علاج تمزق الأربطة
علاج تمزق الأربطة
تعتمد الخطة العلاجية لتمزّق الأربطة (بالإنجليزية: Ligament tear) على مكان التمزّق، وشدة الإصابة، وقدرة الشخص على تحملِ طريقة العلاج؛ ففي حال حدوث تمزّقٍ خفيف في الرباط، مثل التواء بسيط في الكاحل، فتتم معالجة هذه الحالة في المنزل، وغالبًا ما يوصي أطباء العظام اتباع بروتوكول RICE الذي سنأتي على بيانه أدناه، ولكن في حال التعرض للتمّزقات الشديدة تجدر مراجعة الطبيب والذي بدوره سيُجري بعض الاختبارات لتشخيص الإصابة وتقديم العلاج المناسب؛ فقد تحتاج بعض حالات التمزّق إلى وضع جبيرة أو استعمال العكازات، وقد تحتاج حالاتٌ أخرى إلى إجراء عملية جراحية لإصلاح الرباط الممزق، علمًا أنَّ بعض الحالات تحتاج بعد الجراحة أو التثبيت إلى العلاج الطبيعيّ (بالإنجليزية: Physical therapy) وإعادة التأهيل (بالإنجليزية: Rehabilitation)؛ بهدف إعادة الأربطة إلى حالتها السابقة، وفيما يأتي نوضح بعض الطرق العلاجية المستخدمة في علاج تمزّق الأربطة:
بروتوكول R.I.C.E
يتضمن البروتوكول العلاجيّ الأوليّ لإصابة الأربطة: الرَّاحة، والثَّلج، والضَّغط، والرَّفع والتي يتم اختصارها بكلمة RICE، علمًا أنّه يجب اتباع البروتوكول في أقرب وقت ممكنٍ من التعرض للإصابة، بهدف تخفيف الألم والتورم، وتعزيز عملية الشفاء وإعادة المرونة للأربطة، وفيما يأتي توضيح إجراءات البروتوكول:
- الرَّاحة (بالإنجليزية: Rest): وذلك من خلال أخذ قسطٍ من الراحة أو التوقف عن القيام بالأنشطة البدنية التي تسبب الألم؛ بهدف حماية المنطقة المصابة وتقليل الشعور بالألم.
- الثَّلج (بالإنجليزية: Ice): وذلك من خلال وضع كيس من الثلج على المنطقة المصابة بشكل فوريّ؛ حيث يخفف الثلج الألم والتورم، ويتم وضع كيس الثلج لمدة 10 إلى 20 دقيقة، لثلاث مراتٍ أو أكثر في اليوم، ولكن في حال مرور 48 إلى 72 ساعة واختفاء التورم وبقاء الألم، فيُنصح باستخدم الكمادات الدافئة على المنطقة المصابة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة عدم وضع الكمادات الباردة أو الدافئة على الجلد بشكلٍ مباشر، إذ يتم وضع منشفة فوق الكمادات الباردة أو الدافئة قبل وضعها على المنطقة المصابة.
- الضَّغط (بالإنجليزية: Compression): وذلك من خلال لف المنطقة المصابة أو المؤلمة بضمادة مرنة بدون إحكامها بشدة بهدف تقليل التورُّم، وقد تظهر بعض العلامات التي تدل على أن الضمادة ضيقة للغاية مثل ظهور المزيد من التورم أسفل المنطقة المصابة، أو الإحساس بالتنميل، أو الوخز، أو زيادة الألم، أو البرودة، وفي حال الحاجة إلى استخدام الرباط الضاغط لمدة تزيد عن 48-72 ساعة، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشكلة أكثر خطورة لذلك تجب مراجعة الطبيب في هذه الحالة.
- الرَفع (بالإنجليزية: Elevation): ويتم ذلك من خلال رفع الجزء المصاب على وسائد أثناء وضع الكمادات الباردة، وخلال وقت الراحة، مع إبقاء المنطقة المصابة عند مستوى القلب أو فوقه للتقليل من التورُّم.
الأدوية
يمكن أخذ بعض الأدوية لتخفيف الألم والتورُّم سواء كانت هذه الأدوية بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية، ومن الأمثلة على هذه الأدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصارًا NSAIDs، مثل الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، أو النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، وفي حال وجود أيّ استفسارٍ أو الشعور بالحاجة لأخذ هذه الأدوية بعد مرور 7-10 أيام من الإصابة، فتجدر استشارة الطبيب أو الصيدلانيّ، وكذلك تجدر استشارة الطبيب قبل أخذ أي دواء في حال المعاناة من مشاكل صحية أخرى.
إعادة التأهيل
بعد زوال الألم والتورم قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بإعادة التأهيل عن طريق القيام ببعض التمارين المنزلية أو عن طريق العلاج الطبيعيّ ، بهدف استعادة وظيفة الرباط والمفصل، إذ يقوم المعالج في العادة باستخدام مجموعة من التقنيات، مثل استخدام معدات التمرين كالدراجات وآلات المشي، أو المعالجة بالحرارة أو البرودة، أو قد يتم استخدام حمام الدوامة (بالإنجليزية: Whirlpool bath) أو ما يُعرف بحمام الجاكوزي، أو قد يتم اللجوء إلى التحفيز الكهربائيّ، أو الموجات فوق الصوتية، أو من خلال تدليك الجزء المصاب، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يوصي المعالج بممارسة بعض التمارين المنزلية إلى جانب جلسات العلاج الطبيعيّ، وذلك بهدف تقليل الشعور بالألم في الجزء المصاب، وتحسين مدى حركة الأربطة ومرونتها، والتعافي بشكلٍ أسرع وأكثر أمانًا.
