علامات الحسد بين الزوجين
علامات قد تدل على وجود الحسد بين الزوجين
الحسد أمرٌ واقع يمكن حدوثه بين الزّوجين؛ وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى إنهاء الحب بين والتّفريق بينهما، لكن يجب على المسلم والمسلمة التحصّن والتعوّذ من الحسد بقراءة الأذكار والمعوذتين وآية الكرسي، وعدم التخوف من الحسد، والتوكّل على الله، فالله -تعالى- يحفظ عباده الذاكرين من كلّ ذلك، وللحسد علامات قد تدلّ على وجوده بين الزّوجين؛ نذكرها فيما يأتي:
إلقاء الاتهامات بين كل من الزوجين
إلقاء الاتّهامات وتبادلها بين الزوجين قد يدلّ على وجود الحسد بينهما، فبعد أن كانا متفاهمين يتحاوران بكل هدوء ومودة، أصبح كل شخص يُلقي باللّوم والتقصير والاتهامات على الطرف الآخر، من غير تفهم وتنازل وتجاوز عن بعض الأمور التي قد تكون صغيرة.
فتكبرالمشاكل بين الزوجين ممّا يؤدي إلى زيادة التوتر بينهما وفشل الحوار والإصلاح بينهما؛ فالاتّهامات تجعل من الحوار ومحاولة إيجاد الحلول أمراً معقداً وصعباً، إذ إنّه لا يوجد تفهّم ومحاولة لإيجاد العذر للطرف الآخر، فيتعذّر الحوار والنّقاش بينهما وتصبح العلاقة بينهما متوترة وصعبة.
نفور ورغبة في البقاء بعيدًا عن المنزل
قد تكثر الاتّهامات بين الزّوجين، وتزداد الألفاظ والمعاملة السيّئة في تعاملهما مع بعضهما البعض، ممّا يؤدي إلى نفور قلب كل منهما عن قلب الآخر، وتولّد مشاعر كالكره والبغض بينهما، فيرغب كل زوج منهما بالبعد عن الآخر، وذلك بالبقاء بعيداً عن منزلهما لتجنّب رؤية بعضهما البعض.
ونفور الزّوج والزّوجة من بعضهما يؤدي إلى الشّقاق والنّزاع بينهما، فحينئذٍ لابد من تدخّل الأهل وأصحاب الخبرة لمحاولة الإصلاح بينهما، وتذكيرهما بالخير والحب الذي بينهما لعل القلوب تحنّ وترجع لبعضها.
زيادة الشك في كل من الزوجين بدون مبررات
أساس العلاقات بين البشر وبين الزّوجين؛ حسن الظنّ، والابتعاد عن الشّك والظنّ السيّء، والتماس الأعذار، فقد نهى الله -تعالى- عن سوء الظنّ بين المؤمنين عامّة، وبين الزّوجين خاصّة، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا)، فيجب الابتعاد عن التجسّس والمراقبة والشّك.
وينبغي تعزيز الثقة وحسن الظنّ بين الزوجين، وقد يؤدي الحسد بين الزوجين إلى تولّد الشك بينهما دون مبرّرات وأسباب واضحة، فيؤدي ذلك إلى كثرة المشاكل والخلافات بين الزّوجين؛ لأنّ الصّدق والثقة تبعث على الراحة، والاطمئنان بعكس الشك وسوء الظنّ الذي يؤدي إلى التوتر والقلق والنّزاع بين الطرفين.
التفكير في الطلاق على أنه الحل الأمثل
التفكير في الطلاق من غير أسباب واضحة من أعمال الشيطان التي يحاول من خلالها التفريق بين الزوجين، وهدم البيوت، وانتشار الفساد، وقد يؤدي التفكير الزائد بالطلاق إلى التّفريق بين الزوجين دون وجود مشكلة واضحة بين الزوجين.
لذا يجب على الزّوجين عدم الاستسلام لهذه الأفكار ومحاربتها بقراءة القرآن الكريم، وقراءة الأذكار والدعاء إلى الله -تعالى- لإزالة الكربة والشدّة عنهما، وإزالة ضباب التفكير بالسكينة والاستقرار، لأنّ الزّواج قائمٌ على الاستقرار والثبات، وما الطلاق إلّا حلّاً أخيراً لرفع ضرر واقع في الزواج.
الآثار الناتجة لوجود الحسد على البيت المسلم
تجدر الإشارة إلى أنّ كلّ أمرٍ يحدث هو بقضاء الله -تعالى- وقدره، وليس كل ما يتعرّض له الشخص في حياته من أمور وأحداث تعكّر صفو حياته مرتبطة بالعين والحسد، فقد يكون مرضاً حقيقياً يحتاج للذهاب للأطباء.
وقد ذكر بعض العلماء في كتبهم بعض الآثار الشائعة بسبب وجود الحسد؛ منها: الشعور بالضيق والحزن، وكثرة المشاكل والنّزاعات في أجواء البيت، وكثرة الأمراض.
إلا أنّ ذلك كما ذكرنا قد لا يكون بسبب الحسد بالضرورة، وعلى المسلم أن يقوّي إيمانه بخالقه ويتوكّل عليه في كل أمور حياته، ويحافظ على أذكاره، فلا يُصبه مكروه بعد ذلك بإذن الله -تعالى-.
ملخّص المقال: الحسد بين الزوجين أمر ممكن الحدوث، وقد تظهر أعراضه بكثرة الاتّهامات والمشاكل بين الزوجين، والنفور وكثرة الشك والخلافات بينهما، والتفكير بالطلاق كحل نهائي لكلّ ما يحدث لهما، لكن يجب على الزوجين عدم الاستسلام لتلك الهواجس بكثرة قراءة القرآن الكريم، والمداومة على أذكار الصباح والمساء، وذكر الله -تعالى-، واللّجوء له بالدّعاء، لحفظ النّفس والمال والأهل والأحباب من شرّ الحسد.