ملخص كتاب فن اللامبالاة
ملخص كتاب فن اللامبالاة
فنّ اللامبالاة؛ هو كتاب من تأليف رجل الأعمال والكاتب مارك مانسون، يُحاول فيه نسف فكرة الإيجابية طوال الوقت، فالإيجابية من منظور الكاتب تكون من خلال التأقلم مع الشدائد والمصاعب، ويتكون الكتاب من 9 فصول، ويقع في حدود 270 صفحةً، وتلخيصه فيما يأتي:
الفصل الأول: لا تحاول
في هذا الفصل يتحدث الكاتب عن قصة أحد المكافحين في الحياة الذي عمل كثيرًا للوصول إلى طموحاته، ونجح فيها جميعها، ولكن بعد أن تُوفي كتب على قبره "لا تُحاول"، دليلًا على أنّ النجاح ليس فوزًا، وهنا يقول الكاتب إنّ كل أحلامنا أساسها ما نفتقر إليه ونحتاجه، كما يُقدم نصيحةً مفادها بالتوقف عن التفكير بما هو سيئ، وتقبل الإحساس بهذا السوء.
الفصل الثاني: السعادة مشكلة
في هذا الفصل من الكتاب يروي المؤلف قصة أحد أبناء الملوك الذي عاش طول حياته بترف وبذخ، وعندما كبر قرر الخروج من أسوار القصر، ليتفاجأ بما رآه من فقر ومرض يُعاني منه شعب المملكة، فاستنتج أنّ حياته سخيفة أمام ما رآه، وقرر الهرب ليعيش تلك الحياة ويُجرب معاناتها، ووصل في النهاية إلى حكمة مفادها أنّ الحياة معاناة يُعاني منها الأثرياء والفقراء.
الفصل الثالث: لستَ شخصًا خاصًا متميزًا
يحكي المؤلف في هذا الفصل قصة أحد الأشخاص الذي يعتبر نفسه مميزًا، ويُقدر ذاته إلى أبعد الحدود، ويظن بأنّ كل الناس في حاجة له، ولا يتوقف عن الحديث عن إنجازاته ونفسه، مع أنّه أقل من ذلك بكثير، ولكن الحقيقة أنّ التقدير العالي للنفس ليس حلًا لمواجهة المشكلات في هذه الحياة، فقد كان هذا الشخص يُحاول التغلب على نقص في حياته ما جعله يصل لهذه المرحلة.
الفصل الرابع: قيمة المعاناة
يُشير المؤلف في هذا الفصل إلى فكرة مقياس النجاح، إذ يقول إنّه ليس هناك مقياس محدد للنجاح يتناسب مع الجميع، لهذا يجب ألا يُفكر الإنسان كثيرًا في رضا الآخرين، وفي هذا الصدد يذكر قصة الملازم الياباني الذي أخبر الإمبراطور أيام حرب أمريكا واليابان أنّه سيُحارب لآخر نفس، ولكنه صُدم عندما انتهت الحرب، إذ بقي قرابة 30 عامًا في الغابات بهدف أن يكون أسطورةً خالدةً، وكانت النتيجة هي الضياع.
الفصل الخامس: أنت في حالة اختيار دائم
يُؤكد الكاتب في هذا الفصل على أنّ ليس كل شيء في هذه الحياة من صنع الحياة نفسها، بل هناك الكثير من الأمور تكون من صنع أيدينا، فجزء من المعاناة التي يشعر بها الناس هُم المسؤولون عنها، فمثلًا السعادة هي خيار، واليأس هو خيار، فالإنسان في حالة اختيار دائم.
الفصل السادس: أنت مخطئ في كل شيء
يتحدث الكاتب في هذا الفصل على أنّ اليقين هو عدو للتطور، فيجب أن يكون الإنسان في حالة شك دائم بمعتقداته وأفكاره وأحاسيسه، بدلًا من السعي الدائم نحو الصواب، فالإنسان خطّاء بطبعه، وهذه الفكرة بحد ذاتها تدفعه للتغيير وتكون فرصة للنمو، فالخطأ ليس سيئًا، بل هو دافع مهم.
الفصل السابع: الفشل طريق التقدم
يُحاول الكاتب في هذا الفصل الحديث عن أنّ النجاح في الأمور التي لا يرغب الإنسان الفشل بها لا يُمكن تحقيقه، فتجنب الفشل هو تجنب للنجاح، وبالتالي يجب عدم الخوف من فكرة الفشل، فالحياة رحلة تعلم، سيتعلم فيها الإنسان النجاح ويذوق سعادته، وسيتعلم فيها الفشل ويذوق مره.
