صور حب الرسول لأصحابه
صور حبِّ الرّسول لأصحابه
يتجلّى حبُّ النبيّ -صلّى اللَّه عليه وسلّم- لأصحابه في مواطن عديدة، نذكرُ بعضاً منها:
حبّ الرسول لأبي بكر
لقد كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه- شخصية عظيمة وذات شرف وعز للدين وأهله؛ فقد جمع بين خصال الخير الحميدة من رقة ورحمة، وقوة وشجاعة؛ وكان صاحب النبيّ -صلى الله عليه وسلَّم- في الهجرة؛ في حين كان الحب متبادلاً بينهما، فالنبيّ -صلى الله عليه وسلَّم- قد ربّاه على الحب وأحبّه، وأعلن حبّه له في كثير من المشاهد؛ فمنها قول النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم: (لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي)، وهذا إعلان منه -صلى الله عليه وسلَّم- لمحبته لأبي بكر، ومبادرته في إظهار المودة والأخوة.
حبّ الرسول لعمر بن الخطاب
لقد أحبّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- عمراً حباً شديداً خاصّاً؛ وهذا ما بُيّن في الحديث الصحيح المشهور الذي رواه عمرو بن العاص رضي الله عنه: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَهُ علَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا، قُلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فَعَدَّ رِجَالًا)، وهذا دليل واضح على تميّز عمر -رضي الله عنه- بالحبّ والفضل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حبّ الرسول لعثمان بن عفان
لقد كان ذو النورين الحييّ عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وأرضاه، على قدر كبير من الخصال التي يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلَّم؛ ومما يبين محبة النبي -صلى الله عليه وسلَّم- له قوله: (يا عثمانُ إنَّهُ لعلَّ اللَّهَ يقمِّصُكَ قميصًا، فإن أرادوكَ على خَلعِهِ فلا تخلعهُ لَهُم)، وهذا الحديث يدلّ على فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومحبة النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- له، وأنّ عثمان سيتولى الخلافة، وسوف تصيبه مصيبة كبيرة في ذلكم الحين، وسوف يستشهد في سبيل الله تعالى، وهو ما حدث بالفعل.
حبّ الرسول لعليّ بن أبي طالب
لقد بلغ حب النبي -صلى الله عليه وسلَّم- لعليّ مبلغ كبير، فهو ابن عمه وزوج ابنته الحبيبة فاطمة، ومما يظهر الحبّ له من النبي صلى الله عليه وسلَّم، ما قاله في فتح خيبر عن عليّ -رضي الله عنه- وأرضاه: (لَأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَه، ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ) ، وهذا دليل على محبة النبي -صلى الله عليه وسلَّم- له.