فضائل أبي موسى الأشعري
أبو موسى الأشعري
هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، كان عالماً فقيهاً وَرِعاً، قال عنه الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء: "الإمام الكبير، صاحب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، أبو موسى الأشعريّ التميميّ الفقيه المقرئ"، حدَّث عنه كبار الصحابة والتابعين؛ كأبي أمامة الباهلي، وَأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيّب وغيرهم الكثير، قرأ القرآن على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وأقرأه -رضي الله عنه- لأهل الكوفة والبصرة وفقّههم بدِينهم، وكان ممّن قرأ القرآن عليه حطّان الرقاشي، خصّه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالدعاء، فقال: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وأَدْخِلْهُ يَومَ القِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا)، ولَّاه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- القضاء على مناطق من اليمن كزبيد وعدن، وتولّى في عهد عمر بن الخطاب إمارة الكوفة والبصرة، أخذ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- العلم الكثير، وشارك معه في الغزو والجهاد في سبيل الله.
فضائل أبي موسى الأشعري
أوتي مزماراً من مزامير آل داود
أُوتي أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- مزماراً من مزامير آل النبي داود ؛ وذلك لحُسن صوته وجودته في تلاوة القرآن الكريم، فقد كان -رضي الله عنه- حافظاً لكتاب الله -تعالى-، حيث أقرأه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- القرآن فحفظه وأتقنه، واشتهر -رضي الله عنه- بكثرة تلاوته لكتاب الله، وقيام الليل به، ثمّ أقرأه للناس حتى أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أرسله قاضياً ومعلّماً إلى أهل اليمن، يقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لأبي موسى: (يا أبا مُوسَى لقَدْ أُوتِيتَ مِزْمارًا مِن مَزامِيرِ آلِ داوُدَ)، قال ابن حجر في معنى المزمار: "الصوت الحُسن، وأصله الآلة؛ أُطلق على الصوت للمشابهة"، فقد كان -رضي الله عنه- عذب الصوت بالقرآن.
سعة العلم
كان أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- واسع العلم، وعُرف بعلمه وفقهه، وتميّز بالإفتاء والقضاء، قال في وصفه الشعبيّ: "قضاة هذه الأمة أربعة: عمر وعلي وأبو موسى وزيد بن ثابت"، جمع أهل البصرة حينما كان والياً عليها وخطبهم قائلاً: "إنّ أمير المؤمنين عمر بعثني إليكم، أعلّمكم كتاب ربكم، وسنّة نبيّكم، وأنظف لكم طرقكم".
مدح النبي وثناؤه عليه
كان أبو موسى -رضي الله عنه- من الأشعريين الذين امتدحهم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ وذلك لصفةٍ عظيمةٍ تميزوا بها، وهي: الإيثار ومواساتهم لبعضهم، حتى أنّه -صلّى الله عليه وسلّم- نسبهم وأضافهم إلى نفسه، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أوْ قَلَّ طَعامُ عِيالِهِمْ بالمَدِينَةِ جَمَعُوا ما كانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بيْنَهُمْ في إناءٍ واحِدٍ بالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وأنا منهمْ)، ومعنى أرملوا: أي نفدَ طعامهم أو قلَّ.