الفصل الثامن: أهمية قول لا
يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن أنّه يجب رفض شيء ما، وهذا ليكون للحياة معنى، إذ يقول: "غالبًا ما يجري تقديم تجنب الرفض (أن أرفض، وأن أُرفَض) إلينا باعتباره سبيلًا إلى أن نحس أنفسنا بحالة أفضل. لكن تجنب الرفض يُعطينا تلك المسرى قصيرة المدى من خلال جعلنا من غير دفّة ومن غير توجه على المدى البعيد".
الفصل التاسع: بعد ذلك تموت
يتحدث الكاتب عن فكرة الموت وتجنب التفكير بها، إذ يقول إنّ الموت يُخيف البشر، وهذا ما يدفعهم إلى تجنب التفكير به، ولكنه حقيقة محتمة لا بد من الوصول إليها، فمواجهة الموت هو أمر لا مهرب منه، فالهروب من فكرة الموت يعني تجنب الشعور بالحياة.
قراءة في كتاب فن اللامبالاة
يُلاحظ أنّ كل عنوان من عناوين الكتاب يكون مخالفًا للنمط السائد وكاسرًا للمألوف، مثل: عنوان السعادة مشكلة، فقد يتعجب القارئ، ويطرح على نفسه سؤالًا كيف ستكون السعادة مشكلة؟ وبهذه الطريقة كسب مارك مانسون الرهان، ولفت انتباه القارئ، فحتى عنوان الكتاب "فن اللامبالاة" لا يُقصد به عدم الاكتراث لشيء، وإنّما تحديد ما يجب عدم الاهتمام به.
إنّ كتاب فن اللامبالاة محاولة جادة من الكاتب لتوضيح المعنى الحقيقي للإيجابية، إلى جانب التأكيد على ضرورة الاعتراف بالواقع السيئ، وفي هذا المقام يقول الكاتب: "السيئ سيئ وعلينا أن نتعايش مع هذا"، فلا يُحاول الهروب من الحقيقة ولا مراوغة المشاعر وتغليف المرار بالسكر، ويُركز الكاتب على أهمية إدراك الذات، والتعرف على نقاط الضعف ونقاط القوة بوضوح وجلاء.
إلى جانب أهمية تقبّل الحقائق كما هي مع إدراك المخاوف والنواقص وعدم التهرّب من الواقع بالإيجابية السامّة، فمواجهة النفس بالحقيقة وتقبلها ستقود الإنسان إلى تغيير حقيقي وأصيل يُمكنه من البحث عمّا يُريده بجرأة ومسؤولية، وبذلك حقق كتاب "فن اللامبالاة" شهرةً وانتشارًا واسعين؛ لأنّه أتى بفكرة فريدة، على عكس كتب التنمية البشرية الرائجة التي تَعِد الإنسان بالقفزات الكبيرة الهائلة وتجاوز كل الآلام والأوجاع بلمح البصر.
يأتي كتاب فن اللامبالاة بأسلوب فريد وفكرة جديدة مفادها أنّ الحياة يجب ألا تكون رائعة الوقت كله، وهذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة التي يُحاول كثيرون الهرب منها، أو تغليفها بانفعالات مبهجة كاذبة لخداع أنفسهم، فالكتاب يعترف بالحقائق كما هي، ويُمكن اعتباره دليلًا في الإيجابية الواعية ومقصده تحويل الألم إلى أداة يُمكن التحكم بها، وتحويل المعاناة إلى طاقة ومواجهة المشكلات وعدم الفرار منها.
اقتباسات من كتاب فن اللامبالاة
وفيما يأتي أبرز الاقتباسات من كتاب فن اللامبالاة:
- شيء ما بداخلي يمنعني من الاتكاء على أحد، يمنعني من الثقة المفرطة دائمًا.
- لتعش حياةً هانئةً سعيدةً عليك بشيء من التواضع ثم سامح، وصافح، وتصدق تكن من الهادئين القانعين.
- تجنب الصراع صراعٌ في حد ذاته، وإنكار الفشل فشلٌ بدوره، وإخفاء ما نخجل منه هو خجل نُظهره.
- تظل الطريقة الوحيدة للتغلب على الألم هي أن تتعلم أولًا كيف تتحمل ذلك الألم.
- لقد اهتتمت اهتمامًا زائدًا بأشياء كثيرة في حياتي، وأبديت أيضًا قدرًا من اللامبالاة تجاه أشياء كثيرة أخرى، ومثلما هي الحال مع الطرق التي لم نسر فيها، فقد كانت اللامبالاة التي أبديتها هي ما صنع الفرق كله.