علاج طبيعي للربو عند الأطفال
علاج طبيعي للربو عند الأطفال
يُعدّ الربو (Asthma) أحد الاضطرابات الصحية التي قد تصيب الأطفال، ويتم علاجه دوائيًّا وفق إرشادات الطبيب، ولكن توجد بعض التدابير المنزلية التي يمكن اتخاذها بالتزامن مع استخدام العلاج الدوائي بهدف السيطرة على الأعراض المرافقة للربو، وتتراوح التدابير والعلاجات المنزلية بين تلك التي تتضمن تحديد العوامل المحفزة للربو، وبين ما يتطلب إجراء تعديلات في نمط الحياة، ويمكن علاج الربو منزليًّا باستخدام بعض المنتجات الطبيعية، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استخدام المنتجات الطبيعية بحذر عند علاج الربو، إذ قد تكون تلك المنتجات خطيرة على بعض الأشخاص، وبناءً على ذلك فإنّ الاطلاع على مخاطر المنتجات الطبيعية يُعدّ أمرًا ضروريًا لتجنب التعرض لمخاطرها، وفي هذا المقال سنتناول أبرز المنتجات الطبيعية التي يمكن استخدامها لعلاج الربو عند الأطفال بشيءٍ من التفصيل:
العسل
يعدّ العسل أحد المنتجات الطبيعية التي يمكن استخدامها لعلاج الربو عند الأطفال لما يحمله من فوائد عديدة وفعّالة خاصّة في السيطرة على السعال المرافق للربو، ومن أبرز فوائد العسل لعلاج الربو ما يأتي:
- السيطرة على السعال من خلال زيادة إنتاج اللعاب الذي يُليّن الممرات الهوائية ويُقلل من تهيّج الحلق، وبالتالي يُخفف من السعال.
- يتميز العسل بامتلاكه خصائص مضادة للالتهاب، وقد يترتب على استخدامه تخفيف انتفاخ أو تورم الممرات الهوائية، وقد وجد أنّ العسل يساهم في تخفيف الأعراض المصاحبة لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي (Upper Respiratory Tract Infections) وليس الربو تحديدًا، إلاّ أنّه يمكن استخدامه لتشابه الأعراض بين التهابات الجهاز التنفسي العلوي والربو.
- الحفاظ على الحلق من التهيّج.
أظهرت إحدى الدراسات التي نُشرت في المجلة الأمريكية لطب الأطفال (Journal American Academy of Pediatrics) عام 2012 والتي تم إجراؤها على 300 طفل يعانون من التهاب الجهاز التنفسي العلوي وتتراوح أعمارهم بين 1-5 سنوات؛ أنّ الأطفال الذين تناولوا العسل قلّ لديهم السعال أثناء الليل مما أدى إلى تحسّن النوم لديهم، ومن الجدير بالذكر أنّه تم إجراء الدراسة من خلال إعطاء بعض الأطفال أنواع مختلفة من العسل والبعض الآخر تم إعطاؤهم علاجًا وهميًّا بهدف المقارنة.
وفي سياق الحديث نبين أنّ معظم الدراسات التي تحدثت عن دور العسل في علاج الربو اعتمدت على تناول العسل عن طريق الفم، لكن أظهرت إحدى الدراسات المخبرية التي نُشرت عام 2014 في مجلة ( BioMed Central complementary and alternative medicine) أنّ استنشاق العسل قد يساهم في تخفيف الأعراض المرافقة للربو ومع ذلك، فإنّ الفائدة المرجوة من استنشاق العسل لدى الأطفال تحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة للتحقق منها.
وعلى الرغم من الفوائد العديدة للعسل، فلا بدّ من التأكيد على أنّ العسل لا يُعطى للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة لارتباطه بالتسمم الغذائي (Botulism) الذي يهاجم الأعصاب، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الجهاز الهضمي لدى الأطفال غير ناضج بشكل كافٍ، مما يجعل البكتيريا قادرة على النمو وإنتاج السموم، مما قد يؤدي إلى إضعاف العضلات وحدوث اضطراباتٍ في التنفس، ويجدر التنويه إلى ضرورة طلب العناية الطبية الفورية في حال تعرض الطفل للتسمم.
الكركم والكركمين
يحتوي جذر الكركم ( Turmeric ) على الكركمين (Curcumin) كمادةٍ فعالة، ويعدّ الكركم أحد أنواع التوابل المستخدمة بشكلٍ شائع في جنوب آسيا، ويتمتّع الكركم بخصائص مضادة للالتهابات، وعلى الرغم من أنّ فعالية الكركم في علاج الربو تحتاج إلى المزيد من البحث، إلّا أنّ البحوث الأولية تشير إلى إمكانية استخدامه كعلاج للربو، ويمكن إضافة الكركم المطحون أو جذر الكركم الطازج إلى الأطعمة كنوع من التوابل بهدف الاستفادة من خصائصه الدوائية عن طريق امتصاص مركباته النشطة من قبل الجسم، ويُشار إلى أنّ دمج الكركم مع الفلفل الأسود يحسّن من امتصاصه، وفي سياق الحديث نبين أنّ إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة البحوث السريرية والتشخيصية ( Journal of Clinical and Diagnostic Research) عام 2014، والتي تم إجراؤها على عدد من مرضى الربو القصبي (Bronchial Asthma) الخفيف إلى المتوسط أظهرت أنّ المرضى الذين تناولوا 500 ميليغرام من الكركم يوميًّا ولمدة 30 يومًا قد أظهروا تحسنًّا في وظائف الرئة، بما في ذلك حجم الزفير القصري في الثانية الواحدة (Forced Expiratory Volume in one Second) واختصارًا FEV-1.
الثوم
يمتلك الثوم (Garlic) العديد من الفوائد الصحية، كامتلاكه خصائص مضادة للالتهاب، وهذا ما أشارت إليه الدراسة التي أُجريت عام 2013 والتي تمّ نشرها في مجلة ( Food and Chemical Toxicology)، وبشكلٍ عام يجدر التنويه إلى أنّ الأدلة على فعالية الثوم في علاج الربو أدلة غير قطعية لذلك مما يستدعي إجراء المزيد من الدراسات للتحقق من فعاليتها.
الزنجبيل
يعدّ الزنجبيل (Ginger) أحد لأعشاب التي تتميز بامتلاكها خصائص مضادة للالتهاب، إذ أظهرت إحدى الدراسات التي نُشرت عام 2013 في المجلة الأمريكية لخلية الجهاز التنفسي والبيولوجية الجزئية (American Journal of Respiratory Cell and Molecular Biology) أنّ مكملات الزنجبيل الفموية قد تساهم في التخفيف من أعراض الربو، إلاّ أنّه يجدر التنويه على أنّ الدراسة لم تُظهر تحسن وظائف الرئة نتيجة استخدام مكملات الزنجبيل.
حبة البركة
تُصنّف حبة البركة (Nigella Sativa) ضمن النباتات المزهرة، وتنشأ هذه النبتة في جنوب آسيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، ويُعتقد أنّ بذور حبة البركة والمعروفة ببذور الحبة السوداء وزيتها قد يتمتعان بخصائص مضادة للالتهاب نتيجة احتوائهما على العنصر النشط من مادة الثيموكينون (Thymoquinone)، إذ أظهرت إحدى الدراسات التي نُشرت عام 2010 في مجلة ( Phytomedicine) أنّ مستخلص حبة البركة قد يساهم في تحسين وظائف الرئة وفتح الممرات الهوائية لدى المصابين بالربو، إلاّ أنّه عند مقارنة نتائج مستخلص حبة البركة بدواء الثيوفيلين (Theophylline) المُستخدم في الدراسة تبيّن أنّ مستخلص حبة البركة لم يكن فعّالًا مثل دواء الثيوفيلين مما يعني أنّ هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لاكتشاف تأثير الحبة السوداء على الربو، ومعرفة الجرعة الفعالة، والبحث عن وجود أي آثار ضارة لاستخدامها.
