فؤاد الأول (ملك مصر والسودان)
فؤاد الأول (ملك مصر والسودان)
الملك فؤاد الأول هو أحد أبناء الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا الكبير مؤسس دولة مصر الحديثة، وقد ولد في 26 آذار من عام 1886م في مدينة الجيزة في قصر والده الخديوي إسماعيل باشا وهو أصغر أنجاله.
قضى الملك فؤاد طفولته مع والده عندما كان في المنفى في إيطاليا، وتخرج من الأكاديمية العسكرية في مدينة تورين، وبعد عودته من المنفى شغل عددًا من المناصب الإدارية؛ بما في ذلك منصب العميد الفخري للجامعة المصرية التي تعرف الآن بجامعة القاهرة، كما تم ترشيحه كوريث للعرش الألباني في عام 1914م.
فترة حكمه مصر والسودان
ورث الملك فؤاد الأول عرش سلطنة مصر خلفًا لأخيه حسين كامل -بعد رفض ابنه وراثة العرش- ليصبح سلطان مصر، ثم قام بتغير لقبه ليصبح ملك مصر والسودان و النوبة وكردفان، وذلك أن بعد نالت مصر الاستقلال من التاج البريطاني، وأدى الاستقلال إلى نيل مصر الشكل الدستوري من خلال إصدار الدستور الأول الذي ينظم مؤسسات الدولة الحديثة، وينادي بالأمير فاروق وليًا للعهد.
تشكلت الحكومة الأولى للبلاد بعد ذلك في عهد الملك فؤاد الأول برئاسة سعد زغلول؛ وتمخضت هذه الحكومة عن الوزارات والبرلمانات والأحزاب والدوائر الحكومية المختلفة، والسفارات والتمثيل الدبلوماسي في الخارج، مما ساعد على إعادة لمصر وضعها وثقلها وأهميتها على المسرح الدولي.
إنجازات الملك فؤاد الأول
تأسّس في عهد الملك فؤاد الأول ما يسمى ب الدولة الحديثة ؛ بمكوناتها ومظاهرها ومؤسساتها التي بدورها شكلت اللبنة الأساس للعديد من الإنجازات، منها ما يأتي:
- إطلاق النشيد الوطني المصري الأول؛ بدلا من النشيد الخديوي القديم.
- تأسيس البنك المركزي الأول (بنك مصر) والعديد من البنوك الأهلية وفروع للبنوك العالمية.
- تأسيس شركة مصر للطيران.
- إنشاء مجمع اللغة العربية.
- افتتاح عدد من الجامعات مثل؛ جامعة فؤاد الأول والجامعة الأمريكية وغيرها.
- تطوير أعمال الفن والسينما.
الحياة السياسية في عهد الملك فؤاد
أصدر الملك فؤاد الدستور في الوقت الذي كان فيه رئيس الحكومة سعد زغلول في المنفى، لكن عندما عاد زغلول وغيره من المنفيين فازوا بأغلبية قيادية في الانتخابات الوطنية التي أجريت في الأعوام 1923م، 1925م، 1929م على التوالي، إلّا أنّ الملك فؤاد تمكّن من إعادة تشكيل حكومته مع مجموعة من الوزراء الذين يخضعون لنفوذه.
حصل الملك فؤاد الأول كذلك على الدعم من الأزهر؛ المؤسسة الدينيّة الرئيسيّة لتعليم المسلمين في القاهرة، مما أكسبه شعبية بين عامّة الشعب، بالإضافة إلى ذلك، قام الملك فؤاد بحلّ البرلمان وإلغاء الدستور وإصدار دستور جديد وقانون انتخابيّ جديد، مما أعاد الهدوء السياسي إلى البلاد حتى عام 1935م.
أعاد الملك فؤاد الأول حينها العمل بالدستور القديم؛ للعمل على إعادة التفاوض مع بريطانيا العظمى لإنهاء الاحتلال البريطاني على مصر بشكل كلي، لكن وافته المنيّة قبل إتمامها في عام 1936م، ودفن في قصر القبة في مسجد الرفاعي في محافظة القاهرة.