تفسير سورة الفيل للأطفال
تفسير سورة الفيل للأطفال
سورة الفيل من السُّور القصيرةِ سهلةِ الْحِفظ، وفيها قِصَّةٌ يُستنبط منها الْكَثيرُ منَ الْعِبَر، وفيما يأتي بيان تفسير السورة بأسلوب سهلٍ ويسير: فقد قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ* أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ* وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ* تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ* فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ).
وفيما يأتي ذكر معاني مفردات سورة الفيل:
- أصحاب الفيل: أبرَهة وجيْشُه.
- كيْدَهُم: نيَّتهم هدْم الكَعبة الشَّريفة.
- تضْليل: بُطْلان.
- أبابيل: جماعات.
- سِجِّيل: نار.
- كعصْفٍ مأكول: كالتِّبْن الذي أكلتْه الدَّواب وأخرَجَتْه.
المعنى العام للسّورة
تبيِّن لنا هذه السُّورة قصةَ أصحاب الفيل الذين اعتمدوا على قوتهم ومالِهم، ونَسوا أنَّ الله فوقَ الْجميع، وقادِرٌ على إهلاكِهِم لِنيَّتِهم هدْمَ الْكَعْبة بجيشٍ ظنُّوا أنَّهُ لا يُهْزَم، فأهْلَكَهُم الله عن طريقِ مخْلوقاتٍ ضعيفَة، لكنَّها كانَت جُنْدًا من جنود الله، وقدْ وُلِدَ رَسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الْعام الْمُبارك.
وفيما يأتي ذكر شرح بسيط فيما يأتي لآيات سورة الفيل:
- (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ)
أي ألم تعلمْ يا مُحمّد ما فعل ربُّك بِأبْرَهة وجيشِه عندَما قصدوا هدم الْبَيْت الحرام.
- (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ)
أي إنَّك ترى ما فعلَ اللهُ -عز وجل- بأولئك الْقوم، فقد أَبطَلَ فِعْلَهُم الّذي عَزَموا علَيه.
- (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ* تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ)
أي إنه -تعالى- أرسل عليهم جماعاتٍ من الطُّيور، تحملُ حجارةً من نار في مناقيرها وألقَتْها على أبْرَهَةَ وجيشِه.
- (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)
أي إنَّهُم هَلَكوا، فصاروا كالزَّرْعِ الَّذي أكَلَتْهُ الدوابُّ وأخْرَجَتْه.
قِصَّةُ أصْحاب الفيل للأطفال
كانَ في الْحبَشَةِ ملِكٌ نصرانيٌ يُدْعى أَبْرهةَ الْأَشْرم ، قامَ ببناء كنيسة ضخمةٍ حتَّى يحُجَّ النّاسُ إليها بدلًا من ذهابهم إلى الكعْبة الشريفة، ولمَّا رأى أنَّ النَّاسَ لا زالوا يحُجُّونَ إلى الكعبة؛ جهَّزَ جيشًا كبيرًا تقودُهُ الفِيَلَةُ، وكان أكْبَرُ فيلٍ فيهم يُدْعى "محمود"، وذَهبَ بِجيْشِه إلى مكَّة المُكَرَّمة لِيَهْدِمَ الْكعْبة، فخَرَج عبدُ الْمُطَّلِب جدُّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وقوْمُهُ إلى الجبالِ يدْعون الله أن يحْمِيَ بيتَهُ الْحرام من أبرَهَة وجيْشه.
وقدْ كانَ عَدَدُهُم كبيرا ولم يستَطيعوا أنْ يُقاتِلوهم، فاستجاب الله دُعاءَهم، وعِنْدَما أَمَرَ أبْرَهَة الأشْرم الفيلَ مَحمود أن يسير نحْو الكَعْبة لِهَدمها، كانَ الفيلُ يَدورُ إلى الْجِهة الْمُعاكِسة للكعْبة، وفجْأةً بعَثَ اللهُ طيورًا أبابيل غطَّتِ السَّماء، وكانت تحمِلُ بمناقيرها حِجارةً من نارٍ، فأهلكَ الله بها أبرَهة وجيْشَه.
العِبَر المُسْتَفادة من السُّورة
منَ الْعِبَر المُسْتَفادة من سورة الْفيل ما يأتي:
- عِظم مكانة بيت الله الْحرام ، وأن الله -تعالى- قادرٌ على حفظه منَ الشُّرور.
- ضعْف الكفار والْمُشْركين أمام قدرة الله -تعالى- .
- قدرة الله -تعالى- على تأديب كلِّ مَنْ يُحاول إلحاق الأذى بالكعبة المشرفة.
- التعَرُّفُ على قدرة الله -تعالى- في تسْخيِر ما يُريدُ من المَخْلوقات.
- اللجوء إلى الله -تعالى- بالدُّعاء عندما نَحْتاجُه.
- نُصْرَة الله -تعالى- لعِباده الضُّعَفاء.