فضل أعمال البر والخير في رمضان
فضل العبادات البدنية في رمضان
اختص الله -تعالى- شهر رمضان بإكرام العابدين فيه بمضاعفة أجور كثير من العبادات البدنية التي يقومون بها في ليل الشهر ونهاره، ومن أبرزها ما سيأتي بيانه:
- صوم النهار
يعد صوم نهار رمضان شعيرته الأبرز؛ لذا فإنَّ الأجر عليها لا يمكن تحديده بمقدار، كما ورد في الحديث القدسي: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ؛ فإنَّه لي، وأَنَا أجْزِي به)، والمعنى الإجمالي للحديث يفيد أنَّ الصوم أقرب العبادات للإخلاص، فلا تستطيع حتى الملائكة تدوين أجره، فتكفل الله بذلك فيجازي عليه جزاء كثيراً من غير أن يعين مقداره، ولا حتى معرفة مضاعفاته.
- قيام الليل
لقيام الليل -وبخاصة في صلاة التراويح جماعة- جماليتها المميزة في رمضان، وهذه الجمالية منبثقة من أجرها الكبير الذي أخبر به النبي الكريم بقوله: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
والمراد بهذا القيام: القيام في الصلاة، لأنَّ عبادة الصلاة في رمضان مختصة بالليل، كما أن عبادة الصوم في رمضان مختصة بالنهار، فقيام رمضان -أو ما يسمى التراويح- في الآونة الأخيرة أصبح شعار الأمة في صيامها.
فضل العبادات المالية في رمضان
بعض الناس يجد صعوبة لداء بعض العبادات البدنية لمرضه وضعفه، ولكنه يستطيع أنْ يستغل أنَّ رمضان شهر مضاعفة الأجور؛ فيقوم بعبادات مالية ليعوض نقص البدنية أو يزيدها، ومنها ما سيأتي بيانه:
- العمرة
وهي تجمع بين عبادات البدن -كمشقة السفر- والعبادة المالية -كنفقات سفر الطاعة-، وأعمال العمرة قصيرة أقل بكثير من أعمال الحج، ولذلك فهي أقرب لكونها عبادة مالية، وقد ذكر النبي الكريم فضلها، قال: (فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً -أوْ حَجَّةً مَعِي-)، يعني تعدل حجة في الثواب -وليس المراد أنك تقضي بها فرض الحج- وهو من باب المبالغة وإلحاق الناقص بالكامل؛ للترغيب فيه.
- الصدقات
في الصوم خير دافع يوجب الرحمة والعطف على الفقراء؛ فإن حين يذوق ألم الجوع في بعض الأوقات، سيذكر الفقير الذي هكذا حاله في كل الوقت، فيسارع إلى الرقة عليه، متأسياً بقدوته، حيث (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ)، ولمّا كان هذا الشهر العظيم موسم الخيرات، كان النبي يفعل العبادات فيه أكثر.
فضل أعمال القلوب في رمضان
لشهر رمضان آثاره الروحية التي تنبع من تنمية كثير من أعمال القلوب التي مِن أبرزها ما سيأتي بيانه:
- التقوى
فقد صرح القرآن الكريم بأن الثمرة الرئيسة للصيام: ترسيخ التقوى في قلوب المؤمنين، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)؛ فقوله: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) جملة تعليلية، جيء بها لبيان حكمة مشروعية الصيام وهي التقوى.
- الشكر
كما صرح القرآن الكريم بأنَّ لعبادة الشكر علاقة قوية بصيام رمضان، فقال: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، فعلى المسلم أن يشكر الله -تعالى- على الأجور العظيمة التي نالها بصيام رمضان؛ فإنه لو حصل من المقصِّر في صوم رمضان صومٌ تعويضي له طول حياته، فلن يدرك ثواب ما ضيَّعه بسبب فطره ليوم واحد بغير عذر شرعي في رمضان.