على ماذا تدل كثرة التبول
كثرة التبوّل
يمكن تعريف التبول المتكرر بأنّه الحاجة للتبول بشكل أكثر من المعتاد بالنسبة للشخص؛ فقد تكون كميات البول الخارجة أكبر من المعتاد، أو أنّ البول يكون بكميات قليلة فقط ولكنّه يجبر الفرد على الذهاب للتبول بشكل مفرط، وقد يلاحظ الفرد كثرة التبول في أي وقت ليلاً ونهاراً، أو قد تكون ملحوظة فقط أثناء الليل، وفي هذه الحالة فهو يُعرف بالبوال الليلي أو التبوُّل الليلي المُتكرِّر (بالإنجليزية: Nocturia)، وبذلك فإنّ التبول المتكرر يمكن أن يؤثر في النوم ، والعمل، والراحة بشكل عام، وتجدر الإشارة إلى أنّ كثرة التبول تُقسم إلى نوعين؛ أمّا النوع الأول فيكون متعلّقاً بزيادة الحجم الكلّي من البول الذي ينتجه الجسم والذي يُعرف بالبوال أو تعدد البيلات (بالإنجليزية: Polyuria)، وأمّا النوع الثاني فيكون فيه اضطراب في عملية تفريغ البول، حيث توجد المشكلة في تخزين وتفريغ البول، وأخيراً قد يكون هناك سلس في البول والذي يحدث فيه خروج للبول بشكل لاإرادي، كما أنّ تكرار التبوّل يرتبط في كثير من الأحيان مع حدوث أعراض أخرى مثل: الشعور بألم عند التبول وهو ما يُعرف بعسر التبول (بالإنجليزية: Dysuria)، أو وجود الدم في البول أو ما يُعرف بالبيلة الدّموية أو البول الدموي (بالإنجليزية: Hematuria)، أو وجود حاجة مُلحّة للتبول نتيجة الإصابة بعدوى في الجهاز البولي.
أسباب كثرة التبوّل
قد يكون كثرة التبول عرضاً لمختلف المشاكل الصحية، والتي تتراوح من أسباب بسيطة مثل؛ زيادة شرب المياه، إلى مشاكل قد تتعلق بأمراض الكلى، فعندما يصاحب حدوث كثرة التبول الإصابة بالحمّى أو الشعور بالرغبة الطارئة للتبول، مع الشعور بألم أو عدم ارتياح في البطن، فإنّ هذه الأعراض تدل على وجود عدوى في الجهاز البولي ، ومن الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى كثرة التبول ما يلي:
- مرض السكري: حيث إنّ كثرة التبول وبكميات كبيرة بشكل غير طبيعي، تُعتبر من الأعراض المبكرة لحدوث السكري بكلا نوعيه؛ النوع الأول والنوع الثاني، وذلك لأنّ الجسم يحاول التخلص من الجلوكوز غير المستخدم من خلال التبول.
- الحمل: يتسبب ازدياد حجم الرحم في الأسابيع الأولى من الحمل على توليد الضغط على المثانة، مما يؤدي إلى حدوث التبول بكثرة.
- مشاكل البروستات: حيث إنّ تضخم البروستات قد يشكل قوة ضاغطة على الإحليل (بالإنجليزية: Urethra)؛ وهو الأنبوب الذي ينقل البول إلى خارج الجسم، وبالتالي يمنع هذا التضخم تدفق البول، ويؤدي ذلك إلى زيادة استجابة المثانة، فتبدأ بالإنقباض حتى عندما تحتوي على كميات قليلة من البول، وبالتالي تحدث كثرة التبول.
- التهاب المثانة الخلالي: (بالإنجليزية: Interstitial cystitis) تحدث هذه الحالة لأسباب غير معروفة، وتكون على شكل ألم في المثانة وفي منطقة الحوض، وفي الكثير من الأحيان تتضمن هذه الأعراض حدوث حاجة طارئة ومتكررة للتبول.