الجراحة
قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة لعلاج تمزق الأربطة، وعلى الرغم من وجود بعض الاستثناءات، إلاّ أنَّ معظم حالات تمزق الرباط الجانبيّ (بالإنجليزية: Collateral ligament tears)؛ والتي تتضمن الرباط الجانبي الوحشيّ (بالإنجليزية: Lateral collateral ligament) واختصارًا LCL، والرباط الجانبي الأنسي (بالإنجليزية: Medial collateral ligament) واختصارًا MCL، لا تحتاج إلى إجراء العمليات الجراحية، إلّا أنَّ الطبيب قد يوصي بإجراء العمليات الجراحية في الحالات الآتية:
- تمزق أو شد الرباط الصليبي (بالإنجليزية: Cruciate ligament) بالكامل، ويتضمن ذلك الرباط الصليبي الأمامي (بالإنجليزية: Anterior cruciate ligament) واختصارًا ACL، والرباط الصليبي الخلفي (بالإنجليزية: Posterior cruciate ligament) واختصارًا PCL، فإنّ الخيار الوحيد في هذه الحالة هو جراحة الركبة الترميمية (بالإنجليزية: Reconstructive knee surgery).
- أنّ يكون الشخص المصاب رياضيًا ويرغب بالاستمرار في ممارسة الرياضة ، خاصةً إذا كانت الرياضة تتضمن القفز أو الدوران حول المحور.
- أنّ تسبب الإصابة التواء الركبة أثناء القيام بالأنشطة اليومية.
- أنّ تحدث الإصابة في أكثر من رباط من أربطة الركبة، أو في الغضروف المفصلي للركبة.
وتُجرى العمليات الجراحية من خلال إزالة الرباط التالف والاستعاضة عنه بجزء من وترٍ سليم، ويسمى النسيج البديل بالطعم، لذلك قد يتم استخدام جزء من وتر الركبة أو وتر المأبض لتثبيت مفصل الركبة، وقد يكون الطعم من الشخص نفسه وفي هذه الحالة يُعرف بالطعم الذاتي (بالإنجليزية: Autograft)، أو من متبرع بالأعضاء وفي هذه الحالة يُعرف بالطعم الخيفيّ (بالإنجليزية: Allograft).
كم من الوقت يحتاج تمزق الأربطة للشفاء؟
يعتمد وقت شفاء تمزق الأربطة على شدة الإصابة، ومن الجدير بالذكر وجود اختلاف في معدل الشفاء بين الأشخاص، ولكن في معظم الحالات قد يساعد العلاج الطبيعيّ في زيادة سرعة الشفاء والحد من حدوث المضاعفات، وبشكلٍ عام يجب عدم عودة الشخص إلى نشاطه البدنيّ الطبيعيّ حتى حدوث الأمور الآتية:
- موافقة الطبيب على العودة للنشاط البدني القديم.
- اختفاء التورم.
- عدم الشعور بألم في العضو عند المشي، أو الركض، أو القفز.
- إمكانية ثني وتحريك العضو بالكامل دون الشعور بالألم.
- عودة العضو المصاب إلى نفس قوته الطبيعية السابقة.
أشياء يجب تجنبها
يجب تجنب القيام بعدة أمور لمدة ثلاثة أيام بعد التعرض للإصابة، ومن هذه الأمور والتي من الممكن أن تزيد الوضع سوءًا ما يأتي:
- التعرض للحرارة: حيث يؤدي التعرض للحرارة مثل الاستحمام بالماء الساخن، أو استخدام الكمادات الحرارية، إلى زيادة تدفق الدم مما قد يزيد من الالتهاب، ولكن بعد ما يقارب ثلاثة أيام من التعرض للإصابة تقل فرصة حدوث الالتهاب وقد يكون استخدام الكمادات الدافئة آنذاك مهدئًا ويقلل الشعور بالألم.
- الجري: حيث يؤدي الجري أو القيام بأي شكل من أشكال التمارين الرياضية الأخرى إلى التسبب بمزيدٍ من الضرر.
- التدليك: حيث قد يؤدي التدليك إلى زيادة حدوث النزيف وتورُّم العضو المصاب، ولكن في أغلب الحالات قد يكون التدليك اللطيف مهدئًا بعد حوالي ثلاثة أيام من التعرض للإصابة.
دواعي مراجعة الطبيب
على الرغم من أنَّ بعض حالات تمزق الأربطة تكون خفيفة نسبيًا، إلّا أنّه يجب عدم الاستخفاف بها، وتجدر مراجعة الطبيب على الفور في حال عدم تحسن أو اختفاء الألم والتورم خلال يوم إلى ثلاثة أيام، أو في حال عدم القدرة على تحمل أي وزن على الجزء المصاب من الجسم، أو في حال ازدياد الأعراض سوءاً.