الفرق بين الرؤيا وحديث النفس
الأحلام
الأحلام جزء من عالمنا وحياتنا، وهي سلسة ٌمن التخيلات نراها أثناء نومنا، وتختلف النظريات في تفسير هذه الأحلام وتحديد أسبابها، فعلماء النفس يرون أنها مجرد وسيلةٍ لإشباع الرغبات والدوافع المكبوتة والتي تكون صعبة التحقيق في الواقع عند الإنسان، وهناك من يرى أنها إشاراتٌ ورسائل إلهيةٌ لتعلمنا ما سيحدث معنا في المستقبل ، وعلم الأحلام موجودٌ منذ القدم وعرفته الشعوب والحضارات القديمة وكثيراً ما كانوا يؤمنون بها ويحاولون تفسيرها، وتختلف الأحلام من شخص لآخر في طبيعتها ومدى صدقها وحدوثها، وسنوضح في هذا المقال الفرق بين الرؤيا وما يسمى بحديث النفس.
الرؤيا
جمعها رؤى، وهي ما يراه الشخص في منامه، وهي أصدق أنواع الأحلام، ويختص بها الله عباده المؤمنين فيجعلها إشاراتٍ ورسائل لهم ليعلموا ما خفي عليهم، وقد يراد بها التبشير بخيرٍ قادمٍ أو التحذير من شرٍّ آتٍ، وهي من أشكال رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده المؤمنين ورعايته لهم، ويذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن رؤيا المؤمن صادقةٌ لا تكذب، وكلما كان المرء صادقاً في حديثه كلما كانت رؤياه صادقة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(وأصدقُكم رؤيا أصدقُكم حديثاً). و رؤيا المسلمِ جزءٌ من خمسةٍ وأربعين جزءاً من النبوة".
بيّن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أن الرؤيا أمرٌ يختص به الله عباده المؤمنين ، فهي لا تكون إلّا لخواص الخواص منهم، لأنها وحيٌ من الله سبحانه وتعالى، يوحي بها إلى عباده كما يوحي بها إلى أنبيائه ورسله وإن لم تكن بدرجة الوحي الذي يوحى إلى الأنبياء والرسل، ولكنها تبقى فضلٌ من الله تعالى يحرم منه كل فاسقٍ وعاصٍ أغواه الشيطان وأبعده عن طريق الله سبحانه وتعالى، وتكون الرؤيا صادقة بحسب صدق الرائي وقوة إيمانه، أمّا رؤية الأنبياء في المنام فهي رؤى صادقةٌ لأن الشيطان لا يمكن له أن يتمثل بصورهم وأشكالهم.
حديث النفس
حديث النفس هو أن يرى الإنسان في منامه أشياء وأموراً حدثت معه من قبل، أو شغلت تفكيره إلى حدٍ كبير فنام وهو يفكر بها، ثم رآها في منامه، فمثلاً من نام وهو يفكر بشراء سيارةٍ أو أيِّ شيءٍ آخر، ثم حلم به فإن هذا الحلم يعد من حديث النفس، وهذه الأحلام لا معنى لها ولا يُؤخذ بها ويستطيع الإنسان معرفة ذلك من طبيعة الحلم الذي يحلم به فيشعر أنها مجرد أضغاث وخيالات لا تعني شيئاً ولا تدل على حدوث أمرٍ ما.