عجائب سورة الإخلاص
عجائب سورة الإخلاص
إن سورة الإخلاص رغم قِصَرِها إلا أنها سورة ذات شأن عظيم، ولكوننا نتكلم عن سورة من القرآن الكريم فلا يسعنا أن نجتهد في الكلام عن عجائبها وفضائلها، إنما نكتفي بما ورد من الأحاديث الصحيحة حول ذلك، وقد وصلنا في فضلها أحاديث وآثار كثيرة، منها ما هو موضوع أو منكر، وهذا ما نستبعد ذكره، ومنها ما هو صحيح أو حسن، ونذكر منها:
- ثبت عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: (سمع رجلٌ رجلاً قام يقرأ من السَحَر "قُلْ هو الله أحد" لا يزيد عليها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له -وكأن الرجل يتقالها-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وَاَّلذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ).
والمعنى في أنها تعدل ثلث القرآن ؛ قيل: إن ذلك من حيث الأجر، وقيل: لكون القرآن اشتمل على ثلاثة أمور:
- التوحيد .
- الأحكام.
- القصص والأخبار.
وهي تعدل ثلثه لأنها اشتملت على أساسات وأصول قسم من هذه الثلاثة؛ وهو قسم التوحيد، فقررت السورة نفي الشريك والند، والكفؤ عن الله -تعالى-، والإقرار بوحدانيته -سبحانه-، وتنزيهه عن الوالد والولد، ولذلك وازنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بثلث القرآن، وقد قيل في معنى ذلك الكثير من الأقوال.
- روي عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قرأ "قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ" حتى يختمَها عشرَ مراتٍ بنى اللهُ له قصرًا في الجنَّةِ، ومن قرأها عشرين مرةً بني له قصرانِ، ومن قرأها ثلاثينَ مرَّةً بُنِيَ له ثلاث).
سورة الإخلاص
سورة الإخلاص سورة عظيمة مباركة، من السور المكيّة ، عدد آياتها أربع آيات، وكلماتها خمس عشرة كلمة، وحروفها ستة وستون حرفاً، وترتيبها في المصحف (112).
وأنزلها ربُّنا -تبارك وتعالى- ليثبت ويؤكد على أنه الإله الواحد الأحد، الفرد الصمد ، الذي ليس له كفؤ، ولا شبيه ولا ندّ ولا مثيل، وليس له والدٌ ولا ولد، لا إله إلا هو، وقد جُبل الناس على حبها وحفظها وكثرة تلاوتها، وجعلوها من أوائل السور التي يحفظونها لأطفالهم بعد الفاتحة.
أسماء لسورة الإخلاص
سمّيت السورة بأكثر من اسم، وقد أوصلها بعض العلماء إلى عشرين اسم، ولكلٍّ من هذه الأسماء دليلٌ أو سبب للتسمية به، ومن هذه الأسماء ما يأتي:
- قل هو الله أحد.
- الصمد.
- الواحد الصمد.
- التوحيد.
- الأساس.
فضائل سورة الإخلاص
من فضائل هذه السورة أن حبها والمداومة على تلاوتها سبب لفوز صاحبها برضا الله وحبّه، و دخول الجنة ، وبيان ذلك كما يأتي:
- عن أنسِ بنِ مالِكٍ قال: (أنَّ رجلًا كانَ يلزَمُ قراءةَ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد" في الصَّلاةِ في كلِّ سورةٍ وَهوَ يؤمُّ أصحابَهُ، فَقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّه عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ-: ما يُلزِمُكَ هذِهِ السُّورةَ؟ قالَ: إنِّي أحبُّها، قالَ: حبُّها أدخلَكَ الجنَّةَ).
- حديث أمّنا عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بَعَثَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وكانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بـ"قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ"، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ: سَلُوهُ لأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟، فَسَأَلُوهُ، فَقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ بهَا، فَقالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ).