فرط تعرق اليدين
فرط تعرق اليدين
يُعرف فرط تعرّق اليدين أو فرط تعرّق راحة اليدين أو فرط التعرّق الراحي (بالإنجليزيّة: Palmar hyperhidrosis) بأنّه حالة طبيّة تسبّب زيادة وفرط التعرّق في راحة اليدين بشكل ملحوظ، وقد يؤثر فرط تعرّق اليدين سلبًا في الحياة الاجتماعية والتعليم والوظيفة، إذ يُعدّ مشكلة محرجة ومرهقة، وبشكلٍ عامّ فإنّ فرط تعرّق اليدين هو أحد أشكال فرط التعرّق الأوّلي (بالإنجليزيّة: Primary hyperhidrosis) والذي يتمثّل بالتعرّق المفرط في الأطراف والوجه وتحت الإبط، والجدير بالذكر أنّه غالبًا ما يُعاني الفرد من فرط تعرّق اليدين مع القدمين ، إذ يُطلق على التعرّق الزائد في باطن القدمين فرط التعرّق الأخمصي (بالإنجليزيّة: Plantar hyperhidrosis).
الأعراض
تتمثّل أعراض فرط تعرّق اليدين بما يأتي:
- تعرّق مفرط غير مرتبط حدوثه بممارسة نشاط بدني أو أي تغيّر في درجة حرارة الجسم .
- برودة ورطوبة راحة اليدين بشكل دائم تقريبًا.
- تورّم الأصابع أحيانًا.
- ملاحظة التعرق في راحة اليدين والأصابع بشكل أساسي مع إمكانيّة حدوثه في كامل اليد.
الأسباب
يحدث فرط التعرّق نتيجة فرط نشاط الغدد العرقيّة، وعلى الرغم من أنّها حالة لا تشير دائمًا إلى مشكلة خطيرة إلّا أنّها قد تكون عرَضًا لمشكلة صحيّة كامنة، وحينها قد يُعاني المصاب من أعراض أخرى مرافقة، وفيما يأتي أبرز المشاكل الصحيّة والأسباب التي قد تؤدي لفرط التعرق:
- الوراثة، بحيث يوجد عامل جيني ينتقل من الآباء إلى الأبناء.
- مشاكل في الجهاز العصبي.
- الإصابة بالعدوى.
- مرض السكري.
- انخفاض مستوى السكر في الدم.
- فرط نشاط الغدّة الدرقيّة (بالإنجليزية: Thyroid gland).
- النوبة القلبيّة.
- الهبات الساخنة (بالإنجليزي: Hot flashes) التي تظهر لدى النساء عند انقطاع الطمث (بالإنجليزي: Menpause).
التشخيص
بعد استبعاد الطبيب للأسباب المذكورة أعلاه والتي قد تؤدي إلى فرط تعرّق اليدين الثانوي (بالإنجليزيّة: Secondary sweaty palms) أي الناتج عن حالات صحيّة معيّنة، وذلك من خلال تقييم الأعراض الأخرى المرافقة للتعرّق مثل مستوى بعض الهرمونات والحمى وفقدان الوزن والشهية، وملاحظة مواقع التعرّق بدقّة، ونمطه ووقته، حينها قد يُجري الطبيب نوعين من الفحوصات بهدف تشخيص حالة فرط تعرّق اليدين، ويتمثلان بما يأتي:
- اختبار الورق: ويتمّ لتحديد كميّة العرق التي تخرج من راحة اليد، من خلال وضع نوع خاصّ من الورق على راحة اليد لامتصاص العرق، ثمّ تُوزن هذه الورقة.
- اختبار النشا واليود: ويتمّ لتحديد مناطق اليد التي تُعاني من فرط التعرّق من خلال وضع محلول اليود على راحة اليد ثمّ تجفيفه، بعد ذلك يُرشّ مسحوق النشا على اليد ويُلاحظ تغيّر لون المناطق التي يحدث فيها فرط التعرق إلى اللون الأزرق الداكن.
وبشكل عام تُشخص حالة فرط تعرق اليدين عند معاناة المصاب من تعرّق زائد بصورة واضحة في منطقة راحة اليدين لمدّة 6 أشهر على الأقل، إضافةً إلى معاناته من اثنين ممّا يأتي:
- وجود تاريخ عائلي لمشكلة فرط التعرّق.
- حدوث نوبة التعرّق مرّة واحدة على الأقل أسبوعيًّا.
- حدوث التعرّق في راحتي اليدين كلتيهما.
