علاقة ارتفاع الكوليسترول بالدوخة
علاقة ارتفاع الكوليسترول بالدوخة
لا توجد علاقة مباشرة بين ارتفاع الكوليسترول والشعور بالدّوخة، إذ لا يرافق ارتفاع الكوليسترول ظهور أعراض محددة، ولكن قد يرتبط الشعور بالدوخة ببعض المضاعفات الصحية التي تنتج عن ارتفاع الكوليسترول، فعند ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم يخزن الجسم الفائض من الكوليسترول على جدران الشرايين التي تنقل الدم من القلب إلى باقي أجزاء الجسم، ويترتب على تراكم الكوليسترول على جدران الشرايين تكون ما يسمى باللويحة (بالإنجليزية: Plaque)، ومع مرور الوقت قد تزداد صلابة اللويحة مما يؤدي إلى حدوث تضيق في الشرايين، ويُشار إلى أنَّ تراكم الرواسب الدهنية الكبيرة قد يؤدي إلى إغلاق الشريان بشكلٍ كامل، ويترتب على تكون اللويحات الصلبة عدد من المضاعفات الصحية قد ترتبط بشعور الشخص المعنيّ بالدوخة، نوضحها فيما يأتي:
- السكتة الدماغية: (بالإنجليزية: Stroke)، حيث في هذه الحالة يؤدي تراكم لويحات الكوليسترول على جدران الشرايين إلى نقص أو انقطاع تدفق الدم إلى أجزاء مهمة من الدماغ، وتعد من الحالات التي تستدعي الرعاية الطبية الفورية، ومن الجدير بالذكر أنَّه يتم تقسيم السكتة الدماغية إلى نوعين؛ السكتة الدماغية الإقفارية (بالإنجليزية: Ischemic stroke) حيث تحدث نتيجة تضيق الشرايين المغذية للدماغ أو انسدادها، والسكتة الدماغية النزفية (بالإنجليزية: Hemorrhagic stroke) التي تحدث نتيجة حدوث نزف في الدماغ، أما بالنسبة لأعراض السكتة الدماغية فنذكرها فيما يأتي:
- فقدان التوازن والقدرة على تنسيق الحركات بشكلٍ مفاجئ.
- حدوث الدوار المفاجئ.
- عدم القدرة على التركيز.
- الشعور بألم شديد ومفاجئ في الرأس.
- النوبة القلبية: (بالإنجليزية: Heart attack) أو ما يعرف علميًا باحتشاء عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardial infarction)، حيث إنَّ الشرايين التي تغذي القلب يحدث لها تضيق تدريجي نتيجة تراكم لويحات الكوليسترول وهو ما يُعرف بتصلّب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis)، ومن الجدير بالذكر أنَّ تصلب الشرايين يحدث بشكلٍ تدريجي بدون ملاحظة أية أعراض تدل على حدوثه، وفي نهاية الأمر قد تنفصل قطعة عن لويحة الكوليسترول، ويؤدي ذلك إلى تشكل خثرة دّموية حول اللويحة، مما قد يعيق تدفق الدم إلى القلب ويُعرف ذلك علميّاً بنقص التروية (بالإنجليزية: Ischemia)، الذي يمنع وصول المواد الغذائية والأكسجين إلى عضلة القلب، ويترتب على ذلك موت بعض خلايا العضلة القلبية نتيجة الحاجة الشديدة للأكسجين، ونتيجة لذلك تحدث النوبة القلبية التي تكون الدّوخة إحدى العلامات التي تدل على حدوثها.
- ضعف الدورة الدموية: حيث إنَّ الحالات المرتبطة بضعف الدورة الدموية مثل: اعتلال عضلة القلب (بالإنجليزية: Cardiomyopathy)، واضطراب نبض القلب أو اضطراب النظم القلبيّ (بالإنجليزية: Heart arrhythmia)، أو نوبة نقص التروية العابرة (بالإنجليزية: Transient ischemic attack)، من الممكن أن تسبب الشعور بالدّوخة نتيجة نقصان الدّم الواصل إلى الدّماغ أو الأذن الداخلية.
هل الدوخة تدل على ارتفاع الكوليسترول؟
توجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور بالدوخة مثل داء الحركة (بالإنجليزية: Motion sickness)، والتهاب الأذن الداخلية ، بالإضافة إلى أنها قد تحدث كعرضٍ جانبي لاستخدام بعض الأدوية، وكما ذكرنا سابقًا قد يحدث الشعور بالدوخة نتيجة وجود مشاكل صحية أخرى لدى الشخص المعنيَ مثل الحالات المرتبطة بالإصابة بالعدوى أو الالتهاب، ويمكن الكشف عن الأسباب المحتملة للشعور بالدّوخة من خلال مُراقبة ما يحفزها، ومدة حدوثها، والأعراض الأخرى التي ترافقها، وفي حال الشك بارتفاع الكوليسترول يُنصح بطلب إجراء تحليل الكوليسترول، حيث إنَّ الحصول على قيم مرتفعة، يدفع الطبيب لإجراء التحليل بشكلٍ متكرر بعد إجراء التدخل الطبي المناسب.
الكشف عن ارتفاع الكوليسترول
يُجرى تحليل الكوليسترول بسحب عينة دم من الشخص المعنيّ، حيث يتم من خلال العينة قياس مستوى الكوليسترول الكليّ في الدم بالإضافة إلى أنواع مُحدّدة من الدهون، وتزود نتائج هذا التحليل مقدم الرعاية الصحية بمعلوماتٍ مهمة، حيث يتضمن التحليل قياس كلٍ من:
- البروتين الدهنيّ منخفض الكثافة: (بالإنجليزية: Low-density lipoproteins) ويُعرف بالكوليسترول الضار؛ إذ يعد المُسبّب الأساسي لانسداد الشرايين.
- البروتين الدهنيّ مرتفع الكثافة: (بالإنجليزية: High-density lipoproteins) ويعرف بالكوليسترول الجيد؛ حيث يساعد على التخلّص من البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة.
- الكوليسترول الكلّي: يُمثّل إجمالي كمية الكوليسترول الموجودة في الدم، حيث يضم كلًا من البروتين الدهنيّ منخفض الكثافة والبروتين الدهنيّ مرتفع الكثافة.
- ثلاثي الغليسرايد: (بالإنجليزية: Triglycerides) يعد أحد أنواع الدهون الموجودة في الدّم، وأشارت بعض الدراسات إلى أنَّ المستويات المرتفعة من ثلاثي الغليسرايد قد يرفع فرصة الإصابة بأمراض القلب خاصّة عند النساء.
- البروتينات ذات الكثافة المنخفضة جدًا: (بالإنجليزية: Very low density lipoprotein) وهو نوع آخر من الكوليسترول الضار، حيث يرتبط ارتفاع مستوياته في الدم بتكوّن لويحة الكوليسترول على جدران الشرايين، وبما أنَّه لا يمكن قياس مستوى هذا البروتين بسهولة يُعتَمد في معظم الحالات على مستويات ثلاثي الغليسرايد لتقدير مستوياته.