شرح أسماء الأفعال في اللغة العربية
ما المقصود بأسماء الأفعال في اللغة العربية
هي كلمات تدل على الفعل في معناه والزمن الذي يحدث فيه، وهذه الكلمات تعمل عمل الفعل فترفع فاعلاً بالضمة إذا كان الفعل لازماً وتنصب مفعولًا به بالفتحة إذا كان الفعل متعدّياً غير مقتصر على فاعله.
لكن لا يمكننا اعتبار هذه الكلمات أفعالاً لأنها لا تقبل العلامات التي يقبلها الفعل كقبول التاء في الماضي أو أدوات النصب والجزم في المضارع أو ياء المخاطبة في الأمر، وتُقسم أسماء الأفعال إلى ثلاثة أقسام حسب الزمن الذي تحمل معناه وهي: (اسم فعل ماض، اسم فعل مضارع، اسم فعل الأمر) وسنتحدث عن هذه الأنواع بالتّفصيل.
اسم فعل ماض
هو اسم يدل في معناه على الفعل الماضي، ويكون هذا الاسم دالاً على الزمن الماضي، لكن لا يُمكن أن يأخذ هذا الاسم أي علامة من علامات الفعل الماضي، فلا تدخل تاء الفاعل أو التاء الساكنة عليه، وجميع أسماء الأفعال الماضية مبنية على الفتح وإعرابها ثابت، ومن الأمثلة على أسماء الأفعال الماضية التي تُعتبر محدودة في اللغة العربيّة:
- شتّان
جاءت هذه الكلمة بمعنى الفعل الماضي "افترق" وهي مبنيةٌ على الفتح، فنقول مثلًا: "شتّانََ ما بين الصادق والكاذب".
شتَّانَ: اسم فعل ماضٍ بمعنى افترق مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل لشتَّانَ.
- سُرعانَ
جاءت هذه الكلمة بمعنى الفعل الماضي "أسرعَ"، وهي مبنية على الفتح، فنقول على سبيل المثال: "سرعان ما تأخذ العدالة مجراها".
سُرعانَ: اسم فعل ماضٍ بمعنى أسرعَ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
ما: حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
تأخذ: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
العدالة: فاعل مرفوع للفعل تأخذ وعلامة رفعه الضمة.
مجراها: مفعول به منصوب بالفتحة والهاء في محل جر مضاف إليه .
المصدر المؤول (ما تأخذ العدالة مجراها) في محل رفع فاعل لسُرعانَ.
- هيهاتَ
جاءت هذه الكلمة بمعنى الفعل الماضي "بُعدَ"، وهي مبنيةٌ على الفتح، نقول مثلًا "هيهاتَ الفوز بلا اجتهاد".
هيهاتَ: اسم فعل ماضٍ بمعنى بُعدَ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الفوزُ: فاعل لهيهات مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
معظم أسماء الأفعال الماضية مرتجلة مثل "هيهات وشتان"، ونقصد بذلك أنّ العرب استخدموا هذه الكلمات كاسم فعلٍ ماضٍ ولم تُستخدم من قبل في معنى آخر كما سنجد في اسم فعل الأمر.
اسم فعل أمر
هو اسم يدل في معناه على فعل الأمر، ويكون هذا الاسم دالاً على الطلب، لكن لا يُمكن أن يأخذ هذا الاسم أي علامة من علامات فعل الأمر مثل ياء المخاطبة، وأسماء أفعال الأمر تكون مبنيةً على عدةِ حركاتٍ وليس على الفتح فقط كما هو الحال في أسماء الأفعال الماضية، ومن الأمثلة على أسماء فعل الأمر التي تُعتبر الأكثر عدداً في اللغة العربيّة:
- أمامك
جاءت بمعنى تقدّم وهي مبنية على الفتح، فنقول مثلًا "أمامك يا فتى".
أمامك: اسم فعل أمر بمعنى تقدم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
- آمينَ
وتأتي هذه الكلمة بمعنى فعل الأمر استجبْ، وهي مبنية على الفتح، نقول في الدّعاء "اللهم آمينَ".
آمينَ: اسم فعل أمر بمعنى استجب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
- صه
وهي تأتي بمعنى فعل الأمر اسكت، وهي مبنية على السكون، مثلا "صهْ يا أحمد".
صه: اسم فعل أمر بمعنى خذ مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
- حيَّ
وهي تأتي بمعنى فعل الأمر أقبلْ، وتكون مبنية على الفتح، نحو "حيّ على الفلاح".
حيّ: اسم فعل أمر بمعنى أقبلْ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
- مه
تأتي بمعنى فعل الأمر اكفف، وهي مبنية على السكون، نحو "مهْ عن السخرية من الآخرين".
مهْ: اسم فعل أمر بمعنى اكفف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
اسم فعل الأمر يكون منقولاً ومرتجلاً، ونقصد بالمرتجل بأن تكون الكلمة اسْتخدِمت لتكون اسم فعل أمر ولم تستخدم في غير ذلك، وهي موجودة في اسم فعل الأمر مثل " مه - صه - آمين - حيّ".
لكن هناك كلمات تكون منقولةً أي أن استخدامها الأصلي ليس اسم فعل أمر بل استخدام آخر وضعت له، مثل قول "الهاتف أمامك" فالكلمة (أمامك) وقعت شبه جملة في محل رفع خبر وليست اسم فعل أمر كما في الأمثلة، فهي نُقلت من كونها شبه جملة لتستخدم على أنها اسم فعل أمر.
اسم فعل مضارع
هو اسم يدل معناه على الفعل المضارع، أي إن حصول الشيء يكون في الوقت الحاضر، وهذه الأسماء مبنية ولكن ليس على حركة واحدة مثل أسماء الأفعال الماضية، وتعد كلمات أسماء الأفعال الماضية هي الأقل من بين أسماء الأفعال، ومنها:
- ويْ
تأتي بمعنى أتعجبُ، وهي مبنية على السكون، نحو قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ}.
ويكأنّه: اسم فعل مضارع بمعنى أتعجب مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، وكأنه حرف مشبه بالفعل والهاء اسمه.
- أفٍّ
وتأتي بمعنى أتضجر، وهي مبنية على الكسر، نحو قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}.
أف: اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر مبني على الكسرِ لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا.
نستنتج أنَ الفاعل في أسماء الأفعال المضارعة وأسماء أفعال الأمر يكون ضميراً مستتراً غير ظاهر على عكس أسماء الأفعال الماضية التي قد يكون فيها الفاعل ظاهراً.