- عدم المعاناة من التعرّق خلال النوم .
- بدء حالة فرط التعرّق بعد الوصول إلى سن 25 عامًا.
- تعارض التعرّق مع القدرة على أداء الأنشطة اليوميّة.
العلاج
يتمّ علاج حالة فرط تعرّق اليدين بما يأتي:
مضادات التعرق
يساعد استخدام المستحضرات المضادة للتعرّق (بالإنجليزيّة: Antiperspirant) على التقليل من البلل والرطوبة في اليدين، من خلال إرسالها إشارات إلى الجسم لإيقاف عمليّة التعرّق، ويُشار إلى أنّ أفضل وقت لاستخدامها يكون ليلًا وذلك لتوفير المزيد من الوقت لليدين لامتصاصها، إذ يبدأ المصاب بتطبيق مضادات التعرّق ذات القوّة العادية وفي حال عدم حصوله على النتيجة المرغوبة فيمكنه استخدام مضادات التعرّق ذات القوّة الأعلى.
الأدوية
تشمل الأدوية المُستخدمة في علاج فرط تعرّق اليدين ما يأتي:
- الأدوية الموصوفة: ومن أمثلتها مضادات الكولين (بالإنجليزيّة: Anticholinergics)، وهي أدوية فمويّة تندرج ضمن العلاجات الجهازيّة التي تؤثر في كامل الجسم، لذلك يمكن أن تكون خيارًا جيدًا للمصابين الذين يعانون من فرط التعرق في مواقع عدّة في الجسم، ويُشار إلى أنّ استخدامها لفترة من الزمن قد يُفقدها فعاليتها في بعض الحالات، إضافةً لما قد ينتج عنها من جفاف الفم وجفاف العينين وجفافٍ في الجسم بصورة عامّة.
- حقن توكسين البوتولينوم: (بالإنجليزيّة: Botulinum toxin)، وتُعرف بين عامّة الناس باسم البوتوكس، يقوم مبدأ عملها في العلاج على منع عمل الأعصاب التي تسبّب التعرّق بشكل مؤقّت، ويستمرّ تأثيرها لمدّة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا قد يحتاج المصاب بعدها إلى تكرار العلاج، إذ يُخدَّر الجلد ثمّ تُحقن المناطق المصابة بعدة حقن، وتجدر الإشارة إلى أنّ حقن البوتوكس قد تكون مؤلمة، وقد تسبب ضعفًا عضليًا مؤقتًا في المنطقة المعالَجة في بعض الحالات.
الجراحة وإجراءات أخرى
تشمل العلاجات الجراحيّة والإجراءات العلاجيّة الأخرى لفرط تعرّق اليدين ما يأتي:
- العلاج بالموجات الدقيقة: أو العلاج بموجات الميكروويف (بالإنجليزيّة:Microwave therapy)، وفيه يُستخدم جهاز يوفّر طاقة موجات الميكروويف بهدف تدمير وإتلاف الغدد العرقيّة ، إذ يحتاج العلاج إلى جلستين تفصل بينهما ثلاثة أشهر، بحيث تتراوح مدّة الجلسة الواحدة بين 20 إلى 30 دقيقة، وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاج بموجات الميكروييف قد يكون مكلفًا وغير متوفّر بنطاق واسع، إضافةً إلى أنّه قد يسبّب بعض الآثار الجانبيّة التي تشمل شعورًا بالانزعاج في الجلد في المكان المُعالج، وتغيّرًا في درجة الإحساس بالجلد في تلك المنطقة.
- الإرحال الأيوني: أو الرحلان الأيوني (بالإنجليزيّة: Iontophoresis)، ويتمّ بالاستعانة بجهاز طبي متخصّص يعتمد على استخدام الماء والتيار الكهربائي بهدف تمرير مادّة مُتأيّنة عبر الجلد لمنع التعرّق في راحة اليدين .
- جراحة العصب: أو قطع أو استئصال العصب الودّي (بالإنجليزيّة: Sympathectomy)، وفيه يقطع أو يحرق أو يشدّ الجرّاح أعصاب العمود الفقري التي تتحكّم في تعرّق اليدين، وهو خيار علاجي يُلجأ إليه في حالات تعرق اليدين الشديدة عند فشل العلاجات الأخرى، وتجدر الإشارة إلى أنّه في بعض الحالات قد يحفّز هذا الإجراء زيادة التعرّق في مناطق أخرى من الجسم ويُطلق على هذه الحالة فرط التعرّق التعويضي (بالإنجليزيّة: Compensatory sweating).