علماء الكيمياء العرب
علماء الكيمياء العرب
كان للعرب علماء كُثُر في الكيمياء، ومن أبرزهم:
جابر بن حيان
هو أبو عبد الله جابر بن حيان ، وقيل أبو موسى جابر بن حيّان، وأمّا عن مسقط رأسه فهناك أقوال أيضًا، فقيل إنّه فارسي ولد في "طوس" من بلاد خراسان، وقيل إنّه من طرسوس، وقيل إنّه من حران، ولكن الأشهر أنّه عربي ولد في بلاد فارس وهذا الذي عليه أكثر المؤرخين.
عدَّه كثير من المؤرخين نابغة من نوابغ العرب المسلمين، وقد جرّت عليه صناعة الكيمياء واشتغاله بها كثيرًا من المشكلات والصدامات مع أهل عصره، حتى وصل ببعضهم إلى تكفيره وجعله متزندقًا، ويُعدُّ جابر من علماء الكيمياء العرب الأوائل، وقد كان له ذكرٌ كبيرٌ في هذا العلم، كما اشتهر في العلوم الطبيعية وبرع في صناعة الكيمياء، وله في هذا العلم مؤلّفات ومصنّفات كثيرة.
خالد بن يزيد بن معاوية
خالد بن يزيد بن معاوية حفيد الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، فقد كان في بيت الخلافة، وقد طلب الخلافة متنازعًا مع عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم، فلمّا ذهبت إلى مروان بن الحكم انصرف إلى طلب العلم، ولا سيمّا علم الكيمياء، فأصبح من أشهر علماء العرب في الكيمياء، وقد اهتمّ أيضاً بعلوم الكلام.
جعل بعض الفلاسفة اليونانيين يترجمون بعض الكتب والأعمال إلى اللغة العربية، وقد اهتمّ اهتمامًا كبيرًا في علم الكيمياء بعد أن كان يعتمد على الخرافة، وله فضلٌ كبيرٌ فيما توصّل إليه العرب من تطوُّرٍ في هذا المجال حتى اليوم، وقد عُدّ من أوائل المجدّدين، فلم تمنعه أمور الحكم من الاهتمام بالعلوم المختلفة.
ذكره الجاحظ في كتاب البيان والتبيين فقال: "كان خالد بن يزيد بن معاوية خطيبًا شاعرًا، وفصيحًا جامعًا، وجيد الرأي، كثير الأدب، وكان أول من أعطى التراجمة والفلاسفة، وقرب أهل الحكمة، ورؤساء كل صناعة، وترجم كتب النجوم والطب والكيمياء والحروب والآداب والآلات والصناعات"، وقد كان له العديد من المؤلّفات والرسائل في علم الكيمياء.
يعقوب بن إسحاق الكندي
هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق، المشهور بالكندي ، وقد عرف بالكندي نسبةً إلى قبيلة "كندة" والتي كانت أصل جذورها في اليمن، ثمّ انتشرت بين الأمصار الأخرى، وفيما يتعلّق بسنة ولادته ومكانها وبداية علمه وتلقّيه للعلم فهذه الأمور لم يقف أحد عليها على وجه الإثبات.
في إحدى الروايات يقال إنّ الكندي قد ولد بالبصرة، ولكنّ الأرجح أنّه قد ولد في الكوفة، وقد توفّي والده وهو طفلٌ صغير وبقي تحت رعاية أمّه، ثم تلقّى العلوم المختلفة على يد المشايخ والعلماء، وقد اختلف في سنة وفاته فذكر روايات كثيرة، ومنها سنة "246هـ".
كان الكندي شديد البحث وكثير الاطّلاع على العلوم، فمع أنّ معرفته للعلوم الرئيسة، إلّا أنّه قد اتّجه إلى الدّراسة في علم الكلام ومشاركة المتكلّمين، وهكذا دخل غمار الفلسفة أيضًا، وقد قال ابن النديم في صفته: "فاضل دهره وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة بأسرها"، له مؤلّفات كثيرة تناول فيها مختلف العلوم والأبحاث.
أبو إسماعيل الطغرائي
هو أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمّد بن عبد الصّمد، وقد لقّب بالطّغرائي نسبةً إلى الطّغرى؛ وهي الطرّة التي تُكتَب أعلى الكتب السلطانية بالقلم الجلي وتذكر صفات السلطان وألقابه، ولد الطّغرائي في أصفهان سنة "455هـ" وتوفّي عام "513هـ" وقد تلقّى تعليمه الأوّل في مدارس أصفهان.
انتقل في بداية شبابه إلى مدينة أربيل أو إربِل، وقد كان طموحًا جدًّا، مما أدخله بلاط السلاجقة، وكذلك الحكم الأيوبي، ويعد الطغرائي من أشهر علماء العرب في الكيماء، وذلك نظرًا لجهوده التي بذلها في هذا العلم؛ إذ يعود الفضل إليه في العديد من الاكتشافات والنظريات الكيميائيّة، وقد وصل بعلمه إلى أن لقّب بالأستاذ في كثير من المصنفات.
تكمن براعته في هذا العلم في قدرته على فكّ رموز الكيمياء جميعها وقدرته على كشف أسرار هذه الأمور، وقد حاول تحويل الفلزات الكيميائية التي لا قيمة لها كالرصاص والنحاس إلى فلزات كيميائيّة نفيسة كالذهب والفضة، وقد خلّف الطغرائي كثيرًا من الكتب المهمّة في هذا المجال، ومنها كتاب "جامع الأسرار" ولم يبرع الطّغرائي في الكيمياء فحسب، فقد برع أيضًا بالشّعر، وله قصيدته المشهورة في الحكمة "لامية العرب".