اللبان الهندي
يعدّ اللبان الهندي (Boswellia) أحد الأعشاب التي يمكن استخدامها في علاج الربو، إذ تُشير الدراسات الأولية أنّ اللبان الهندي يمنع تكوين المركبات التي تُسبب تضيُّق المجاري التنفسية والمعروفة باسم الليكوترينات (Leukotrienes)، إذ تمّ إجراء دراسة استهدفت 40 شخصًا يعانون من الربو، وتمّ إعطاؤهم مستخلص اللبان الهندي 3 مرات يوميًّا لمدة ستة أسابيع، وبعد مرور الأسابيع الستة تبيّن أنّ 70% من الأشخاص تحسنت لديهم أعراض صعوبة التنفس وقلّت نوبات الربو لديهم ونُشرت هذه الدراسة عام 2011 في مجلة ( Indian Journal of Pharmaceutical Sciences) .
ويتوفر مستخلص اللبان الهندي على شكل حبوب تحتوي على 60% من أحماض البوسوليك ( Boswellic acids) ، وعلى الرغم من أنّ الجرعة الآمنة أو الفعّالة غير واضحة، إلّا أنّه لا يفضّل استخدام مستخلص اللبان الهندي لأكثر من 8-12 أسبوعًا إلاّ في حال أوصى الطبيب بذلك، كما أنّ احتمالية وجود تفاعل دوائي بين اللبان الهندي و علاجات الربو الأخرى غير واضحة، وفيما يتعلّق بالآثار الجانبية فقد تشمل اضطراب الجهاز الهضمي، والغثيان، والارتداد المريئي أو الإسهال.
الأحماض الدهنية أوميغا- 3
يعدّ حمض الأراكيدونيك (Arachidonic Acid) أحد الدهون الأساسية المُسببة للالتهاب، ويتوفر هذا الحمض في أنواع متعددة من الأطعمة مثل صفار البيض واللحوم، ويُعتقد أنّ تناول كميات أقل من هذه الأطعمة يُقلل من أعراض الالتهاب والربو، إذ أظهرت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة البحوث المتقدمة عام 2018 (Journal of Advanced Research) والتي أُجريت على 524 طفلًا أنّ الربو مرض منتشر بشكل أكبر بين الأطفال الذين لديهم مستويات عالية من حمض الأراكيدونيك، وبالإضافة إلى الحصول على الحمض من مصادره الخارجية، فإنّ الجسم يقوم بإنتاجه بشكلٍ طبيعي، ولتقليل مستويات حمض الأراكيدونيك يمكن زيادة تناول أنواع أخرى من الأحماض الدهنية المفيدة مثل تلك الموجودة في الأسماك، أو زيت السمك، أو زيت زهرة الربيع المسائية (Evening Primrose oil).
وصفات طبيعية لعلاج الربو
يمكن علاج الربو باستخدام وصفات طبيعية تعتمد على استخدام المنتجات الطبيعية السابقة، وفيما يأتي بيان أبرز الوصفات المستخدمة:
طرق إعداد العسل
لعلاج الربو باستخدام العسل كمنتج طبيعي، يمكن اعتماد أيّ من الطرق الآتية:
- العسل والماء الساخن: يتم تحضير مزيج من العسل والماء الساخن عن طريق مزج معلقة صغيرة من العسل مع ما يقارب 250 مليليتر من الماء الساخن، وشرب المزيج مرتين أو ثلاث مرات يوميًّا، مع ضرورة الحرص على عدم تسخين الماء بشكل مبالغ فيه.
- العسل والقرفة: يمكن تحضير خليط العسل والقرفة عن طريق خلط نصف ملعقة صغيرة من مسحوق القرفة مع ملعقة صغيرة من العسل وتناول الخليط قبل النوم مباشرة، إذ يساعد ذلك على إزالة البلغم العالق في الحلق ويساهم في تعزيز جهاز المناعة.
