خصائص الحضارة
خصائص الحضارة
لكل أمّة من الأمم حضارتها الخاصّة بها، والتي تعبّرُ عن هويتها وثقافتها، ولكل حضارة ما يميّزها عن غيرها، مع التقاء جميع الحضارات في عناصر؛ كالتنمية، والنهوض، والحداثة، والتقدم العلمي والفكري، وأمتنا الإسلاميَّة لها حضارتها الخاصّة بها، والتي تنفرد بها عن سائر الحضارات، وذلك بجمعها بين قيم الروح والمادة، ومواءمتها بين حاجات الإنسان الماديّة وحاجته التعبديَّة من غير فصل بينهما، وهناك خصائص عظيمة في هذا الاتجاه للحضارة الإسلاميَّة.
خصائص الحضارة الإسلامية
الربانية
ترتبط الربانيّة بالفكر الإسلامي الذي ترتبط جذوره بالله سبحانه وتعالى، فتستقيم من خلالها الحياة على هذا الأساس.
الإنسانيّة
الإنسان بغض النظر عن انتمائه أو لونه أو عرقه، له وزن وتكريم في الحضارة الإسلاميّة، وهو ميدان واسع لعمل الدعاة، فالإسلام يكفل الحقوق للبشر جميعاً، فمتى أدوا ما عليهم من واجبات، فلهم في الإسلام حقوق، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فالحضارة الإسلاميّة وما فيها من مكوّنات ماديّة هي من جهد الإنسان المتّصف بالحريّة والإرادة والوعي.
العالميّة
خطاب الحضارة الإسلامي للعالم أجمع، ولم يكن يوماً مقتصراً على قوم دون غيرهم.
الشمول
تشمل الحضارة الإسلامية كلَّ مظاهر الحياة، ولا تقتصر على مظهرٍ دون آخر، ولا تهتم بجانب دون آخر.
الصلاحية لكل زمان ومكان
نتاج الحضارة الإسلاميّة ماديّاً كان أو معنوياً، لا يختص بزمن محدد، ولا مكانٍ محدد، بل يتسع ليستغرق كلّ الأماكن والأزمنة.
الاهتمام بالعلم والمعرفة
أول ما نزل من القرآن الكريم قوله تعالى: اقرأ، والرسول محمد صلى الله عليه وسلّم حث على طلب العلم في أحاديثه، والصحابة الكرام اهتموا كذلك بالعلم، فالعلم والمعرفة صفة ملازمة للحضارة الإسلاميَّة، والأمانة العلميَّة هي من أهم شروط العلم الصحيح في هذه الحضارة، فالأمَّة الإسلاميَّة هي أمّة السند كما قيل.
العطاء والتطور
تعتبر الحضارة الإسلامية حضارة تدعو إلى الإنتاج والعمل والبذل، وتسلك سبل التطور باستمرار.
التوازن
يظهر التوازن في الحضارة الإسلامية بالاهتمام بكلِّ جوانب الإنسان، واهتماماته، الروحيَّة، والجسديَّة، والماديّة، فالإنسان عقل ومشاعر، وروح متصلة بخالقها
الاتفاق مع الفطرة
تتفق الحضارة الإسلامية مع الفطرة، وذلك بالاعتراف بميول الإنسان الفطريَّة في العبادة والملكيَّة، فالإنسان مفطور على هذه الأمور.
آثار الحضارات في حياة البشر
للحضارات آثارٌ عظيمة في حياة البشر في كافَّة جوانب الحياة الفكريَّة والماديّة، والأخلاقيَّة، وذلك متى قامت هذه الحضارات على أسس سليمة كما هو الحال في حضارة الإسلام، ومتى اهتمّت بكل الجوانب الإنسانّيّة من غير إهمال لأيٍ من هذا الجوانب، ومتى اهتمت بقيم العدل والأخلاق، واستقامت على نهج السماء، فالله سبحانه هو خالق الكون، وهو الأعلم بما يصلحه، وأيّ جهدٍ بشري ينسجم مع هذا التصوّر
يؤدي إلى نجاح وتقدم وازدهار