ما هي الأعياد المسيحيّة؟
عيد الميلاد المجيد
يحتفل المسيحيون في هذا اليوم كتقدير ليوم مولد المسيح عيسى ابن مريم، ويُحتفل به في تاريخ 25 ديسمبر من كل عام مع اختلاف طريقة الاحتفال من مكان لآخر، وقد حُدد هذا التاريخ في عام 221م ليُعتمد فيما بعد عالميًا، ويرمز هذا اليوم إلى الانقلاب الشتوي الذي احتفلت فيه الإمبراطورية الرومانية كرمز لشروق الشمس من جديد وابتداء فصل الربيع، ثمّ أصبح المسيحيون يربطون بين ولادة اليسوع وولادة الشمس من جديد.
وبدأ العالم بالاحتفال في هذا اليوم في القرن التاسع وكانت الطقوس حينها مختلفة عن وقتنا الحاضر، إذ كانت تُشعل الشموع في مساء يوم 24 ديسمبر تحضيرًا لهذا اليوم، ثم تبدأ الاحتفالات في الكنائس الرومانية الكاثوليكية في منتصف الليل.
كما تحتفل الكنائس البروتستانتية بالشموع منتصف الليل أيضًا مع قراءة الكتاب المقدس تاريخ الخلاص، ومع مرور الزمن تطورت هذه العادات لوضع أشجار التنوب وتعليق الإضاءات عليها قبل يوم عيد الميلاد المجيد (Christmas) بفترة من الزمن، كما يوزع بابا نويل الهدايا في هذا اليوم على اعتبار أنّها من السيد المسيح ببدلته الحمراء ولحيته البيضاء.
عيد رأس السنة
يحتفل المسيحيون في يوم 1 يناير من كل عام بعيد رأس السنة (New Year's Holiday) لبدء السنة الجديدة، وتبدأ معظم الاحتفالات منذ مساء 31 ديسمبر أي ليلة أول يوم في السنة الجديدة لتستمر حتى بزوغ صباح اليوم الأول من العام، وتشمل مظاهر الاحتفال الحفلات والألعاب النارية وتناول أطعمة معينة واتخاذ قرارات جديدة.
وبدأ الاحتفال بهذا اليوم قبل 4000 عام تحديدًا في مدينة بابل، فمع اختلاف التقاويم التي وضعت على مر العصور ظهر التقويم اليولياني بالتشاور مع علماء الفلك والرياضيات آنذاك، وسمي الشهر الأول يانوس (Janus) على اسم إله البدايات الروماني، ليؤسس البابا غريغوري الثالث عشر يوم 1 يناير في سنة 1582م، ثم أصبح يومًا له أهمية عظيمة كبداية عام ويحمل بشائر جديدة معه.
عيد ظهور الصليب المقدس
ظهر في تاريخ 7 مايو لعام 351م علامة صليب مشرقة في السماء وبإضاءة قوية ممتدة إلى جبل الزيتون، ويعتقد أن ظهور هذه العلامة دليل على انتصار الحق على الباطل وانتهاء البؤس والهزيمة لترتفع علامة المجد، ورويت هذه القصة في الكتب المسيحية وأصبح يُحتفل في هذا التاريخ بظهور الصليب المقدس (Apparition of The Holy Cross) كتمجيد لهذه الرسالة.
وأصبحت إشارة الصليب توضع على الكنائس ويصنع منها الزينة والإكسسوارات والتماثيل المنزلية لتعبّر عن القوة التي تؤدي أخيرًا للنصر، ويحتفل في هذه المناسبة كل عام في الكنائس حيث يذهب إليها الناس ليستمدوا القوة التي يسمونها بالنعمة.
يتبع المسيحيون عادات وتقاليد خاصة بديانتهم، إضافة للصلوات التي تقام في الكنائس، كما يحتفلون بالأعياد المختلفة على مدار العام؛ ولكل من هذه الأعياد تفسير وسبب للاحتفال فيه إما لإحياء ذكرى أو لتجديد عهد أو لبدء عام جديد، ولكل عيد تاريخ يلتزم به المسيحيون ويقيمون الطقوس المختلفة، ويمارسون في كل عيد طقوس تختلف عن الأعياد الأخرى إضافة للزينة والشموع والإضاءات التي ترمز لدلالات مختلفة، قد تقتصر الاحتفالات أحيانًا على الصلوات في الكنائس.
عيد البشارة المجيد
يحتفل المسيحيون في تاريخ 25 مارس من كل عام بعيد بشارة ولادة المسيح، على اعتبار أنّ هذا اليوم هو اليوم الذي بُشّرت به السيدة مريم العذراء بأنّها ستصبح والدة المسيح عيسى ابن مريم، ولتبدأ رحلة الحمل حينها 9 أشهر لتنجب المسيح والإنجيل والديانة الجديدة المسيحية، ويحتفلون بفرح اختيار الله عز وجل السيدة مريم العذراء لتناول شرف ولادة المسيح وإتمام رسالة ربانية.
