن هذه الفتن: فتنة الأموال، والأولاد، والأزواج، ففي سورة التكاثر نجد أنَّ هناك وعيدٌ لمن ألْهته مفاخر الدنيا وزينتها عن عبادة الله -تعالى-.
وفي واقعنا في هذه الدنيا نرى من الناس من يتفاخر وينشغل بماله، ومنهم من ينشغل بنسبه، ومنهم من ينشغل بالتكاثر؛ "والتكاثر: هو التفاخر بالأموال والأولاد والعدد جملة، وهذا ولع أهل الدنيا ودأبهم وعادتهم، لا يتخلَّص منه إلا العلماء المتقون".
وتذكِّرنا السورة بالنعم التي أنعمها الله -تعالى- علينا، وواجب المؤمن نحو هذه النعم شكر الله -تعالى-؛ بعبادته وتقواه، وكذلك تنبِّه المؤمن على أنَّ الله سائله عمّا أنعم عليه، لذا يتوجب على المؤمن اسستحضار العمل للآخرة ودوام شكر المُنعم، واللجوء إليه بالافتقار والاستسلام، فالكلُّ من عند الله -تعالى-.
وقد تحدّثت السورة عن هذه الموضوعات بالترتيب الآتي:
- بيان ما ينشغل به الناس من الملَّذات وطلب كثرتها، والغفلة عن الآخرة حتى يأتي الموت، وذلك في قوله -تعالى-: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ).
- الإنذار بوقوع السؤال عن جميع ما عمل الإنسان فيما أنعم الله -تعالى- عليه، وذلك في قوله -تعالى-: (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ، كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ).
- التهديد برؤية الجحيم بشكل مؤكد ويقيني، والسؤال عن نعيم الدنيا، وذلك في قوله -تعالى-: (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ، ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ).