عظماء خدموا الإسلام
عظماء خدموا الإسلام سياسيًا
برز الكثير من العُظماء في أُمّة الإسلام، والذين كان لهم الفضل الكبير في خدمته والرفع من شأنه على جميع الأصعدة، وعلى رأسهم الخُلفاء الراشدون الأربعة، والتابعين، وغير ذلك من أهل والفضل، وسنذكر في هذا المقال بعضاً منهم، وفيما يأتي بيانُ ذلك:
أبو بكر الصديق
أبو بكرٍ الصديق -رضي الله عنه-، صاحبُ النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- قبل النبوّة وبعدها، وهو الشخص الذي اختاره الله -تعالى- ليكون رفيقَ النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في الهجرة، فهو أول من أسلم وحمل على عاتقه جانب الدعوة، وهو أفضل البشر بعد الأنبياء -عليهم السلام-.
كان الدور السياسي لأبي بكر هو حفاظه على الدين من الضياع، بأن حارب المرتدين، وحفظ للدولة الإسلامية هيبتها، بأن أنفذ بعث أسامة في الحدود الشمالية مما جعل أعداء الإسلام يشعرون بهيبته وأنه لم ينتهي بوفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العُزّى، ويجتمع نسبه مع النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في كعب بن لؤي، ويُكنّى بأبي حفص، ويُلقب بالفاروق؛ لأنّ الله -تعالى- فرّق به بين الحق والباطل، وكان إسلامهُ سبباً في عزة الإسلام والمُسلمين، ولما تولّى الخلافة بعد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- نشر العدل والمُساواة في الأرض.
وأقرّ الحُريات، ولما توسّعت الدولة الإسلاميّة في عهده؛ فقسمها إلى أقاليم مُتعددة؛ ليسهل عليه حُكمها، والإشراف على مواردها؛ الأمر الذي ساعده على التوسُّع في مؤسسات الدولة.
هارون الرشيد
هارون الرشيد ، هو أحد خلفاء الدولة العباسية الذين بلغت الدولة الإسلامية في زمانهم أوج قوتها، فأصبحت أوسع انتشارًا، وأكثر رفاهًا، وذلك بفضل ما قام به من إخماد الثورات الداخلية، ودعم الفتوحات، حتى أنه أثر عن هارون الرشيد قوله لسحابة مرت من فوقه: (أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك).
صلاح الدين الأيوبي
يعد صلاح الدين أهم القادة على مر التاريخ الإسلامي إذ قام بتوحيد الدولة الإسلامية بعد التشرذم الذي أصابها في نهايات الدولة العباسية والدولة الفاطمية، فعمل على توحيدها، وتوجيه جميع قوات الأمة لتحرير بيت المقدس بعد وقع في يد الصليبيين مدة مئة عام.
عظماء خدموا الإسلام جهاديًا
إنّ للجهاد مراتبٌ عديدة، منها: جهاد النّفس، والشيطان، وجهاد أعداء الإسلام، وكان لعددٍ من المُسلمين الفضل الكبير في خدمة الإسلام من الناحية الجهاديّة، وسنقوم في هذه الفقرة بعض العُظماء الذين قاموا بذلك، وبيانُ ذلك كما يأتي:
خالد بن الوليد
هو خالد بن الوليد من بني مخزوم، وهو من أبرز الشخصيات الذين خدموا الإسلام من الناحيّة الجهاديّة، ولُقب بسيف الله المسلول، وتعلّم الفُروسيّة والقتال من أبيه وهو صغير، ومع أنّه أسلم مُتأخراً إلا أنّه بعد الإسلام قد شارك في جميع الغزوات والمعارك.
وانضمّ إلى صُفوف الثورات الإسلاميّة، وكان سبباً في نصر المُسلمين في غزوة مؤتة، بعد انسحابه بجيش المُسلمين، كما شارك في حُروب الرِّدة بعد وفاة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وشارك في فتح العراق وبلاد الشام، وفي معركة اليرموك.
عمر المختار
هو عُمر بن المُختار، ويُلقّب بأسد الصحراء، وخرج إلى الصحراء ليتعلم الفُروسية، حتى أصبح بعدها من الفُرسان المعدودين، فجاهد مع مُسلمي تشاد ضد الفرنسيين الغُزاة، ولقّنهم درساً في فُنون القتال العربيّ الأصيل.
