طرق التخلص من القمل والصيبان نهائياً
القمل والصيبان
يُعتبر القمل (Lice) حشرات طُفيليّة تعيش في شعر رأس الإنسان أو على جسده وتتغذى على دمه، وتتحرك بالزحف؛ فلا يمكنها الطيران أو القفز، وتُسمّى بيوض القمل الصيبان (Nits).
وقد أشارت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (Centers for Disease Control (CDC)) إلى أنّ 6-12 مليون شخص يصاب بالقمل سنوياً، وأغلبهم بين عمر 3-11 سنة، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الأطفال أكثر عرضةً للاتصال المباشر مع الآخرين أثناء لعبهم.
وتختلف أنواع القمل التي تعيش على جسد الإنسان باختلاف المكان الذي تعيش فيه؛ إذ توجد ثلاثة أنواع رئيسيّة من القمل تنتمي جميعها لعائلة الطفيليّات ذاتها، ولكن تختلف في الصنف، وتنقسم أنواع القمل إلى قمل الرأس (Head lice)، وقمل العانة (Pubic lice)، وقمل الجسم (Body lice).
طرق التخلص من القمل والصيبان نهائياً
التخلص من قمل الرأس
للتخلّص من قمل الرأس ينصح الطبيب عادةً باستخدام الأدوية التي تُصرَف دون وصفة طبيّة، والتي تقتل القمل والصيبان ، ولكن قد لا تقتل هذه الأدوية البيوض التي تمّ وضعها حديثاً؛ لذلك يحتاج المصاب لاستخدام العلاج مرةً ثانيةً، وتشير أغلب الدراسات إلى أنّ استخدام العلاج الثاني بعد مرور تسعة أيامٍ على العلاج الأول قد يُجدي نفعاً.
وتعتمد الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبيّة على مادة سامّة للقمل اسمها البايريثرين (Pyrethrin)، والتي تُستخرَج من زهرة الأقحوان (Chrysanthemum)، وتجدر الإشارة إلى ضرورة غسل الشعر بشامبو لا يحتوي على بلسم عند استخدام هذه المنتجات، ومن ثمّ اتّباع التعليمات الموجودة على العبوة لمعرفة الوقت الذي يلزم لإبقاء الدواء على الشعر، ومن الجدير بالذّكر أنّ غسل الشعر بالخلّ الأبيض قبل غسله بالشامبو قد يساعد على إذابة المادة اللاصقة التي تتمسك فيها البيوض بالشعر.
تتطوّر في بعض المناطق الجغرافيّة مقاومةٌ للأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية، وقد يفشل العلاج في حالاتٍ أخرى بسبب عدم الاستخدام الصحيح لهذه الأدوية؛ مثل عدم تكرار العلاج في الوقت المناسب، ويتطلّب الأمر في هذه الحالات الأدوية التي تُصرَف بوصفة طبيّة، وتشمل هذه الأدوية ما يلي:
- الكحول البنزيلي: (Benzyl alcohol)، يعمل هذا المنتج على قتل القمل عن طريق حرمانه من الأكسجين، فلا يُعتبَر هذا المنتج سامّاً للقمل، ومن آثاره الجانبيّة الحكة واحمرار فروة الشعر، ويجدر التنبيه إلى أنّ استخدامه في الأطفال الذين تقلَ أعمارهم عن ستة شهورٍ غير مسموحٍ بسبب الآثار الجانبيّة الخطيرة التي قد يُسببّها لدى هذه الفئة العمرية، مثل الصرع وغيرها.
- الملاثيون: (Malathion)، يمكن استخدام الملاثيون في الأطفال الذين لا تقلّ أعمارهم عن ستة أعوام، ويجب الانتباه إلى عدم استخدام هذا المنتج بالتزامن مع استخدام مجفّف الشعر أو بالقرب من شعلة نار وذلك بسبب احتوائه على نسبة عالية من الكحول، وبما يتعلّق بطريقة استخدامه فإنّه يتمّ وضع الشامبو العلاجي على الشعر، ويُترَك ليجفّ بشكل طبيعيّ، وبعد مضيّ 8-12 ساعة يُغسَل الشعر.
- الليندان: (Lindane)، لا يُستخدَم هذا الدواء في الأطفال حسب ما نصحت به الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (American Academy of Pediatrics)، ويعود ذلك للآثار الجانبيّة الخطيرة التي يتسبّب بها مثل نوبات الصرع، وقد حذّرت إدارة الغذاء والدواء (Food and Drug Administration (FDA)) من استخدامه من قِبَل أيّ شخص يقلّ وزنه عن 50 كغم أو من لديه تاريخ مرضيّ بنوبات الصرع، أو الحوامل، أو المرضعات، أو مرضى فيروس العَوَز المناعيّ البشريّ (HIV infection).
تمشيط الشعر للخارج
إنّ تمشيط الشعر للخارج بعد علاج الشعر باستخدام الدواء المناسب كلّ 2-3 أيام لمدّة 2-3 أسابيع يساعد على التخلص من الصيبان، وفيما يلي خطوات تمشيط الشعر للخارج:
- تبليل الشعر.
