طريقة الزراعة في المنزل
الزراعة في المنزل
تُعدّ الزراعة في المنزل إحدى الممارسات التي تعود على الفرد بالعديد من الفوائد؛ حيث تؤدي رعاية النباتات والتّفاعل معها إلى تحسين الحالة المزاجية وصحة العقل، كما أن العمل في الحديقة المنزلية عبارة عن ممارسة للتمارين الرياضية متوسطة الشدة؛ إذ تحرق سعرات حرارية أكثر من رياضة المشي، وبهذا تؤدي بدورها إلى السيطرة على بعض الأمراض والوقاية منها، بالإضافة إلى ذلك فإن البستنة تخفّف التوتر، وتُساعد كثيراً على تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق، كما تساهم البستنة في تطوير عادة تناول الخضار والفاكهة باستمرار؛ خاصّةً لدى الأطفال.
ومن الجدير بالذكر أيضاً، أن أفضل أنواع الخضروات والفواكه تلك التي تتم زراعتها في حديقة المنزل؛ وذلك لضمان جودتها وخُلوّها من المُبيدات الحشرية، وإمكانية استخدام الأسمدة العضوية بدلاً من الأسمدة الكيماوية، مما يساعد على إنتاج محاصيل صحيّة موثوقة المصدر، وللزراعة في حديقة المنزل أسُس تجب مُراعاتها لإنجاح عملية الزراعة والحصول على محصول جيد؛ مثل: اختيار التوقيت المُناسب للزراعة، بحيث لا يكون الجو بارداً جداً فيقتل الصقيع الشتلات وهي صغيرة، بل يجب أن يكون الجو دافئاً ملائماً لتنبت البذور، ولذلك يُعدّ فصل الربيع ملائماً للزراعة، كما يُمكن تحضير الشتلات وزراعتها في أُصصٍ داخل المنزل قبل قدوم موسم زراعتها في الخارج؛ بهدف توفير الوقت والمال.
زراعة الخضروات في حديقة المنزل
تجهيز الحديقة للزراعة
في البداية يجب تحديد الأنواع التي يرغب الشخص بزراعتها وفقاً لعدد من المعايير المهمة، وفيما يأتي بعض هذه المعايير:
- يجب أن تكون الأنواع التي ستتم زراعتها مناسبة للموسم الزراعي، والفصل من السنة؛ سواء أكان فصل شتوياً أو صيفياً.
- يجب اختيار أنواع يمكن قطافها والاستفادة من إنتاجها في أوقات مختلفة؛ وذلك حتى يكون هناك حصاد طوال موسم الصيف، بدلاً من جني الثمار في الوقت نفسه.
- يجب الأخد بعين الاعتبار مناسبة المزروعات لمُناخ المنطقة، ونوعية التربة.
ومن الجدير بالذكر بأنه من الضروري إجراء دراسة للأرض المُراد زراعتها والتأكدّ من أن تكون مُستوية، وذات تربة جيدة وخالية من الصخور التي قد تُعيق عملية الزراعة، كما يجب أن تتميز الأرض بتصريفها الجيد للمياه، وأن تكون مُعرّضة بشكل جيد لأشعة الشمس مُعظم الوقت.
تحضير الشتلات والبذور للزراعة
بعد تحديد المنطقة التي تنطبق عليها شروط الزراعة، يتم تحضير الشتلات أو البذور المُراد زراعتها، وتُفضّل زراعة الخضروات في صفوف مع الأخذ بعين الاعتبار ترك مساحات كافية بين الشتلات، فهذا يساعد على نموها بشكل جيد، ويُساعد على الحركة والتنقل فيما يبنها بسهولة وراحة أثناء عملية الريّ، وعند إزالة الأعشاب الضارة التي تنمو حولها، وعند جني المحصول.
تحضير المعدات اللازمة للزراعة
بعد تجهيز المنطقة المراد الزراعة فيها وتحديد أنواع الخضروات والأعشاب المُراد زراعتها، سواء كانت من البذور أو الشتلات، حان الآن دور تجهيز الأدوات والآلات التي سيتم استخدامها في عملية الزراعة، وفي حال كانت المساحة المُعدة للزراعة صغيرة يتم الاكتفاء بالأدوات الزراعية البسيطة، أما في حال كانت المساحة كبيرة فلا بد من استخدام التراكتور للحراثة وتقليب التربة، ومن ثم تجهيز الأسمدة الطبيعية التي تغذي النباتات بشكل جيد، كما تجب حماية سطح التربة من الرياح والأمطار الغزيرة عند زراعة النباتات لأول مرة، ويكون ذلك بوضع طبقة خفيفة من المهاد؛ وهو عبارة عن تراب مخلوط بالقش، بالإضافة إلى ضرورة حماية النباتات من الآفات عن طريق شراء المواد التي تُكافح هذه الآفات.
التخطيط للزراعة
عند زراعة النباتات، لا بد من التخطيط الجيد للحصول على محاصيل ناجحة دون اللجوء إلى استخدام المبيدات؛ حيث يمكن استخدام بعض الخُطط البسيطة والطرق الطبيعية لمكافحة الأمراض والأوبِئة التي قد تُصيب المزروعات، وهذا يؤدي إلى إنتاج محصول جيد، وفيما يأتي بعض الأمثلة على هذه الطرق:
- زراعة نوع من النباتات له رائحة قوية بالقرب من نوع آخر له رائحة ضعيفة بهدف طرد بعض أنواع الحشرات التي قد تُهاجم المحاصيل؛ مثل زراعة البصل بالقرب من الجزر لحمايته من ذبابة الجزر، وزراعة الريحان إلى جانب الطماطم لحمايتها من الذُبابة البيضاء.
