ظهور الدولة الإسلامية
الدولة الإسلامية
يطلق مصطلح الدولة الإسلامية على الدولة التي أسسها المسلمون وكانت مرجعيتها ودستورها كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، والتي اضطلعت بدورها في الدفاع عن حدود الدولة الإسلامية، ونشر الإسلام في ربوع المعمورة، وتطبيق شريعة الله في الأرض، واتسعت رقعة الدولة الإسلامية، وامتدت حتى وصلت إلى حدود الصين شرقاً، وجنوب فرنسا شمالاً، كما شملت أجزاء واسعة من بلاد أفريقيا.
ظهور الدولة الإسلامية
بداية ظهور الدولة الإسلامية
ظل النبي عليه الصلاة والسلام ثلاث عشرة سنة في مكة المكرمة يدعو الناس إلى توحيد الله تعالى وعبادته، وترك الشرك والضلالات، وذلك بهدف تأسيس دولة الإسلام الأولى التي ستكون عنوان التمكين للرسالة المحمدية بعد سنوات البذل والعطاء، وكانت بشائر النبوة بفتح فارس وبلاد الروم في غزوة الأحزاب تجلي عن المسلمين كثيراً من قلقهم ومخاوفهم.
عندما أذن الله لنبيه بالهجرة إلى المدينة المنورة، وصل إليها وهو يحمل مشروع الدولة الإسلامية الأولى التي سيكون على عاتقها مهمات كثيرة في نشر الدعوة في ربوع المعمورة، وبدأ عليه الصلاة والسلام بعقد المعاهدات، وإرساء مبدأ الأخوة بين المسلمين حتى تشكلت نواة الدولة الإسلامية الأولى التي كان أول ظهور لها في المدينة المنورة.
حينما انتقل النبي عليه الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى في السنة الحادية عشر للهجرة الموافق لسنة 632م بعد أن أرسى ركائز الدولة الإسلامية، تداعى المسلمون بعد وفاته عليه الصلاة والسلام إلى الاجتماع في سقيفة بني ساعدة حيث اجتمعوا على شخص الصديق أبي بكر رضي الله عنه ليكون أول خليفة مسلم يخلف رسول الله في قيادة المسلمين.
الخلافة الراشدية
باختيار الصديق رضي الله عنه بدأت حقبة الدولة الإسلامية الأولى التي سميت بدولة الخلافة الراشدة، وذلك سنة 11هـ، وتعاقب على حكم المسلمين فيها أربعة خلفاء؛ وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم جميعاً، وتميزت تلك الدولة بسياستها الراشدة التي كانت مرجعيتها الكتاب والسنة، كما حفلت بالفتوحات الإسلامية التي أوصلت الإسلام إلى كثيرٍ من الأمصار والشعوب شرقاً وغرباً، ففتحت العراق والشام وفارس ومصر وبيت المقدس، وقد استمرت تلك الدولة ما يقارب ثلاثون عاما حيث انتهت سنة 41 للهجرة .
الدولة الأموية
ثم جاءت الدولة الأموية التي تأسست سنة 41هـ، وعلى الرغم من أن هذه الدولة اختلفت عن دولة الراشدين في شكل الحكم وأسلوبه، إلا أنها ظلت محافظة على مرجعيتها الإسلامية في نشر الإسلام، وإقامة الحدود، وتطبيق شريعة الله في الأرض، وانتهت تلك الدولة سنة 132هـ بعد أن وصلت فتوحاتها إلى حدود الصين وبلاد الأندلس في أوروبا.
الدولة العباسية
جاءت دولة العباسيين في سنة 132هـ، وكانت شكلاً آخر للدولة الإسلامية الحريصة على نشر الإسلام، وتضمنت فترة دولة العباسيين انفصال عدد من الدول والإمارات عنها؛ مثل: دولة الأدارسة، والموحدين، والمرابطين في أفريقيا، ودولة الفاطميين في مصر، والزنكيين والحمدانيين في الشام، والبويهين في فارس، وانتهت تلك الدولة سنة 1250م.
دولة المماليك والدولة العثمانية
جاءت دولة المماليك التي استمرت لما يقارب 250 سنة قبل أن يأتي العثمانيون في سنة 1517م ويضموا إلى دولتهم الفتية بلاد الشام ومصر، واستمرت الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية إلى سنة 1923م، حيث انتهت بقرار إلغاء الخلافة، وإعلان قيام الجمهورية التركية على يد مصطفى أتاتورك.