طرق جلب الرزق
طرق جلب الرزق
يسعى كل مسلم لجلب الرزق وإنمائه وإكثاره بشتى الطرق الوسائل؛ إذ إن الإنسان جُبل على حب المال وطلبه والسعي إليه، وقد يظن البعض أن السعي للرزق يقتصر على طلب العمل، بينما يظن البعض أن جلب الرزق يكون من خلال التوكل على الله -تعالى- فقط، ولكن في حقيقة الأمر أن السعي لطلب الرزق يشمل عدة نقاط، بيانها على النحو الآتي:
التوكل على الله
يعد التوكل على الله -عز وجل- أحد الأسباب الهامة لطلب الرزق واستجلابه؛ إذ إن المسلم لا تحكمه فقط القوانين المادية الخاريجة وإنما تحكمه القوانين الدينية والتي تؤثر على واقعه الخارجي وحياته الدنيا.
والمقصود بالتوكل على الله -تعالى- في الرزق أن يعلم المسلم علم اليقين أن الأمر كله لله، وأن الرزق بيد الله تعالى وحده، وأنه -سبحانه وتعالى- الرزاق الذي يملك وحده الرزق ويمنحه لمن يشاء؛ قال تعالى: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ).
وقد جاء في الحديث الشريف أثر وأهمية التوكل على الله -سبحانه وتعالى- في رزق المسلم وجلبه؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو أنكم تتوكلونَ على اللهِ حقَّ توكلِهِ لرزقكم كما يرزقُ الطيرُ تغدو خِمَاصًا وتروحُ بِطَانًا).
السعي لطلب الرزق
قد يظن بعض المسلمين أن التوكل على الله يعني الجلوس عن طلب الرزق وتسليم الأمر لله -تعالى- وأن ذلك من تمام الإيمان والتسليم؛ ولكن على العكس فإن التوكل الصحيح على الله -عز وجل- يقتضي تسليم العبد أمره لله -تعالى- والرضا بما قدر ومعرفة أن الرزق بيد الله وحده، وفي ذات الوقت السعي وبذل الجهد في تحصيل الرزق من جميع الأسباب التي شرعها الله -عز وجل-.
الاستغفار
جاء في القرآن الكريم العديد من الآيات الكريمة التي تثبت العلاقة بين الاستغفار وبين الرزق؛ حيث قال الله تعالى في سورة نوح: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
وللاستغفار صيغ عديدة يستطيع المسلم الاستغفار بها، ومن هذه الصيغ:
- أستغفر الله.
- أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
- ربِّ اغفر لي.
- أستغفر الله العليَّ العظيم.
- سيد الاستغفار: (اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ. إذا قالَ حِينَ يُمْسِي فَماتَ دَخَلَ الجَنَّةَ- أوْ: كانَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ- وإذا قالَ حِينَ يُصْبِحُ فَماتَ مِن يَومِهِ مِثْلَهُ).
ترك المعاصي
قد تكون المعاصي إحدى الأسباب التي يحرم المسلم بسببها من الرزق؛ كما جاء في الحديث الشريف: (إنَّ الرَّجلَ ليُحرمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُه)، لذا فإن ترك المعاصي والذنوب تعد أحد أسباب طلب الرزق وجلبه.
الدعاء
يعد الدعاء أحد الطرق التي يلجأ إليها المسلم ليطلب تيسير رزقه أو قضاء دينه أو التوسعة عليه من الله -سبحانه وتعالى-، ومن أفضل الأوقات التي يستطيع المسلم مناجاة ربه فيها هو الثلث الأخير من الليل، ويستطيع دعاء الله -تبارك وتعالى- بأي دعاء يريده، أو من الأدعية المأثورة في طلب الرزق؛ ومن ذلك دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهمَّ اكفِني بحلالِكَ عَن حرامِك وأغنِني بفضلِك عمَّن سواكَ).