- يُمكن إضافة الكبريتات إلى البقوليات لإبعاد المن عنها.
- يُمكن زراعة الورود الزاهية الى جانب النباتات لجذب الحشرات النافعة والنحل الذي يقوم بدوره بتلقيح النباتات مما يزيد الإنتاج، ومن أنواع الزهور والأعشاب المفيدة للنباتات دوار الشمس، والكزبرة، والخزامى.
تجهيز التربة للزراعة
لا بد من القيام ببعض الخطوات قبل زراعة النباتات، وفيما يأتي شرح لهذه الخطوات:
- تنظيف الأرض جيداً من الأوساخ والحصى وجذور النباتات القديمة والأعشاب، ولا بد من إزالة الصخور التي تُعيق نمو الجذور.
- تفتيت التربة باستخدام المحراث أو المجرفة، أو عن طريق إشعال النار.
- عمل اختبار للتربة لقياس درجة حموضتها، ومعرفة ما تحتوي عليه من عناصر مغذية ومواد عضوية.
- تسميد التربة لزيادة خصوبتها وتعويضها عن أي نقص فيها من العناصر المغذية والمواد العضوية.
- عمل حُفر بعمق 30 سم، أو حسب حاجة النبتة.
- وضع قليل من السماد في كل حفرة، ثم إسقاط البذور أو الشتلات برِفق في الحفرة ثم تغطيتها بالتراب، وطبقة من المهاد لحمايتها إن لزم الأمر.
زراعة أشجار الفاكهة في حديقة المنزل
فيما يأتي بعض الأمور التي يجب مُراعاتها قبل البدء بزراعة أشجار الفاكهة في الحديقة :
- أن يكون مُناخ المنطقة مناسباً لنوع الفاكهة المُراد زراعته؛ فبعض الأشجار تعيش في مناطق ذات شتاء بارد، مثل أشجار التفاح والكُمثرى والكرز والخوخ، بينما تحتاج أشجار الحمضيات إلى شتاء دافىء، مثل أشجار البرتقال والليمون .
- تُزرَع أشجار التفاح والكمثرى والخوخيات والكرزيات في فصل الربيع؛ حيث يقل تساقط الأمطار وتَقل حِدة برودة الطقس.
- تُزرع أشجار الزيتون والأفوكادو والحمضيات في فصل الخريف، بينما لا تزرع أية أشجار في فصل الصيف عندما يكون الجو حاراً.
- يجب أن تكون التربة جيدة وغير منفذة للماء، أما إذا كانت التربة رملية ولا تحتفظ بالماء فتوضع على سطحها تربة طينية.
طريقة الزراعة
يتم اتّباع الخطوات الآتية في زراعة أشجار الفاكهة:
- عمل حفرة بعرض متر وبعمق نصف متر .
- خلط السماد العضوي مع الفسفور ووضعه في الحفرة.
- إخراج الشجرة من الوعاء بحذر كي لا تُقطّع جذورها، والإبقاء على الجذور رطبة أثناء الزراعة.
- إسقاط الشجرة في الحفرة وردمها بالتراب.
- سقي الشجرة بالماء بعد الزراعة مباشرةً، والمحافظة على رطوبتها باستمرار.
العناية بالمزروعات
بعد زراعة الأشجار والنباتات لا بد من العناية المُستمرة بها وريّها في الأوقات المناسبة، وفيما يأتي خطوات العناية بها:
- المحافظة على ريّ الأشجار كل أسبوع أو عشرة أيام حسب الحاجة، وقد تحتاج لمراتٍ أكثر إذا كان الجو حاراً، ويُفضل أن تتم عملية الري ببطء؛ لأن الري السريع يؤدي إلى اضمحلال الجذر، وانجراف التربة، وتشجيع النشاط الفطري.
- دعم الأشجار من خلال إسناد الشجرة إلى دِعامة وربط شريط عريض حولها من منتصفها، خصوصاً في المناطق المعرضة للرياح والعواصف، وتَفقّد هذا الشريط باستمرار لكي لا يضغط على الشجرة أثناء نموها، وإزالته بعد أن تَقوى الشجرة قليلاً لكي تعتمد الشجرة على نفسها وتصبح أقوى، وتقليمها في موسم التقليم.
الزراعة على أسطح المنازل
تُعد الزراعة على أسطح المنازل خياراً جيداً في المناطق المُكتظّة والمنازل التي لا يوجد فيها فناء أو حديقة، إذ يُمكن استغلال سطح المنزل لهذه الممارسة الصحية، بشرط التأكّد من تحمّل السطح لأوزان الحاويات المملوءة بالتُراب من خلال استشارة مهندس، مع العلم أن مُعظم المباني تستطيع تحمل أوزان الحاويات لأنها خفيفة الأوزان، ويُمكن زراعة العديد من أنواع النباتات التي لا تحتاج إلى أعماق كبيرة، والتي تتحمل أشعة الشمس؛ حيث تكون الأسطح مُعرّضة للشمس بشكل أكبر من سطح الأرض، ومن الأمثلة على ذلك الفلفل والبامية والريحان، كما يجب تجنّب زراعة الخضروات الجذرية.