وفي اليوم ذاته يحتفل اليونان باستقلالهم والذي نالوه بعد النضال الكبير من أجل الحرية، وذلك عام 1821م حينما توحدّوا وزادت قوتهم وصمموا على أن يكونوا أحرارًا، ويعني هذا اليوم أنه عيد فرحة وحرية كبشارة في قرب قدوم المسيح عيسى ابن مريم، وذكرى اليونانيين الذين راحوا ضحية النضال من أجل الحرية.
عيد الصعود
يحتفل بعيد الصعود (Ascension Day) بعد مرور 39 يومًا على عيد الفصح أي بحلول اليوم الأربعون، ويحيي هذا اليوم ذكرى صعود المسيح إلى الجنة -في اعتقاد المسيحيين- بعد قيامته، ويصادف هذا اليوم يوم الخميس عادةً وتكون عطلة رسمية في البلدان التي تنتشر فيها المسيحية أو يأخذ المسيحيون إجازة من عملهم.
وتكون طقوس هذا اليوم بخروج الناس في ساعات الصباح الباكر لسماع أصوات الطيور عند شروق الشمس وتحديدًا الوقواق، كما تقام في إنجلترا احتفالات ومهرجانات مائية، وقديمًا كان يُضرب الأطفال بأغصان الصفصاف لطرد الشر وتطهيرهم منه وتعليمهم العادات، وهذا العيد من أقدم الأعياد إذ يعود تاريخه إلى عام 68 ميلادي.
وتشمل الاحتفالات في هذا العيد على مواكب تحتوي على رموز تعبر عن دخول المسيح إلى الجنة، وصور رمزية وطقوس كمطاردة الشيطان وحرقه للتعبير عن انتصار المسيح على الشيطان، وهناك اعتقادات كثيرة سائدة عن هذا اليوم فإذا كان الطقس مشمسًا سيكون الصيف حارًا وطويلًا، وإذا هطلت الأمطار في هذا اليوم فهذا يعني أنّ المحاصيل سيئة وستتعرض الماشية للأمراض، كما يصنع الناس باقات من أغصان الزيتون والقمح والأقحوان، فهذه النباتات تشير للازدهار والسلام والوفرة.
عيد العنصرة
يحتفل بعيد العنصرة (Pentecost) في اليوم الخميس بعد عيد الفصح والذي يعبر عن نزول الروح القدس إلى الرسل وإشارة على بداية المهام المسيحية في العالم، ويحتفل اليهود بعد مرور 7 أسابيع على الفصح والذي يسمى عيد الحصاد، وهذان اليوم متطابقان إذ يحتفل المسيحيين منذ عيد الفصح وحتى مرور خمسين يومًا ليأتي عيد العنصرة.
عيد القديسين بطرس وبولس
يحتفل المسيحيون في تاريخ 29 يونيو من كل عام بعيد القديسين بطرس وبولس (St. Peter and St. Paul Day)، وهو ذكرى استشهاد اثنين من القديسين العظماء هما القديس بطرس والقديس بولس عام 67م، وفي حال صادف هذا اليوم عطلة رسمية في بعض البلدان فإنه يُحتفل به في يوم الإثنين الذي يلي هذا اليوم.
فالقديس بطرس كان البابا الأول وزعيم الرسل واعتنق المسيحية في طريقه لدمشق، اعتقلا في سجن مامرتين في روما واستشهدا بأمر من الإمبراطور نيرون، ويحتفل الناس بهذا اليوم بتزيين السواحل والقوارب، وعثر على صور للقديسين بطرس وبولس في عام 2010م على جدار سراديب الموتى التي تعود للقرن الرابع الميلادي.
عيد التجلي
يحتفل المسيحيين الأرثوذكس بعيد تجلي المسيح (The Feast of the Transfiguration of Christ) في تاريخ 6 أغسطس أو 19 أغسطس، ويعبر في هذا اليوم عن تجلي المسيح في الديانة المسيحية ورؤيته دومًا منيرًا، وتكمن ضرورة الاحتفال في هذا اليوم بتثبيت الديانة المسيحية لدى الأطفال، إذ تُقام الاحتفالات في هذا اليوم ويُوضح للأطفال كيفية تجلي المسيح عيسى ابن مريم لتسهيل فهمها عليهم وكيف يبقى ساطعًا بين الجميع ليتعرفوا عليه، وتقام الصلوات في الكنائس كتجديد للعهد مع المسيح.