ثُمّ قام بالجهاد ضد الإيطاليين الذين قاموا باحتلال ليبيا، وقام بتنظيم صُفوف المُجاهدين، حتى انتشر اسمه بين الإيطاليين، ونشروا عنه في الصُحف في روما، وتغيّرت بسبب غاراته على الإيطاليين أربعُ حُكومات من غير أن يستطيعوا القضاء عليه.
عظماء خدموا الإسلام دينيًا
كان لكثير من المُسلمين الفضل الكبير في الدعوة إلى الإسلام، وتبليغ الناس العقيدة والشريعة والأخلاق، وجذبهم إليه، ومن هؤلاء الذين خدموا الدعوة والدين ما يأتي:
أبو هريرة
هو عبد الرحمن بن صخر من ولد ثعلبة بن سليم بن دوس اليمانيّ، لازم النبي -صلى الله عليه وسلم- ينقطع عن مُجالسته، الأمر الذي اكسبه التعرف على الكثير من سُنته، وكيفية تطبيقها، وأرسله النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- إلى البحرين إماماً ومؤذناً، وكان شديد الحرص على تعلُّم الحديث والعلم، وكان كثير الرواية والسماع للحديث؛ فهو أعلم الناس بحديث رسول الله.
أحمد ديدات
كان للشيخ أحمد ديدات الفضل الكبير في الدفاع عن الإسلام، ورد الشُّبهات التي يُثيرها أعداء الإسلام عنه، كما كان يقوم بالرد على المُلحدين وأصحاب الديانات الأخرى، ويكشف أباطيلهم وزيغهم، وضرب بسهمٍ كبيرفي باب الاعتقاد.
واشتهر بالمناظرات التي كان يشارك فيها، إذ كان يستمع لاستفسارات الناس، والشبهات التي تراودهم عنه ويرد عليها من حفظه ارتجالًا، وقد ساهمت هذه المناظرات بدخول أعداد كبيرة ممن كانت تمنعهم الشبهات من الدخول في الإسلام.
الإمام الشافعي
يعد الإمام الشافعي أحد أهم علماء الإسلام، الذين خدموا الدين بإرساء قواعده، وتدوين فقهه، وجمع المدارس التي تنازعت على المنهج الوسطي، ونصر السنة النبوية حتى لقب بناصر السنة، وله يعود أحد المذاهب الإسلاميّة المُعتمدة، وهو المذهب الشافعيّ.
علماء خدموا الإسلام علميًا
يُعدُّ العلم من أهم مُقومات النجاح في الدعوة، وذكر الإمام البخاريّ في صحيحه باباً واسماه: العلم قبل القول والعمل، ولذلك أمر الله -تعالى- نبيه -عليه الصلاةُ والسلام- بالتعلّم قبل العمل، بقوله: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الله وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالله يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ).
وإنّ العُلوم تُقسم إلى عدّة أنواع؛ كالعُلوم الدينيّة، وعلم التوحيد، والفنى، وعُلوم القُرآن، وكذلك العلوم الدُنيويّة، وسوف نذكُر في هذه الفقرة بعض العُظماء الذين خدموا الإسلام من الناحيّة العلميّة، ومنهم ما يأتي:
ابن خلدون
هو العلّامة ابن خلدون عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرميّ، ولد في تونس في العام ثلاثُ مئة واثنين وثلاثين من الميلاد، وتلّقى العلم على يد العُلماء في الأندلُس، ويُعدّ أحد العُلماء المغاربة، ومن إنجازته العلميّة؛ شرح البُردة، وقام بتلخيص العديد من كُتب ابن رشد.
وعلّق بعض التعليقات في المنطق، ولخّص كتاب المحصول للإمام فخر الدين الرازي، وألف كتاباً في الحساب، وشرع في شرح الرجز الصادر، واهتم بعلم أصول الفقه، وألف كتاباً واشتهر بمقدمة ابن خلدون.
أبو بكر الرازي
هو مُحمد بن زكريا الرازيّ، من العُظماء في مجال الطب، كما اشتهر بالفلسفة والكيمياء، وألف العديد من الكُتب في مجال الطب؛ ككتاب الحاوي في الطب، والطب المنصوريّ، والفُصول في الطب، والطب المُلوكي، وغير ذلك الكثير من الكُتب في الطب.