فضل الجلوس بعد الصلاة المكتوبة
فضل الجلوس بعد الصلاة المكتوبة
ورد في فضل الجلوس بعد الصلاة أحاديث كثيرة منها، قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلاَّهُ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ وَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، حَتَّى يَنْصَرِفَ أَوْ يُحْدِثَ) ، فمن جلس في مصلاه تبقى الملائكة تستغفر له وتطلب له الرحمة من الله.
يندب للمصلي إذا انتهى من صلاته الجلوس فترةً بعدها؛ لما في ذلك من الأجر والثواب الذي لا ينقطع، إلا أن يقوم من مكانه أو يبطل وضوءه، ويكفي الإنسان دعوات الملائكة له، وإذا أراد الإنسان الإكثار من هذه الدعوات يبقى في مكانه بعد صلاته، وقد كان المسلمون في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يخرجون من صلاتهم قبل خروج الرسول -صلى الله عليه وسلم- احتراماً وتعظيماً له.
يجلس المصلي في مصلاه فترةً بعد انتهاء صلاته لكي يستغفر الله -عز وجل-، ويتلو الأذكار المندوبة بعد الصلاة، ويكون المكوث أيضاً، لإتاحة الفرصة للنساء الخروج من المسجد قبل مغادرة الرجال، لمنع اختلاط الرجال بالنساء الغير مسموح به في الشريعة الإسلامية.
وحفظاً لهن وصوناً لكرامتهن، (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، وَيَمْكُثُ هُوَ فِي مَقَامِهِ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ. قَالَ: نَرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ ذَلِكَ كَانَ لِكَيْ يَنْصَرِفَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ أَحَدٌ مِنْ الرِّجَالِ) .
أهمية الذكر بعد الصلاة المكتوبة
الذكر له فضل عظيم حث عليه الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، سواء كان قولاً أم فعلاً، قال -تعالى-: (وَأَدْبَارَ السُّجُودِ﴾ ، ووردت أحاديث كثيرة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه كان له العديد من الأذكار بعد الصلاة، ويمكث في مكانة بعد صلاته، فالرسول الكريم قدوة لنا، وأفعاله خير دليل يلتزم الإنسان به لينال رضا الله -عز وجل- ويفوز بجنته ورحمته وفضله، والعاقبة للمتقين.
فضل الخطى إلى المساجد
الخطى والمشي إلى المسجد تُمحى به الذنوب وتُكفر به الخطايا، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (... وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة إلى الصلاة....)، وهذا دليل على رفع الذنوب، وكثرة الخطى تكون ببعد المسجد عن مكان السكن، وكثرة التكرار في الذهاب إلى الصلاة، وإعداد الله -عز وجل- الثواب للمسلم في الجنة كلما ذهب ورجع من المسجد، ومن ذهب إلى الصلاة فلم يلحق بها فله الأجر كأنه صلاها.
وخطوات المصلي إلى المسجد أحدها تحط عنه الخطيئة والأخرى ترفع درجته، وله بكل خطوة يخطوها حسنة، وهذا فضل ومنَّه من الله -عز وجل- لعباده، ودليل على حثهم إلى الخطى إلى المساجد، فمن توضأ وأحسن الوضوء ثم ذهب إلى المسجد، له ثواب ورحمات، ما لم يحدث من المسلم خطأ، وكلما كان طريقة إلى المسجد أطول كلما فاز وعلا وأدرك الجنة، ونال الثواب العظيم.