قصة المولد النبوي الشريف للأطفال
وفاة والد النبي قبل أن يولد
مات عبد الله بن عبد المطلب والد الرسول -صلى الله عليه وسلم- شابّا، في وقت كانت امرأته آمنة بنت وهب حاملاً، وما زال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جنيناً في بطن أمه، وقد كان ذلك الحمل المبارك على خلاف حمل الأجنة، فقد كان حمله -صلى الله عليه وسلم- هيناً وخفيفاً على آمنة، ولم تكن تشعر بما تشعر به النساء من الثقل في الحمل.
وكان جده يرعاه ويحبه، ويرقّ له رقة وحباً عظيمين، ولم يكن عبد المطلب يمنح هذا الحب وهذه الرقة لأحد من أبنائه، وإن جده عبد المطلب هو الذي اختار له اسمه الذي تسمى به بعد ولادته، فسماه محمداً -صلى الله عليه وسلم-.
النور الذي رأته والدة النبي عند ولادته
عندما تحدثت أم النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ولادة ابنها، ووصفت تلك الولادة الغريبة وهي ولادة مختلفة، حيث إنها تختلف عن ولادة النساء أجمعين، فذكرت أنه خرج منها بعد ولادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - نور، وأن هذا النور العظيم انتشر انتشاراً واسعاً، بحيث أضاء لها.
فأبصرت من هذا النور القصور في بلاد الشام، ورأت آمنة من هذا النور العظيم المنبعث منها مدينة بُصرى في بلاد الشام، ورأت ما حول بصرى من القرى؛ وذلك من شدّة النور الذي خرج منها، وقيل إن هذا النور دليل على النور الذي سيتمّ على يديّ النبي -صلى الله عليه وسلم، وهو هداية الناس.
تسمية النبي وسببها
إن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسماء كثيرة، وبعض هذه الأسماء جاء ذكرها في الكتب السماوية، وكثرة الأسماء تدلّ على شرف المسمى، وأجلّ هذه الأسماء وأحسنها هو اسم محمد، وهو الاسم الذي سُمّي به وهو طفل صغير، وهو الاسم الذي سمّاه به جده عبد المطلب.
وإن السبب الذي جعل عبد المطلب يسمي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذا الاسم، هو أن عبد المطلب كان عنده رجاء أن يحمد النّاس سيدنا محمداً -صلى الله عليه وسلم-، فلم يسمّه لاسم من أسماء الآباء والأجداد، ولا تقليداً لاسم رجل مشهور في زمانه.
ولهذا الاسم المبارك قصة؛ ذلك أن عبد المطلب رأى في المنام كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره، فكان أحد أطراف هذه السلسلة في جهة السماء، والطرف الثاني في جهة الأرض، والطرف الثالث يتجه إلى جهة المشرق، والطرف الرابع يتجه إلى المغرب، ثم عادت هذه السلسلة إليه على شكل شجرة، لها أوراق من نور، ورأى عبد المطلب الناس من أهل المشرق والمغرب يتعلقون بهذه الأوراق.
فلما قصّ عبد المطلب هذه الرؤيا على بعض الناس، فسّروها له بأنه يولد له من صلبه ومن سلالته مولود مبارك، يكون له شأن عظيم عند أهل المشرق، وعند أهل المغرب، وكلهم يكونون تبعاً له، وهذه الرؤيا العجيبة مع رؤيا أمه آمنة، جعلت عبد المطلب يسميه اسماً ملائماً؛ لكي يحمده أهل السماء، وأهل الأرض، فسماه محمداً.
وقت ولادة سيدنا محمد
وُلد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين ، من شهر ربيع الأول، في عام الفيل، وهو العام الذي اتّجهت فيه جيوش أبرهة الأشرم -ملك الحبشة- من أجل غزو الكعبة وهدمها، ولكن الله -تعالى- ردهم خائبين.
مكان ولادة سيدنا محمد
وُلد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة، واسم المكان الذي وُلد فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو بطحاء، وهو اسمٌ لأحد الأماكن التي تقع في مكة المكرمة -شرفها الله تعالى-.
ملخّص المقال: تُوفيّ والد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورسول الله ما زال جنيناً في بطن أمه، وقد كان حمل رسول الله حملاً خفيفاً هيناً، لم تشعر أمه آمنة بما تشعر به النساء من ثقل الحمل.
ولما ولدته رأت نوراً خرج منها، أضاء لها حتى رأت القصور في بلاد الشام، وسبب تسميته باسم محمد؛ لأن جده أراده أن يكون مباركاً بين الناس؛ ولأنه رأى رؤيا قريبة من رؤيا أمه، ووقد وُلد في بطحاء مكة، في يوم الاثنين 12 ربيع الأول من عام الفيل.