- مُدرّات البول: (بالإنجليزية: Diuretic) وهي أدوية تُستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم أو من أجل التخلص من تراكم السوائل في الجسم، وذلك من خلال عملها على تدفق السوائل الزائدة إلى خارج الجسم، وبالتالي تتسبب بكثرة البول.
- السكتة الدماغية وتلف الأعصاب: حيث إنّ حدوث تلف في الأعصاب التي تغذّي المثانة، يتسبب بحدوث مشاكل في وظائف المثانة، ومن ضمن هذه المشاكل حدوث الرغبة المُفاجئة والمتكررة للتبول.
- التهاب المهبل: (بالإنجليزية: Vaginitis) وهو التهاب يحدث في المهبل وتؤدي الإصابة به إلى الحاجة المتكررة إلى التبول عند النساء.
- متلازمة فرط نشاط المثانة: (بالإنجليزية: Overactive bladder syndrome)، وهي متلازمة يمكن أن تسبّب الانزعاج وعدم الراحة الجسدية، وتُحدِث اضطرابات في النوم، حيث تؤدي إلى تحفيز مُفاجئ وقوي للتبول أكثر من المعتاد، فقد يحتاج المُصاب إلى استخدام الحمام ثماني مرات أو أكثر في اليوم والاستيقاظ في الليل من أجل الذهاب إلى الحمام، لذلك فهي سبب شائع للحاجة المُلحّة المتكررة للتبول.
- ورم الحوض: وهو سبب نادر تؤدي الإصابة به إلى التبول المتكرر.
- سلس البول: (بالإنجليزية: Stress incontinence) وتحدث هذه الحالة في الغالب عند النساء، حيث يحدث خروج للبول بشكل لاإرادي عند القيام بنشاط بدني، مثل؛ الركض ، والسعال ، والعطس، حتى في بعض الأحيان عند الضحك، حيث إنّ حدوث ذلك أثناء هذه النشاطات يدل على وجود مشكلة سلس البول.
- التصلب المتعدد أو التصلّب اللويحي: (بالإنجليزية: Multiple sclerosis) يتسبب التصلب المتعدد بحدوث اضطرابات في المثانة، وتتضمن هذه الاضطرابات حدوث التبول بشكل متكرر، حيث يحدث ذلك في 80% على الأقل من مرضى التصلب اللويحي ، وذلك لأنّ أضرار التصلب اللويحي قد تعمل على تعطيل انتقال الإشارات العصبية التي تتحكم في المثانة والعضلات العاصرة البولية.
- المحليات الصناعية والكافيين: حيث إنّه يمكن للكافيين أن يعمل كمدر للبول، مما قد يؤدي إلى حدوث التبول بشكل متكرر، كما أنّه من المعروف أنّ المشروبات الغازية والمحليات الاصطناعية والحمضيات تؤدي إلى تهيج المثانة، مما يؤدي إلى كثرة التبول.
- أسباب أقل شيوعاً: مثل سرطان المثانة ، واضطرابات المثانة، والعلاج الإشعاعي .
علاج كثرة التبوّل
يعتمد العلاج على السبب الأساسي الذي أدى إلى حدوث كثرة التبول، فإذا تمّ التشخيص بالإصابة بداء السكري، فإنّ العلاج يهدف إلى إبقاء مستويات السكر في الدم تحت السيطرة، أمّا بالنسبة للعدوى البكتيرية للكلى، فإنّ العلاج الأمثل هو العلاج بالمضادات الحيوية والمسكنات، وفي حال كان السبب هو فرط نشاط المثانة، فبالإمكان استخدام دواء يُعرف باسم الأدوية المضادة للكولين (بالإنجليزية: Anticholinergic)، وهي مجموعة واسعة من الأدوية تعمل على الناقل العصبي أستيل كولين (بالإنجليزية: Acetylcholine)، وتُسمى أيضاً بمضادات التشنج، وتُستخدم مضادات الكولين في علاج بعض أمراض الجهاز الهضمي والمثانة، ويمكن أيضاً أن تُستخدم في علاج بعض الاضطرابات التنفسية أو اضطرابات الحركة.