- العسل والليمون: يمكن تحضير وصفة العسل والليمون عن طريق عصر نصف ليمونة في كوب من الماء الدافئ، ومن ثمّ إضافة ملعقة صغيرة من العسل وشرب المزيج؛ إذ يساعد هذا المزيج على التخلص من المخاط ويساهم في تعزيز جهاز المناعة نتيجة احتواء الليمون على مواد مضادة للأكسدة.
طرق إعداد الكركم
يمكن إضافة الكركم إلى النظام الغذائي اليومي بهدف علاج الربو، باستخدام إحدى الوصفات الآتية:
- شاي الكركم: يُحضّر شاي الكركم بإضافة ملعقة صغيرة من الكركم إلى أربعة أكواب من الماء المغلي، ويُترك المزيج على نار هادئة لمدة 10 دقائق، ويمكن إضافة النكهات التي قد يكون لها فوائد في علاج الربو إلى شاي الكركم، كإضافة الزنجبيل المفروم، أو القليل من القرفة، أو العسل، أو الليمون.
- شاي الكركم والحليب: يُفضّل بعض الأشخاص تناول الحليب مع الشاي، ولإعداد هذه الوصفة يتمّ خفق كوب من الحليب غير المحلى، وعود قرفة، وقطعة صغيرة من الزنجبيل، وبعض شرائح جذر الكركم غير المقشر، وملعقة كبيرة من العسل، وملعقة كبيرة من زيت جوز الهند، وقليلًا من حب الفلفل، وكوب من الماء، وبعد خفق المكونات يتمّ وضعها في قدر على النار حتى تغلي، ومن ثمّ يتم تصفية المزيج وتقديمه بعد تزيينه.
- حساء الدجاج: يمكن إضافة الكركم كنوع من التوابل إلى حساء الدجاج بهدف الاستفادة من خصائص الكركم العلاجية.
طرق إعداد الزنجبيل
يمكن الاستفادة من خصائص الزنجبيل العلاجية عن طريق تحضير شاي الزنجبيل، وذلك باتباع الخطوات الآتية:
- تقشير جذر صغير من الزنجبيل وبرشه.
- نقع الزنجبيل المبروش في كوب من الماء المغلي.
- ترك الزنجبيل في الماء لمدة 10-20 دقيقة.
- تصفية الزنجبيل وشرب شاي الزنجبيل، علمًا أنّه يمكن إضافة القرفة، أو الليمون، أو العسل إلى الشاي.
طرق إعداد حبة البركة
توجد العديد من الوصفات والطرق التي يمكن من خلالها الاستفادة من خصائص حبة البركة لعلاج الربو، وفيما يأتي بيان بعضها:
- تحميص كمية قليلة من حبة البركة ومن ثم طحنها أو استخدامها بالكامل وإضافتها كنوع من المنكّهات إلى الأطباق المختلفة مثل المخبوزات.
- تناول البذور نيئة أو خلطها بالماء أو العسل.
- خلط البذور مع دقيق الشوفان أو لبن الزبادي.
ملخص المقال
يعدّ العلاج باستخدام المنتجات الطبيعية أحد أنواع العلاجات التي يمكن استخدامها لعلاج الربو عند الأطفال، فبالإضافة إلى الأدوية التي تُعطى وفق إرشادات الطبيب، يمكن تحضير بعض الوصفات المحتوية على المنتجات الطبيعية مثل العسل والزنجبيل والكركم منزليًّا، وعلى الرغم من أنّ استخدام هذه الوصفات ممكن وشائع، إلّا أنّ العديد منها يحتاج إلى المزيد من الدراسات والأبحاث لتأكيد فعاليتها، ويجب استخدامها بحذر وبعد استشارة الطبيب مع مراعاة عمر الطفل.
فيديو علاج الربو بالأعشاب
قد يكون التنفس صعباً إن لم يتم علاج هذا المرض: