عملية إزالة اللوزتين للكبار
متى تُجرى عملية إزالة اللوزتين للكبار؟
إزالة اللوزتين أو استئصال اللوزتين (Tonsillectomy) تتم فيها إزالة للوزتين بشكلٍ كامل، وقد تكون مصحوبة باسئصال اللحمية (Adenoidectomy) في بعض الحالات.
لجأ الأطباء فيما مضى لعملية إزالة اللوزتين كخيار أوّلي لعلاج حالات العدوى والالتهاب التي تصيب اللوزتين، أمّا الآن فيتم اللجوء لها غالبًا في الحالات الموضّحة فيما يأتي:
- حالات اضطراب التنفس خلال فترة الليل أو مشكلات التنفس الأخرى المرتبطة بتضخّم اللوزتين، فقد يكون التضخّم في حجم اللوزتين خلْقيًا منذ الولادة، أو ناجمًا عن تكرار إصابة المريض بالعدوى، أو الإصابة بالعدوى التي تستمر لفترة طويلة.
- التهاب اللوزتين الذي لا يستجيب للعلاج.
- التهاب اللوزتين الذي يتكرّر حدوثه أكثر من 6 مرات في السنة الواحدة.
- حالات الإصابة بأمراض أو مشكلات نادرة في اللوزتين، ومنها:نمو النسيج السرطاني في إحدى اللوزين أو في كلتيهما.
- بَخَر الفم (Halitosis) المزمن، وهي رائحة الفم الكريهة التي تنتج بسبب الرواسب الموجودة في شقوق اللوزتين.
- تكرار نزيف الدم من اللوزتين بسبب تضرر الوعية الدموية القريبة من سطحها.
التحضير لعملية إزالة اللوزتين
توجد مجموعة من النصائح التي قد يقدمها الطبيب للشخص قبل خضوعه لعملية استئصال اللوزتين، وفي الآتي أبرزها:
- تجنّب استخدام الأدوية المضادة للالتهاب؛ كالأسبرين (Aspirin)، والآيبوبروفين (Ibuprofen)، والنابروكسين (Naproxen) لمدة أسبوعين على الأقل قبل العملية، فقد تكون هذه الأدوية سببًا في زيادة خطر حدوث النزيف بعد العملية وخلالها.
- الحرص على إخبار الطبيب عن أيّة أدوية أو أعشاب أو مكملات غذائية تُؤخذ في الوقت الراهن، حتى يقدّم النصائح اللازمة بهذا الشأن.
- الامتناع عن تناول الطعام والشراب من منتصف الليلة التي تسبق نهار إجراء العملية، إذْ يساهم ذلك في التقليل من فرصة حدوث الغثيان بعد التعرّض للتخدير خلال العملية.
- إجراء فحوصات الدمّ، أو أيّة فحوصات أخرى تتطلبها الحالة، كاختبار تخطيط النوم (Polysomnography) الذي يُجرى عادةً قبل استئصال اللوزتين للحالات التي تعاني انقطاع النفس الانسدادي النومي، أو وجود عوائق أخرى في مجرى الهواء.
مجريات عملية إزالة اللوزتين
تتعدد الطرق والإجراءات التي يعتمدها الجرّاح خلال عملية إزالة اللوزتين، ومع ذلك يتمكّن المريض عادةً من مغادرة المستشفى في اليوم ذاته بعد الجراحة، إذْ تستغرق العملية في مُعظم الأحيان مدّة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة، يستخدم فيها الطبيب التخدير الكلّي فلا يشعر الشخص بأي ألم أو أعراض خلال الجراحة، كما أنَّ استئصال اللوزتين يكون عادةً كليًّا، بينما في حالات معينة يقتصر على الاستئصال الجزئي لها.
وعمومًا، من الطرق والوسائل المتبعة في عملية إزالة اللوزتين ما يأتي:
- استخدام المشرط التوافقي: (Harmonic scalpel) تُستخدم فيها الموجات فوق الصوتية لإزالة اللوزتين، ووقف نزيف الدمّ في الوقت ذاته.
- طريقة الكيّ الكهربائي: (Electrocautery)، وتُستخدم فيها الحرارة لإزالة اللوزتين وإيقاف نزف الدمّ.
- القطع بالسكين الباردة: (Cold knife)؛ تتم إزالة اللوزتين باستخدام المشرط، ومن ثَمّ يوقف النزيف بخياطة الجرح، أو عمل الكيّ الكهربائي كما في الطريقة السابقة.
- طرق أخرى: يلجأ الأطبّاء أحيانًا لطرق أخرى في استئصال اللوزتين؛ كطريقة الاستئصال بالتردد الراديوي (Radiofrequency ablation)، وطريقة ليزر ثنائي أكسيد الكربون.
الرعاية المنزلية بعد عملية إزالة اللوزتين
يحتاج المريض بعد الخضوع لعملية إزالة اللوزتين ما يقارب 10-14 يومًا للتعافي من الجراحة، وقبل ذلك من الطبيعيّ أنْ يعاني من التعب العامّ وعدم الراحة خاصّةً في ساعات الليل، وفي أثناء تعافيه في المنزل، توجد مجموعة من النصائح التي يوصى باتباعها خلال هذه المرحلة، مثل:
- أخذ مسكنات الألم المناسبة: إذْ يوصى باتباع إرشادات الطبيب حول تناول المسكنات بعد العملية لتخفيف الألم، مع ضرورة تجنّب استخدام دواء الأسبرين أو أيَّة أدوية أخرى قد تسبب سيولة الدم لمدة أسبوعين على الأقل بعد العملية.
- الإكثار من شرب السوائل: يوصى بعد العملية بالإكثار من شرب السوائل بهدف تقليل مخاطر حدوث النزيف، وتعزيز التعافي، ومنع فقدان السوائل من الجسم.
- تناول الأطعمة السائلة وسهلة الهضم: إذ يُوصى بعد العملية ببضعة أيام بتناول السوائل والأطعمة اللينة، ومن ذلك ما يأتي:
- شرب المشروبات الباردة؛ كالماء، وعصير التفاح والعنب.
- مصّ المصاصة المثلجة.
- تجنّب شرب العصائر الحامضة؛ كالبرتقال والجريب فروت لتأثيرها الضارّ على الحلق.
- تناول الأغذية اللينة وإضافتها تدريجيًّا إلى وجبات الطعام؛ كمهروس البطاطس، والجيلاتين، والمثلجات.
- تجنب تناول المنتجات الصلبة والقاسية كرقائق الشيبس.
- تجنّب استهلاك الحليب ومشتقات الألبان خلال هذه الفترة في حال المعاناة من وجود مخاط سميك في الحلق، لأنها قد تكون سببًا في زيادة إفرازه، وبالتالي تحفيز السعال، وهو ما يؤثر سلبًا في سلامة العملية.
- الحصول على فترة كافية من الراحة: لا بدّ من أخذ قسط كافٍ من الراحة بعد العملية لمدة لا تقل عن 48 ساعة، ويمكن بعد ذلك زيادة النشاط تدريجيًّا عند استعادة القوة الجسدية، ولكنْ يوصى بتجنب القيام بأيّة أنشطة عنيفة وتحتاج جهدًا لمدّة لا تقل عن 14 يومًا بعد الجراحة.
- السيطرة على الحرارة: يعدّ الباراسيتامول من الأدوية التي يمكن استخدامها لخفض حرارة الجسم بشكلٍ آمن، مع التنبيه على ضرورة الرجوع إلى الطبيب في حال استمرّ الارتفاع أكثر من يومين، أو تجاوزت درجة حرارة الجسم 38.9 درجة مئوية.
- السيطرة على النزيف الدموي: يعدّ النزيف بعد عملية إزالة اللوزتين نادر الحدوث، ولكنَّه قد يحدث خاصةً بين اليوم 5-14 بعد العمليّة، وقد يحدث أحيانًا بعد مضي شهر على العملية، وبخصوص هذا الأمر يُوصى بما يأتي:
- في حال كان النزف بسيطًا، يوصى الشخص بالجلوس بصورة معتدلة، وغسل الفم بالماء البارد وبصقه لإيقاف النزيف.
- مراجعة الطبيب في الحالات التي يكون فيها النزيف شديدًا ويدلّ على وجود مخاطر معيّنة؛ كأن يظهر الدم خلال البصق أو الكحة أو التقيؤ.
متى تجب مراجعة الطبيب أو الطوارئ؟
قد يعاني البعض من مضاعفات وآثار جانبية بعد العملية تتطلب التدخل الطبي الفوري، كالحالات الآتية:
- ارتفاع درجة الحرارة، فقد يدلّ ارتفاع الحرارة بعد مضي 1-2 أسبوع بعد العملية على وجود عدوى، تتطلب مراجعة الطبيب لصرف المضادات الحيوية المناسبة.
- نزيف شديد في آخر الحلق.
- الشعور بالألم الشديد، وعدم الاستجابة لمسكّنات الألم الموصوفة من قبل الطبيب.
- عدم القدرة على تناول الأطعمة والمشروبات المسموح بها بعد العملية.
- ظهور أعراض الجفاف؛ كقلّة التبوّل، والشعور بالعطش، والشعور بالدوار والدوخة، وألم في الرأس.
ملخص المقال
يُلجأ لاستئصال اللوزتين في حال تكرار إصابهما بالعدوى والالتهابات، أو تضخّم حجمهما، أو تسببهما بمشكلات صحيّة عديدة، أو عندما تتعرض اللوزتين لأمراض معينة، ويجدر الالتزام بالتوصيات الخاصة قبل العملية، وغالبًا ما تستغرق العملية أقل من نصف ساعة، ويحتاج المصاب 10-14 يومًا للتعافي التام، مع الحرص على مراجعة الطبيب فور ملاحظة أيّة أعراض قد تدل على وجود مخاطر صحيّة؛ كالحمى، والألم المستمرّ، والنزيف الشديد.
فيديو عن استئصال اللوزتين عند الكبار