عناصر السرد
عناصر السّرد
للسّرد عناصر أساسيّة موضّحة على النّحو الآتي:
الرّاوي/ المرسِل
هو الشّخص الّذي يَروي الأحداث ويُخبر عنها سواء أكانت من الحقيقة أم من الخيال ، وهو عبارة عن عنصر قصصي كسائر العناصر الأخرى لكن يَختلف بأنّه الوسيط الّذي يَعتمد ويُركّز عليه المبدع في تقديمه للشّخصيّات الروائيّة فهو بذلك الذّات الفاعلة.
المروي/ المسرود
هو كلّ ما يَصدر عن الرّاوي بشكلٍ منظمٍ ومتسلسلٍ ليُكوّن حدثًا أو مجموعةً من الأحداث محاطة بإطارٍ زمانيٍّ ومكانيٍّ، وتُعد الحكاية المصدر الرئيس الّذي تَتفاعل فيه جميع العناصر، والمروي أي الرّواية أو القصّة نفسها تَحتاج إلى مرسِل ومرسَل له.
المروي له/ المرسَل إليه
هو العنصر أو الطّرف المقابل في عمليّة التبادل أو التّواصل أو التّلقي فالسّارد لا يَقوم بالسّرد لمجرّد السّرد فقط بل يَجب أن تَمرّ الرسالة عبر مستقبلٍ لها، فالغرض هو التّواصل بين طرفين الأول مرسِل والآخر مستقبل، وهو عنصرٌ مهمٌّ في السّرد حيث إنّ أغلب المؤلفين يَحرصون على أن تكون رسالتهم استجابة مع حاجات المتلقي.
التّعريف بالسّرد لغةً واصطلاحًا
السّرد لغةً: يَسرد سَرْدًا فهو سَارد، والمفعول مَسرود ونَقول: سَرَدَ الكتاب: أي قرأه بالتّتابع، وسَرَدَ وقائع الحادثة: أي ذكرها حسب تسلسلها، وسَرَدَ الشيء: أي ثَقَبَه، وسَرَدَ الحديث: حكاه، والرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- لم يَكن يَسْرُد الحديث سرْدًا أي يَتابعه ويَستعجل فيه، والسَّرَد: المتتابع، والسّرْد في القصّة أو الرّواية: أي رواية الوقائع أو الأحداث، والسّرْد لغةً: تَقدِمة شيء إلى شيء بشكلٍ متتابعٍ.
السّرد اصطلاحًا: الحكي كما عرّفه "حميد لحمداني" وهو وجود قصّة بأحداثٍ معيّنة مع تحديد الطّريقة الّتي تُحكى بها تلك القصّة، وهذا يُسمّى سردًا؛ وذلك لأن القصّة الواحدة تُحكى بطرقٍ مختلفةٍ، فيُعتمد على السّرد في تمييز أنماط الحكي، ومن الضّروري وجود شخصٍ يَحكي وآخرٍ يحكي له؛ أي عمليّة تواصل وتبادل بين طرفين، الأوّل يُدعى ساردًا (راويًا) والثّاني مرويًا له (قارئًا).
ويُعرّف أيضًا بأنّه الطّريقة الّتي يَسلكها المبدع أو الروائي في تقديمه لأحداثٍ معيّنة، وأشكال تقديم السّرد كثيرة تقليديّة: كالحكاية عن الماضي بضمير الغائب، كما هو الحال في ألف ليلة وليلة، وكليلة ودمنة والمقامات، أو ضمير المتكلّم أو أشكال أخرى كالاستباق والارتداد والمناجاة الذّاتيّة.
السّرد عند الغرب
الباحث "جيرار جينيت" يُعرّف السّرد بأنه الطّريقة الّتي يَتم بها نقل الأحداث عن طريق الرّاوي (السّارد) سواء أكانت هذه الأحداث حقيقيّة أم خياليّة، فالسّرد يُشكّل أساسًا جوهريًّا لكلّ تعبيرٍ، فهو عبارة عن أداةٍ يَستخدمها الرّاوي ليَجذب انتباه المتلقي من خلال إقناعه بأحداث قصّته التخيليّة.
والسّرد عند "شيلوميث ريمون كينان" يعرف بأنّه تواصلٌ مستمرٌّ يَتمّ من خلاله إرسال الحكي والكلام من المرسِل إلى المرسَل إليه عن طريق مرسلة أو رسالة يقوم بإرسالها، ويَتميّز السّرد عن باقي الأشكال الحكائيّة الأخرى بأنّه طبيعة لفظيّة لنقل الرّسالة كشغل لفظي.