- استخدام مشط مناسبٍ وتمشيط الشعر بعد تقسيمه إلى خصل صغيرة.
- مسح المشط بقطعة قماش مبللة بعد كل تمريرة للمشط على الشعر، وتفحّص فروة الرأس، والمشط، وقطعة القماش أثناء ذلك.
- تكرار الخطوة الثانية والثالثة حتى الانتهاء من الشعر كاملاً.
التخلص من قمل العانة
إجمالاً يشمل علاج قمل العانة تطهير الجسد، والملابس، ومكان النوم، وغالباً ما يتم علاج قمل العانة باستخدام منتجاتٍ دوائية لا تحتاج لوصفة طبية وتُباع على شكل غسول أو شامبو موضعيّ، وفي حال فشل هذه المنتجات الموضعية في حلّ المشكلة، فيلزم حينها استخدام الأدوية التي يصرفها الطّبيب.
ومن الجدير بالذّكر أنّ البيوض قد تبقى موجودةً بعد العلاج الناجح، وتجب حينها إزالتها باستخدام الملقط، حيث لا تكفي الإجراءات المنزلية مثل الحلاقة والماء الساخن للتخلص من القمل بسبب قدرة القمل على العيش بوجود الماء والصّابون العادي، ومن الأدوية التي يصرفها الطبيب في حال فشل العلاجات التي لا تحتاج لوصفة طبية ما يلي:
- مالاثيون: يأتي على شكل غسولٍ موضعي، ويجب إبقاؤه على المنطقة المصابة لمدة 8-12 ساعة.
- ايفرمكتين: (Ivermectin)، وهو دواء يؤخذ عن طريق الفم، وقد يحتاج المصاب لإعادة الجرعة بعد 10 أيام.
- الليندان: يُعتبَر الدواء الأقوى والأكثر سميّة مقارنةً بأدوية قمل العانة الأخرى؛ حيث يتم إبقاؤه على المنطقة المصابة لمدّة أربع دقائق فقط ومن ثمّ يُغسَل، ويُمنع استخدامه في الأطفال الرضع، والنساء الحوامل والمرضعات.
وفي حالات نادرة قد ينتقل قمل العانة ويظهر في رموش العينين، أو في شعر الإبط، أو الوجه، وفي حال وجوده في رموش العينين فعلى المصاب أن يقوم بوضع هلام النفط المعروف بالفازلين (Petroleum jelly) على رموش وجفون العَينين 3 مرات في اليوم لعدّة أيّام.
ومن الممكن التخلص من القمل والصيبان باستخدام الملقط، وقد يصف الطبيب دواءً خاصّاً مناسباً لمنطقة العينين، إذ يجب على المريض ألّا يستخدم شامبوهات القمل الاعتياديّة في هذه الحالة.
التخلص من قمل الجسد
يقضي قمل الجسد معظم حياته بشكل أساسيّ على ملابس المصاب، وينتقل لجلد الإنسان مرة أو أكثر خلال اليوم ليتغذى على دمه، ويشمل العلاج تنظيف الجسم بأكمله، والأهم هو غسل الملابس وفراش النوم التي يوجد عليها القمل أو التخلص منها.
ويُقتَل قمل الجسد وبيوضه في حال غسل الملابس في ماء ساخن جدّاً ومن ثمّ تجفيفها على درجة حرارة عالية؛ أي أعلى من 54.4 درجة مئويّة لمدّة لا تقلّ عن 30 دقيقة، ويجب التنويه إلى أنّ الغسل الجاف أو استخدام المكوى يفي بالغرض أيضاً.
قد يحتاج الأشخاص كثيفي شعر الجسد لاستخدام مبيد الآفات الخاص بالقمل، ويوجد العديد من المنتجات الفعالة بغير وصفة طبية لهذا الغرض، والتي تحتوي على البيرمثرين (Permethrin) أو مستخلصات البايريثروم (Pyrethrum extracts)، وهناك منتجات تحتوي على مواد غير البيرمثرين والبايريثروم، ولكن لا تُصرف إلا بوصفة طبية.
أعراض الإصابة بالقمل والصيبان
تُعدّ الحكّة أكثر أعراض القمل والصيبان شيوعاً، والتي تحدث بسبب عضّات القمل المسبّبة للحساسيّة، ولكن قد لا يشعر المصاب بالحكة في حالات الإصابة الخفيفة، وقد لا تظهر أيّة أعراض حتى ستة أسابيع من الإصابة بالقمل، ومن الأعراض الأخرى التي من الممكن أن تظهر على المصاب ما يلي:
- الشعور بالدغدغة بسبب حركة القمل في الشعر أو على الجسد.
- ظهور القرحات (جمع قرحة) بسبب الخدوش الناتجة عن الحكّ.
- الشعور بعدم الراحة.
- صعوبة النوم.
- ظهور بقع حمراء في الرأس، وعلى الكتفين، والرقبة، وفي منطقة العانة.
- ظهور البيوض أو أشياء صغيرة بيضاء اللون في الشعر.